إبراهيم بن الأغلب: مؤسس الدولة الأغالبية

إبراهيم بن الأغلب

إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقل بن خفاجة بن عباد بن عبد الله بن محمد بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي. تعود أصول عائلته إلى قبيلة تميم العربية، ويُعتبر مؤسس دولة الأغالبة وقائد حركة الفتح الإسلامي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

سمات إبراهيم بن الأغلب

تميز إبراهيم بن الأغلب بتقواه وورعه، حيث كان يرد المظالم ويعيش زاهدًا وناسكا. وعزم على أداء مناسك الحج خلال فترة حكمه، مما أظهر جمعه بين الجهاد والحج. كان له اهتمام كبير بفعل الخير والإحسان إلى الناس، حيث تصدق بجميع ممتلكاته في نهاية حياته. بالإضافة إلى ذلك، عُرف عنه ذكاؤه وقدرته على التصرف الحكيم، مما ساعده في كشف نوايا الأعداء، وكان كريمًا مع رعيته.

حكم إبراهيم بن الأغلب في أفريقيا

اختار إبراهيم بن الأغلب القيروان مركزًا له، بعد أن تولى أخوه محمد بن الأغلب ولاية المدينة. عُين إبراهيم واليًا لأفريقيا بعد وفاة أخيه، حيث أظهر كفاءة في الحكم وقدرة على قمع الثورات التي نشبت في عهده. انتقل للعيش في تونس عام 281 هجريًا، وقام بشن غزوات على الأراضي الإفرنجية، حيث فتح العديد من حصونها.

كما ذكر ابن خلدون: “أنشأ الحصون والحواجز في سواحل البحر، حتى كانت النار تُوقد على سواحل سبتة كإنذار للعدو، فيصل إيقادها بالإسكندرية في ليلة واحدة. لكنه تعرض لإصابة بالماليخوليا، مما أدى لفقده الكثير من أنصاره وأقاربه، بما في ذلك اثنان من أبنائه وثمانية من إخوانه. وقد شكا أهالي تونس للمعتضد العباسي، مما أدى لعزله في سنة 289 هـ، ليقصد صقلية غازيًا، حيث تُوفي هناك واعتُمد نقل جثمانه إلى القيروان.

دولة الأغالبة

استمرت دولة الأغالبة في الوجود فترة تقارب القرن والتسع سنوات، من عام 800 ميلادي حتى 909 ميلادي، الموافق للفترة ما بين 184 هجريًا إلى 296 هجريًا. ويُعتبر أن الحياة في تونس حققت ازدهارًا ملحوظًا في عهد الأغالبة، حيث كانت المساجد تمثل دورًا مهمًا في دعم الحضارة الإنسانية.

تولى عبد الله إمارة الأغالبة في عام 902 ميلادي، واستمرت فترته لمدة عام ونصف بسبب مقتله على يد ابنه زيادة الله الثالث. وقد كانت فترة حكم زيادة الله الثالث استمرارًا للسياسة التي رسمها والده إبراهيم بن أحمد، مما أدى لاحقًا إلى تراجع قوة دولة الأغالبة.

في الوقت نفسه، حقق أبو عبد الله الشيعي انتصارات عديدة واستطاع الاستيلاء على عدة مدن في إمارة الأغالبة، حيث لم يستطع جيش زيادة الله الثالث التصدي له أو إيقاف توسعاته، مما جعل زيادة الله يختار الهروب إلى مصر، حاملاً معه ما استطاع من مال وعدة. وأرغم دخول عبدالله الشيعي إلى المدينة واستيلائه عليها دون قتال.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *