الإمساك
الإمساك، المعروف أيضًا بعسر التغوط، هو حالة تؤثر على الجهاز الهضمي وتُعتبر عرضًا يدل على وجود مشكلة صحية معينة، بدلاً من كونه مرضًا مستقلًا. يتمثل الإمساك في تقليل عدد حركات الأمعاء إلى أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، مما يؤدي إلى خروج براز جاف أو صلب أو على هيئة كُتل، أو الشعور بالألم أو الصعوبة أثناء التبرز. تختلف أنماط حركات الأمعاء من فرد لآخر، مما يعني أنه يمكن لكل شخص التعرف على التغيرات الطبيعية من غيرها بناءً على تجربته الشخصية. قد يستمر الإمساك لفترة قصيرة أو طويلة، وعادةً ما يزول من تلقاء نفسه، وليس هناك ما يدعو للقلق بشأنه. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “Medicine (Baltimore)” في عام 2016، فإن ما يقرب من 16% من البالغين مصابون بالإمساك المزمن، وتتراوح هذه النسبة بين 0.7% و79% عالميًا. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإمساك بين كبار السن تتراوح حول 33.5% ممن تتراوح أعمارهم بين 60 و110 عامًا.
أعراض الإمساك
عادةً ما يتراوح عدد حركات الأمعاء الطبيعية بين ثلاث مرات يوميًا إلى ثلاث مرات أسبوعيًا. إذا انخفض العدد إلى أقل من ثلاث مرات، يعتبر الشخص مصابًا بالإمساك. ويُلاحظ أن أنماط حركات الأمعاء تختلف بين الأفراد، لذا لا توجد معايير موحدة لتحديد الإصابة. على الرغم من أن الإمساك ليس خطيرًا في الغالب، فإنه من المهم استشارة الطبيب في الحالات المزمنة. إذ إن استمرار وجود البراز في الأمعاء قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، مثل البواسير والشق الشرجي ودَلي المستقيم. تشمل أعراض الإمساك:
- خروج براز صلب أو جاف يصعب تمريره.
- الحاجة لبذل جهد كبير أثناء التبرز.
- الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بالكامل بعد استخدام المرحاض.
- الشعور بوجود انسداد في الأمعاء أو المستقيم.
- آلام أو انتفاخ في البطن.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالتعب والخمول.
للمزيد من المعلومات حول أعراض الإمساك، يمكنك الاطلاع على المقال: (أعراض الإمساك).
أسباب الإمساك
تتضمن أسباب الإمساك آلية امتصاص العناصر الغذائية أثناء تحرك الطعام عبر الجهاز الهضمي. تتشكل الفضلات من بقايا الطعام المهضومة جزئيًا، وانتقالها بعدها من الأمعاء الدقيقة إلى الغليظة المعروفة بالقولون، الذي يقوم بامتصاص الماء من الفضلات لتشكيل البراز. في حالات الإمساك، يتحرك الطعام ببطء مما يمنح القولون وقتًا إضافيًا لامتصاص المياه، مما يؤدي إلى صلابة البراز. تتعدد أسباب الإمساك، ومنها:
- قلة ممارسة التمارين الرياضية.
- شرب كميات غير كافية من السوائل.
- نقص الألياف في النظام الغذائي.
- الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
- تجاهل الحاجة لاستخدام المرحاض.
- تغير الروتين اليومي.
- اضطراب في وظائف الأمعاء.
- الإفراط في استخدام الملينات.
- مشاكل في أعصاب وعضلات الجهاز الهضمي.
- الاضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون أو التصلب المتعدد.
- سرطان القولون.
- قصور الغدة الدرقية.
- تغييرات في نمط التغذية.
- زيادة استهلاك منتجات الألبان.
- الضغوط النفسية.
- استخدام بعض الأدوية التي قد تسبب الإمساك.
- اضطرابات الأكل.
- التقدم في العمر.
للمزيد من المعلومات حول أسباب الإمساك، يمكنك الاطلاع على المقال: (ما هو سبب الإمساك).
تشخيص الإمساك
يُعتبر الإمساك حالة شائعة يُشخصها الطبيب بناءً على الأعراض والتاريخ الطبي، في بعض الأحيان قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات لتحديد السبب الكامن وراء الحالة. يتضمن التشخيص عادة ما يلي:
- طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالأعراض، النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية.
- إجراء فحص جسدي، ويشمل فحص المستقيم.
- فحص البراز للكشف عن الدم.
- إجراء التنظير السيني أو تنظير القولون في حالات معينة.
- تصوير البطن بالأشعة السينية للكشف عن انسداد الأمعاء.
- قياس الضغط الشرجي لتقييم وظائف العضلات وانسجامها.
- قياس إفراغ المستقيم باستخدام تقنيات مختلفة.
نصائح منزلية للتخلص من الإمساك
غالبًا ما يتلاشى الإمساك من تلقاء نفسه أو من خلال تغيير نمط الحياة دون الحاجة إلى الأدوية. يمكن علاج حالات الإمساك الخفيفة إلى المتوسطة في المنزل من خلال اتباع النصائح التالية:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- شرب المزيد من الماء (كوبين إلى أربعة أكواب إضافية).
- زيادة استهلاك الألياف من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- تخصيص وقت ثابت للتبرز وعدم الضغط أثناء ذلك.
- عدم تجاهل الرغبة في استخدام المرحاض.
- تجنب المنبهات مثل الكافيين والكحول.
- تناول الأطعمة منخفضة الدهون.
- تطبيق وضعيات ملائمة أثناء التبرز لتعزيز حركة الأمعاء.
- تجنب النشاطات المشتتة أثناء استخدام المرحاض.
- استخدام الملينات بعناية وتحت إشراف الطبيب.
- تدوين حركات الأمعاء والأنماط الغذائية في ملاحظات خاصة.
علاج الإمساك
يجب استشارة الطبيب إذا استمر الإمساك رغم اتباع النصائح السابقة، حيث قد يتم إجراء الفحوصات لتحديد السبب والعلاج المناسب. في حالات الإمساك الناتج عن الأدوية، قد يوصي الطبيب بتقليل الجرعة أو تغيير العلاج. تشمل العلاجات الممكنة:
- الأدوية الموصوفة مثل:
- دواء لوبيبروستون لزيادة ليونة البراز.
- دواء ليناكلوتايد أو بليكاناتايد للمساعدة في تنظيم حركة الأمعاء.
- بروكالوبرايد لتحفيز حركة البراز.
- العلاج بالتغذية البيولوجية لتدريب العضلات.
- الجراحة في حالات تدلي المستقيم أو فشل وظائف القولون.
للمزيد من المعلومات حول علاج الإمساك، يمكنك الاطلاع على المقال: (كيفية علاج الإمساك).
دواعي مراجعة الطبيب
يجب التواصل مع الطبيب في حال حدوث إمساك مفاجئ مع آلام حادة أو عدم القدرة على إخراج البراز أو الغازات. تشمل الدواعي الأخرى لمراجعة الطبيب:
- الإصابة بامساك غير معتاد.
- وجود دم في البراز.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- ألم شديد أثناء حركات الأمعاء.
- استمرار الإمساك لأكثر من أسبوعين.
- براز رفيع مثل قلم الرصاص.
الإمساك عند الأطفال والرضع
يتعلق حدوث الإمساك لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر بنوع التغذية، حيث إن الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية يكون برازهم طريًا، بينما أولئك الذين يعتمدون على الحليب الصناعي قد يكون برازهم أكثر كثافة. وإذا حدث الإمساك، فقد يشير ذلك إلى نقص في كمية الحليب أو نوع غير مناسب للحليب الصناعي. ينبغي إعطاء السوائل أو التركيبة المناسبة. قد يترتب على الأمساك مضاعفات مثل الشقوق في المستقيم، مما يزيد من الألم وصعوبة الإخراج.
لمعرفة المزيد حول أسباب الإمساك عند الأطفال، يمكن قراءة المقال: (ما أسباب الإمساك عند الأطفال).
ولمزيد من المعلومات حول علاج الإمساك عند الأطفال، يمكنك الاطلاع على المقال: (ما هو علاج الإمساك عند الأطفال).
ولمعرفة المزيد عن علاج الإمساك عند الرضع، يمكن قراءة المقال: (علاج إمساك الرضع).
الإمساك عند الحوامل
تحدث تجارب الإمساك خلال فترة الحمل بسبب تغييرات هرمونية تؤدي إلى إرخاء الأمعاء، وضغط الرحم المتزايد على الأمعاء، واستخدام مكملات الحديد. يبدو أن زيادة كمية الألياف والسوائل وممارسة الرياضة مفيدة. إذا لم تنجح هذه الإرشادات، قد يصف الطبيب ملينات آمنة للحامل مثل اللاكتولوز والماكروجول.
فيديو عن الإمساك
تتحدث دكتور الصيدلة روان حجاب عن مشكلة الإمساك، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها.
