الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من سورة المزمل

الدروس والعبر من سورة المزمل

فيما يلي بعض الدروس والعبر المستفادة من سورة المزمل:

  • يظهر أن حالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في بداية البعثة كانت مليئة بالخوف مما حدث له. يتجلى ذلك في وصفه في السورة بأنه “المزمل”، مما يعكس التحديات التي واجهها في سبيل إيصال الرسالة الإلهية.
  • يتعين على المسلم أن يسعى لتطهير قلبه وجسده من كل ما هو نجس، سواء كان مادياً أو معنوياً، قبل بدء الدعوة إلى الله -تعالى-، إذ ينبغي أن يكون قدوة حسنة لمن حوله.
  • يسر المؤمن بأن العقاب الذي سيواجهه الكافرين يوم القيامة سيكون شديداً، بغض النظر عن قوتهم واستكبرهم في الحياة الدنيا، بينما سيكون الجزاء للمتقين المحسنين حسنًا.
  • يدرك المسلم أن النعم تذهب بالكفر وتزداد بالشكر، لذلك فهو ملتزم بأداء حق الله -تعالى- في شكر نعمه.
  • يجب على المسلم مواجهة الصعوبات التي تعترض طريق الدعوة بالصبر والتوكل على الله.
  • يسعى المسلم ليكون من أولئك الذين اختارهم الله -تعالى- لصلاة الليل.

محاور سورة المزمل

تشتمل سورة المزمل على مجموعة من المحاور الأساسية، ومن أبرزها:

  • كان أحد الأوامر الموجهة إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو قيام الليل، وهو ما يُعتبر استعداداً له لمهمة الدعوة. يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا).
  • يُحث النبي على الاستعانة في مواجهة مسئوليات الدعوة ومصاعبها من خلال قراءة آيات الله بتؤدة، كما ورد في الآية: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).
  • يؤكد الله -تعالى- على ضرورة التحمل والصبر في مواجهة مشقة الدعوة والتصدي للمعارضين، مُشيراً إلى ذلك بقوله: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا).
  • تتحدث السورة عن العقوبات التي ستطال من يكذبون برسالة رسل الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث يُذكر: (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا).
  • تتناول السورة بعض الظواهر الكونية التي تدل على القدرة الإلهية، مُظهرًة قدرة الله -تعالى- من خلال قوله: (يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلا إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا).
  • أدرجت السورة تخفيفاً على المؤمنين والضعفاء من حاجة قيام الليل كاملاً، إذ قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ).

سبب نزول سورة المزمل

تشير الروايات إلى أن سبب نزول سورة المزمل يعود إلى أن الوليد بن المغيرة استفسر من سادة قريش حول النبي محمد وما جاء به، حيث دارت بينهم مناقشات وتصورات بأن النبي هو كاهن أو ساحر أو مجنون، واستقر رأيهم على تصنيفه كساحر. عندما وصل هذا الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أحزنه الأمر فغطى نفسه، فأنزل الله عليه آيات تدعوه لتبليغ رسالة الله -تعالى-.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *