ابن خلكان
هو أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي الإربلي، وُلد في مدينة أربيل الواقعة على شاطئ دجلة الشرقي في الثاني والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر في عام 1211 ميلادي، والذي يوافق 608 هجري. يُعتبر ابن خلكان مؤرخاً وفقيهاً وأديباً وقاضياً إسلامياً، وهو مؤلف أحد أبرز كتب التراجم، وهو “وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان”. تجدر الإشارة إلى أن ابن خلكان نشأ في عائلة شهيرة في أربيل. أما بالنسبة لمشواره العلمي، فقد بدأ دراسته في الكلية المحلية التي كان يعمل بها والده، ثم رحل إلى دمشق والموصل وحلب طلباً للعلم. خلال تنقلاته، أتيحت له الفرصة للتعرف على عدد من المؤرخين المعروفين مثل ابن الأثير. توفي ابن خلكان في دمشق في السادس والعشرين من شهر رجب سنة 681 هجري، والذي يوافق الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر في عام 1282 ميلادي.
أصل اسم ابن خلكان
ورد أن اسم (خلكان) كما جاء في رواية قطب الدين المكي هو تركيب يتكون من فعلين: “خل”، والذي يعني “اترك”، و”كان”، حيث يُقال إن ابن خلكان أطلق عليه هذا الاسم لأنه كان يردد عبارة “كان والدي كذا” بشكل متكرر، لذا أصبح يُشار إليه بــ “خل كان”. وقد اهتم بعض الناس بكتابة الاسم بالشكل (خلْكان) بالإشارة إلى السكون. بحسب كتاب طبقات الشافعية لابن شبهة، يعد خلكان اسم قرية في أربيل تُقال إنها لا تزال قائمة في قضاء رانية ضمن لواء السليمانية. كما يُعتقد أن أحد أجداد ابن خلكان كان يُدعى “خل”، وتمت النسبة القرية إليه لتحمل اسم (خلكان).
أعمال ابن خلكان
عمل ابن خلكان نائباً لقضاء مصر لفترة من الزمن، وبعد ذلك انتقل إلى دمشق حيث عينه الظاهر بيبرس قاضياً على الشام. لكن بيبرس عزله بعد عشر سنوات، مما جعله يعود إلى مصر حيث أقام سبع سنوات أخرى. ومع عودة الظاهر بيبرس، استدعاه مرة أخرى إلى قضاء الشام، ولكن تم عزله مرة أخرى فيما بعد. يمكن تصنيف تجربة ابن خلكان في دمشق وتنقلاته بين المناصب كدليل على صعود وهبوط سياسي، لكنه تمكن من بناء سمعة جيدة كرجل عادل وعالم بأمور القانون والقضاء. ومن الجدير بالذكر أن ابن خلكان عُرف بملاحظاته الدقيقة وعقله الراجح.
أما بالنسبة لكتابه الذي يُعتبر من أبرع كتب السير، فقد جمع فيه معلومات حول شخصيات مشهورة في التاريخ الإسلامي من علماء وفلاسفة وغيرهم. تُعزى شهرة هذا الكتاب، الذي بدأ تأليفه في عام 1256 ميلادي وانتهى في عام 1274 ميلادي، إلى احتوائه على معلومات حول شخصيات لم يتم ذكرها في كتب السير الأخرى، كذلك يحتوي على معلومات من مصادر اندثرت. يُذكر أنه لم يتطرق لذكر صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو الخلفاء أو رواة الحديث، حيث اعتبر أنهم قد تم تناولهم في العديد من المصادر الأخرى.