مقدمة عن سورة النحل
تُعتبر سورة النحل السورة السادسة عشرة ضمن سور القرآن الكريم، وهي من السور المكية العظيمة، التي تتألف من مئة وثماني وعشرين آية. تم اختيار هذا الاسم بسبب تناولها لمخلوقات النحل، التي تمثل نموذجاً واضحاً لقدرة الله وإبداعه في خلق الكون وإدارته.
الموضوعات الرئيسية في سورة النحل
ترتكز سورة النحل بشكل أساسي على نعم الله -عز وجل- العديدة التي لا تُحصى، لتكون تذكيراً لأولئك الذين غفلت قلوبهم عن شكر الله -تعالى- على نعمه. ولذلك، تُعرف هذه السورة بسورة النعم، حيث تم تقسيم النعم التي تم الإشارة إليها إلى قسمين: النعم الظاهرة، التي يدركها الإنسان عياناً، والنعم الباطنة التي قد تغيب عن شعوره.
تتحدث السورة أيضاً عن الأدلة التي تثبت قدرة الله -تعالى- ووحدانيته، إذ أنه خالق الكون الحقيقي، وهو المستحق للعبادة. بالإضافة إلى ذلك، تتناول سورة النحل مواضيع متعددة مثل دعم رسول الله والمؤمنين، وأمور عقدية مثل الالتزام بالتوحيد وسبل التقوى.
منهج الدعوة إلى الله في سورة النحل
تنقلت آيات سورة النحل بين مواضيع متنوعة، وفي ختامها تم التأكيد على أهمية اتباع الأسلوب الحسن في الدعوة إلى الله -تعالى- ودينه القويم. حيث تبرز آية في نهاية السورة الخطوات الواجب على المسلم اتباعها خلال دعوته، حيث قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
تبع هذه الآية الكريمة تحذير للمسلمين بعدم الإساءة إلى المعتدين أو الانتقام منهم، وإنما الاكتفاء بمعاقبتهم بما يساوي اعتداءاتهم، مع التأكيد أن الصبر هو الخيار الأفضل، وأرفع منزلة في الأجر.
كما توجه الآية قبل الأخيرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتوجيه نحو الصبر وتحمل الأذى الذي يواجهه أثناء دعوته، واختتمت السورة بتعزيز الثقة لدى المتقين بأن الله -تعالى- معهم ولن يتركهم.
نعم الله الواردة في سورة النحل
تشتمل سورة النحل على العديد من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، ومن أبرز هذه النعم:
- خلق الله -تعالى- السماوات والأرض والإنسان بمثل هذا الإعجاز العظيم.
- خلق الأنعام التي ينعم بها الناس بشتّى المنافع.
- إنبات أنواع متعددة من النباتات كالأعناب، والزيتون، والنخيل، وغيرها، والتي يستفيد منها الإنسان في غذائه وصحته.
- تسخير الله -تعالى- للشمس، والقمر، والنجوم، والليل، والنهار لمصلحة البشر.
- توفير خيرات البحر للناس؛ حيث يُعتبر البحر مصدراً للثروات، بما في ذلك الغذاء والملبس، وتصنيع السفن للنقل.
- خلق الله -تعالى- الإنسان وبعض مراحل هذا الخلق.