اسم القابلة للنبيّ
بيّن كل من ابن كثير والقاضي عياض أن القابلة التي شهدت ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الشفاء، أم عبد الرحمن بن عوف. وُلد النبي -صلى الله عليه وسلم- في التاسع أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل، وهو العام الذي أنقذ الله -تعالى- فيه بيته من محاولة الاعتداء التي قام بها أبرهة وجيشه. وقد ورد أن ليلة مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- رأت أمه رؤيا غريبة، حيث خرج من بطنها نور أضاء قصور الشام، وكان ذلك دلالة على مجيء النور الذي سيضيء درب البشر ويقضي على مظاهر الشرك بإذن الله.
حاضنة النبي ومراضعه
عرف النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدة مرضعات، وكان له أيضاً إخوة رضاعيون. كما كانت هناك حاضنة رعته في طفولته. وفيما يلي تفاصيل ذلك:
- السيدة ثُويبة: جارية أبي لهب، وقد قامت بإرضاع النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عمّه حمزة بن عبد المطلب، وهو أخوه بالرضاعة. وقد تعددت الآراء حول إسلامها.
- حليمة السعديّة: التي أرضعت النبي -عليه السلام- مع ابنها عبد الله. كما أنها أرضعت ابن عم النبي، أبو سفيان، الذي كان يُظهر عداءً شديداً للنبي قبل أن يسلم في عام فتح مكة.
- السيدة أم أيمن: بركة الحبشيّة، التي كانت حاضنة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة والدته آمنة، التي توفيت وهو في السادسة من عمره. وقد أحاطته بالعناية والرعاية حتى وصوله لمرحلة الشباب وتزوج السيدة خديجة.
كفلاء النبي في طفولته
وُلد النبي -صلى الله عليه وسلم- يتيمًا، وقد ألّه قلب جدّه عبد المطّلب تجاهه، فاهتم برعايته إلى جانب تعليمه. أرسله إلى البادية ليقوى عوده، حيث استأجر له حليمة السعديّة كمرضع. وعندما بلغ النبي أربع سنوات، تعرض لحادثة شق الصدر، مما دفع حليمة إلى إعادته إلى والدته حرصًا على سلامته. ظل النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت رعاية والدته حتى وفاتها وهو في السادسة، وبعد ذلك عاد إلى كفالة جده لكن هذه الرعاية لم تستمر كثيرًا حيث توفي الجد بعد نحو عامين. ثم كفله عمّه أبو طالب، الذي استمر في رعايته وتربيته حتى بلغ النبي سن الرشد. وعلى الرغم من عدم إسلامه، إلا أن أبو طالب استمر في دعم النبي حتى بعد بعثته.