مدينة بيت المقدس
تُعرف مدينة بيت المقدس أيضًا بأسماء عديدة مثل بيت القدس والقدس الشريف، وهي تُعتبر من أهم المدن في فلسطين. تتميز هذه المدينة بموقع جغرافي متميز، حيث تقع على هضبة تُعرف بهضبة القدس، في قلب السلاسل الجبلية التي تشكل الأراضي الفلسطينية الوسطى. تلعب هذه السلاسل الجبلية دورًا حيويًا في تقسيم المياه بين وادي الأردن من الشرق والبحر الأبيض المتوسط من الغرب. كما يربط بين شمال وجنوب المدينة عدد من الطرق الرئيسية، مُخترقةً المرتفعات الجبلية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. بالإضافة إلى ذلك، يوجد عدد من الطرق الفرعية التي تربط بين وادي الأردن والساحل الفلسطيني.
يوحي ترتيب الأودية المحيطة ببيت المقدس بأهميتها الجغرافية، حيث يحيط بها من الشرق وادي جهنم المعروف بقدرون، ومن الجنوب يحيط بها وادي الربانة المعروف بهنوم، بينما يحيط بها من الغرب وادي الزبل. تقع المدينة على بُعد 22 كيلومترًا من البحر الميت، في حين تبعد 52 كيلومترًا عن البحر الأبيض المتوسط.
أهمية الموقع
تكتسب路 طريق الوصول إلى بيت المقدس أهمية كبيرة، فهي تُعتبر نقطة رئيسية على طرق التجارة عبر العصور. فضلاً عن ذلك، تُعد المدينة مركزًا روحيًا للديانات السماوية الثلاث، إذ تحتضن عددًا من المواقع الدينية البارزة مثل كنيسة القيامة، وكنيسة المهد، بالإضافة إلى المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة. تبرز هذه المدينة كمركز لإشعاع الفكر والروحانية والاجتماع في المنطقة.
تاريخ التسمية
يعود أول اسم مُسجل للقدس إلى ما قبل الميلاد بأكثر من ألفي عام، وهو “أورسالم”، كما وُرد في رسائل تل العمارنة المصرية. تشير الوثائق القديمة إلى أن مؤسس هذه المدينة هو القائد سالم، الذي يُعتبر من أصل كنعاني عربي. عُرفت المدينة في تلك الفترة أيضًا باسم “مدينة السلام”. مع مرور الوقت، أُطلق عليها اسم “يبوس” نسبة إلى اليبوسيين، أحد فروع الكنعانيين. لاحقًا، أُشير إليها باسم “شاليم”، الذي يُعتبر اسم لإله الغسق في الثقافات القديمة. استخدم العبرانيون اسم “صهيون” أو “مدينة داود” للإشارة إلى المدينة، بينما استخدم اليونانيون الاسم الإغريقي “هيروسليما”. وقد أطلق الرومان عليها اسم “مستعمرة إيليا الكابيتولينية”. في الرسائل الإسلامية، وخصوصًا خلال العصور الوسطى، عُرفت المدينة باسم إلياء وإيليا، بينما تم تداول اسم “بيت المقدس” بين العرب الذين كانوا ينادونها بالقدس الشريف.