الأسس الثلاثة للدين الإسلامي: الإسلام والإيمان والإحسان

الإسلام

تعريف الإسلام

يُعرَّف الإسلام بأنه الخضوع لله -تعالى- والاستسلام له، وهذا يتجلى من خلال الأعمال التي يزاولها العبد في الحياة اليومية.

كذلك تُظهر العديد من آيات القرآن الكريم والسنّة النبوية مفهوم الإسلام على أنه الانقياد لله وحده، وتتضمن الأعمال الظاهرة التي تعكس الإيمان الحقيقي، مثل:

  • قَوْله -تعالى-: (بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
  • قَوْله -تعالى-: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّـهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).
  • قَوْله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
  • ما قاله جبريل -عليه السلام- للنبي -عليه الصلاة والسلام-: (يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ).

إنّ الإسلام يعتمد على الأعمال الظاهرة التي يقوم بها العبد، وأركانه الأساسية خمسة؛ فهي تبدأ بشهادة التوحيد، تليها الصلاة، ثم الزكاة، فالصيام، وأخيراً الحج إلى بيت الله.

أركان الإسلام

تنقسم أركان الإسلام إلى خمسة أركان، وقد أشار الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه أن ابن عمر -رضي الله عنهما- أخبر أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامَةِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).

تفاصيل كل ركن من هذه الأركان كالتالي:

الشهادتان

الشهادة بأن لا إله إلا الله، وأن محمدًا هو رسوله، وتصفية الله من كل شريك أو مشابه، مع إخلاص النية في التوحيد والعبادات. كذلك التصديق بأن محمد -صلى الله عليه وسلّم- هو نبي لجميع البشرية، وتفضيل محبته على محبة أي شيء آخر، والإقرار بأنه خاتم الأنبياء.

قال الله -تعالى-: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا). وبيّن أهمية اتباع ما جاء به الرسول والابتعاد عما نها عنه.

كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِن ولَدِهِ ووالِدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).

إقامة الصلاة

تعدّ الصلاة عمود الدين، وهي من أعظم الأعمال عند الله -تعالى-، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، حيث يخضع المسلم لله بكل جوارحه في هذه العبادة.

كما أنها وسيلة للتواصل مع الله، وفعل ما يكفر الذنوب، كما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا بالبَابِ يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّاتٍ، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا، قال: فهذا مَثَلُ الصَلَواتِ الخَمْس يَمْحُو اللهُ بهنّ الخَطَايَا).

تؤدي الصلاة أيضًا إلى التوبة من الذنوب وتحقيق الصلاح في الدنيا والآخرة وتعزيز روح التعاون بين المسلمين.

إيتاء الزكاة

تُعتبر الزكاة فرضًا على من تجب عليه، فهي تطهر النفوس من البخل وتدفعهم لعمل الخير، حيث يقول الله -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ).

رُبما يجمع الله في الكثير من المواضع بين الصلاة والزكاة لأهميتهما. فالزكاة تضفي طابع الرحمة والمحبة بين المسلمين.

صيام شهر رمضان

صيام رمضان هو فريضة على المسلمين كما قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). ويعوّد الصيام المسلم على الانضباط ويعطي ثماره في الآخرة.

حج البيت

الحج إلى بيت الله هو الركن الخامس من أركان الإسلام، ويجب على من استطاع إليه سبيلاً.

الإيمان

تعريف الإيمان

الإيمان هو التصديق والاعتقاد الجازم بكل ما أمر الله -تعالى- به، بالتوافق مع عواطف القلب وأعمال الجوارح.

إن الإيمان ينعكس على أفعال العبد، وقد أكد الله -تعالى- في العديد من الآيات أهمية الربط بين الإيمان والعمل الصالح.

أركان الإيمان

الإيمان بالله تعالى

يُعتبر الإيمان بالله ركنًا أساسيًا، وقد أشار الله -عز وجل- إلى فطرة الإنسان في الإيمان بالخالق.

إن الله -تعالى- هو خالق كل شيء، وهو الذي يعلم كل شيء، وقد جاء بآيات كثيرة تدل على وحدانيته.

تشمل أجزاء الإيمان بالله تعاليمه وصفاته، التي تتمحور حول مفاهيم التوحيد وأهمية الإيمان بأسمائه العليا.

الإيمان بالملائكة

تعتبر الملائكة جزءًا من خلق الله -تعالى- ولها وظائف محددة. لا يكتمل الإيمان إلا بالإيمان بالملائكة.

الإيمان بالكُتب

يقتضي الإيمان بالكتب السماوية التصديق بكل ما أُنزل على الأنبياء، ومن بينهم التوراة والإنجيل والقرآن الكريم.

الإيمان بالرُسل

يشمل الإيمان بالرسل التصديق بكل ما أوحى الله -تعالى- إليهم. لقد جاءوا لهداية البشرية إلى الحق.

الإيمان باليوم الآخر

يعني الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما يحدث فيه، من بعث وحساب، وما ينتهي به حال العباد.

الإيمان بالقَدَر

يتعلق الإيمان بالقَدَر بتصديق أن كل شيء يحدث هو مكتوب عند الله -تعالى-، ولا يتم الإيمان إلا به.

الإحسان

الإحسان هو العبادة الصادقة لله -تعالى-، ويكون على درجتين: عبادة العبد كأنه يرى الله، وعبادته مع إدراك أن الله يراه.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *