تُعتبر تجربة استئصال الرحم واحدة من أكثر الفترات صعوبة التي قد تمر بها أي سيدة، وعادةً ما يُلجأ إليها فقط في حال عدم وجود خيارات علاجية أخرى متاحة.
تترتب على هذه العملية مجموعة من التغييرات المهمة، من بينها انقطاع الدورة الشهرية. من خلال مقالنا هذا، سنتناول كل ما يتعلق باستئصال الرحم.
تجربتي مع استئصال الرحم
تعددت تجارب الأخريات في هذا المجال، وسأشارك معكم تجربتي الشخصية مع استئصال الرحم.
- “مررت بتجربة كانت من أصعب ما واجهته في حياتي، فقد تزوجت ولم أتمكن من الحمل إلا بعد مرور سبع سنوات.
- ولكن، منَّ الله عليّ بطفل كان له أهمية كبيرة في حياتي. بعد ولادتي، قررت أن أحمل مجددًا، وحدث ذلك بالفعل.
- شعرت بسعادة غامرة، وقررت زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة على الجنين.
- كانت تلك هي بداية المفاجآت، حيث أخبرني الطبيب أن قلب الجنين لا ينبض. منحني الطبيب مهلة أسبوع للتأكد من توقف نبض الجنين بشكل نهائي، وبالفعل تأكد من ذلك.
- لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث خضعت لعملية تنظيف، لكن استمر النزيف لمدة شهرين. وعندها قرر الطبيب إجراء عملية كحت الرحم.
- إلا أن النزيف لم يتوقف، مما استدعى إجراء أشعة مقطعية على الرحم. وكانت النتيجة مفاجئة، حيث اكتشف الطبيب أنني أعاني من أورام سرطانية، ووصف لي بعض الأدوية لعلاجها.
- استمر النزيف لفترة طويلة، وأصبحت حالتي الصحية في تدهور. لم ألاحظ أي تحسن بعد العلاج، مما دفع الطبيب لاتخاذ قرار استئصال الرحم.
- واجهت صعوبة في التكيف في البداية، ولكن بمرور الوقت شعرت بالرضا بقدره تعالى، والحمد لله على كل حال.”
ما هي أسباب استئصال الرحم؟
تتعدد الأسباب التي قد تستدعي إجراء عملية استئصال الرحم، وغالبا ما تلجأ السيدات لهذه العملية لتجنب مشكلات صحية خطيرة.
لا يقتصر السبب على سرطان الرحم فقط، بل هناك أسباب أخرى تشمل:
الإصابة بالتصاق المشيمة
- بعض السيدات الحوامل قد تعاني من مشكلة التصاق المشيمة بجدار الرحم، مما يؤدي إلى نزيف حاد بعد الولادة مباشرة.
- في هذه الحالة، يضطر الطبيب لإجراء استئصال الرحم لحماية صحة الحامل والجنين.
بطانة الرحم المهاجرة
- هنا، يحدث نمو غير طبيعي لنسيج بطانة الرحم في مناطق أخرى، مما يسبب آلام شديدة وعدم انتظام الدورة الشهرية.
- في بعض الحالات، قد يتسبب ذلك في العقم، ويقوم الطبيب بإزالة أنسجة بطانة الرحم قبل الانتقال لعملية استئصال الرحم.
الإصابة بالنزيف الشديد
- من الممكن أن تتعرض السيدة الحامل لنزيف شديد بعد عملية الولادة القيصرية.
- يصف الطبيب علاجًا لتقليل النزيف، ولكن في حال عدم استجابتها للعلاج، يُصبح استئصال الرحم هو الحل.
الإصابة بمشكلة الأورام السرطانية
تُعتبر الأورام السرطانية مثل سرطان المبيض وسرطان الرحم من الأسباب الرئيسية لاستئصال الرحم، حيث يُسعى من خلال هذه العملية للتخلص من خطر الإصابة بالسرطان.
هبوط الرحم
قد تعاني بعض السيدات من مشكلة هبوط الرحم، مما يؤدي إلى السقوط في المهبل ويتسبب في العديد من المشكلات.
تُعتبر هذه الحالة شائعة بين النساء ذوات الوزن الزائد أو اللائي انقطعت عنهن الدورة الشهرية.
الأورام الليفية
- تتسبب الأورام الليفية في نزيف حاد وشعور بالألم والتعب.
- غالباً ما يصف الطبيب مجموعة من الأدوية، وفي حالة استمرار الأعراض، قد يُقرر إجراء عملية استئصال الرحم بسبب نمو الأورام الليفية.
ما هي أنواع استئصال الرحم؟
تشعر العديد من السيدات بالحزن عند الخضوع لاستئصال الرحم، ويتم اللجوء لهذا الخيار عندما لا تكون هناك بدائل أخرى. هناك عدة طرق لاستئصال الرحم، تشمل:
- استئصال الرحم بالكامل.
- استئصال جزء من الرحم مع الاحتفاظ بعنق الرحم.
- استئصال الرحم الجذري المتعلق بعنق الرحم أو الجزء العلوي من منطقة المهبل، وهو أحد العلاجات المستخدمة في حالات سرطان الرحم.
تتم عملية استئصال الرحم باستخدام الطرق التالية:
- إجراء شق صغير عبر المهبل لإخراج الرحم، وهذه العملية غالبًا ما تكون غير مؤلمة.
- يمكن أن يتم استئصال الرحم عبر البطن من خلال شق في الجزء السفلي من البطن، وتُستخدم هذه الطريقة عادةً في حالات سرطان الرحم.
- استئصال الرحم باستخدام المنظار، حيث يتم تقسيم الرحم إلى قطع صغيرة ثم إزالته باستخدام المنظار.
- التقسيم أيضاً يتم بالاستعانة بالمنظار، ويتم شفط الأنسجة من خلال المهبل.
تأثير استئصال الرحم على صحة السيدات
كما ذُكر سلفًا، فإن استئصال الرحم هو عملية صعبة تُرافقها العديد من التأثيرات، ومنها:
- نزول إفرازات مهبلية دموية لفترة تصل إلى أسبوعين بعد العملية.
- شعور بالألم وتورم في المهبل.
- هبوط في أعضاء الحوض.