فهم البراغماتية في اللغة

مفهوم البراغماتية من الناحية اللغوية

البراغماتية، مصطلح مشتق من الكلمة اليونانية “براغما”، التي تعني العمل. تُعتبر البراغماتية إحدى المذاهب الفلسفية السياسية التي تعتبر النجاح في العمل هو المعيار الأساسي للحقيقة. يتجنب البراغماتيون الاعتراف بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية، لكنهم في الوقت نفسه يدعون إلى وجود أيديولوجية مثالية تقوم على حرية مطلقة.

تعريف البراغماتية اصطلاحًا

يمكن وصف البراغماتية بأنها فرع لغوي يهتم باستخدام اللغة في سياقات متعددة. ظهر مصطلح البراغماتية بفضل الفيلسوف سي دبليو موريس في الثلاثينيات، وتطور ليصبح جزءًا من اللسانيات في السبعينيات، حيث يركز الباحثون في هذا المجال على المعاني الضمنية للكلمات التي قد لا تُذكر بشكل صريح.

في العصور القديمة، اعتُبرت البراغماتية حركة فلسفية نشأت لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم استعمال المصطلح كتابيًا لأول مرة في عام 1898م. عرّفها تشارلز بيرس بأنها تيار فلسفي يؤكد على أن جميع المفاهيم تُثبَت فقط من خلال التجربة العملية.

الاختلاف بين البراغماتية وعلم الدلالة

يخطئ البعض في اعتقادهم أن البراغماتية وعلم الدلالة هما مترادفان، لكن هناك فرق كبير بينهما. يركز علم الدلالة على الإشارة إلى المعاني المحددة للكلمات، بينما تهتم البراغماتية بدراسة المعاني اللغوية في سياقات اجتماعية معينة. يولي البراغماتيون أهمية أكبر للطريقة التي يتم بها التعبير عن الكلام مقارنةً بالكلام ذاته. كما قال جيفري فينش: “الكلمات هي الوحدات الصوتية التي تنطلق من المتحدث، ولكن الإشارات المصاحبة لها تمنح تلك الأصوات معانيها الحقيقية”.

يمكن تعريف علم الدلالة أنه العلم الذي يدرس معاني الكلمات بشكل فردي ومعانيها ضمن سياقات معينة. ببساطة، هو دراسة المعنى اللغوي، وهناك نوعان رئيسيان للدلالات اللغوية: دلالات معجمية تتعلق بالكلمات، ودلالات جمل ترتبط بالوحدات النحوية.

تركز البراغماتية على دراسة المجال الذي يُستخدم فيه الكلام، حيث تُعتبر “دراسة استخدام العلامات والكلمات والجمل اللغوية في سياقات فعلية” نتيجة مهمة لتأثير السياق الكبير على الكلام المُعرب. تشمل البراغماتية ثلاثة مبادئ رئيسية، وهي الحوار بين المتحدث والمستمع، تسلسل الحديث، واحتمالات معاني الكلام.

البراغماتية من منظور فلسفي

تتضمن الفلسفة البراغماتية مجموعة من النظريات المتميزة، ونستعرض بعضها كما يلي:

• نظرية المعرفة المعروفة بنظرية التبرير، والتي ترفض الادعاء بأن جميع المعتقدات تستند إلى أساس معرفي غير تفاضلي.
• نظرية المعرفة المعروفة بنظرية الحقيقة، التي تؤكد على أن التأكيدات التي تدعم الحقيقة الأساسية للبيان تعتبر مفيدة من الناحية الاعتقادية.
• نظرية الميتافيزيقا، التي تُشير إلى وجود وجهات نظر متعددة تؤدي إلى تصورات مختلفة للعالم ومحتوياته مقارنة بالنظريات الأخرى.