ابن الأثير
تُعَدُّ كُنيةُ “ابن الأثير” نسبتُها إلى ثلاثة إخوة بارزين في مجالاتهم خلال القرنين السادس والسابع الهجريين، حيث تميز كل منهم في حقل علمي محدد. الأخ الأكبر بينهم هو مجدُ الدين المبارك الذي برع في علم الحديث، بينما الأخ الأوسط هو عزُ الدين علي الذي اشتهر في مجالات التاريخ، أما الأصغر بينهم فهو ضياء الدين نصر الله. فيما يلي تقديم لكل منهم:
مجدُ الدين المبارك
هو المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، المعروف بلقب ابن الأثير. وُلِد في عام 544 هـ في جزيرة ابن عمر التابعة للموصل. كان عالماً ذا فضل وإحسان، حيث درس علوم اللغة العربية والفقة، وحفظ القرآن الكريم والحديث الشريف. تولى إدارة الخزانة لدى سيف الدين الزنكي عام 565 هـ، ثم استلم ديوان الإنشاء لدى مجاهد الدين قايماز. كرس مجد الدين السنوات الأخيرة من حياته للكتابة، وتوفي في شهر ذي الحجة عام 606 هـ، تاركاً مجموعة من المؤلفات منها “منال الطالب في شرح طوال الغرائب” و”كتاب البديع في علم العربية”.
عزُّ الدين علي
يُعرف الإمام عز الدين، وحافظ التاريخ وخبير أنساب العرب، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني بلقب ابن الأثير الجزري. وُلِد في جزيرة ابن عمر عام 555 هـ، ثم انتقل مع والده إلى الموصل حيث درس علوم الدين على يدي كبار الشيوخ. وكان قد عُين رسولاً لصاحب الموصل في بغداد ومن ثم إلى الشام والقدس، ليعود في النهاية إلى الموصل حيث استقر في بيته مشغولاً بالعلم واختصار كتب التاريخ حتى وفاته عام 630 هـ. من بين الكتب التي اختصرها أو صنفها “كتاب الكامل” و”كتاب الأنساب”.
ضياءُ الدين نصر الله
هو أبو الفتح نصر الله بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بلقب ضياء الدين ابن الأثير الجزري. وُلِد أيضاً في جزيرة ابن عمر، وانتقل مع والده إلى الموصل حيث حفظ هناك القرآن الكريم والحديث النبوي وتعلم النحو واللغة والشعر. عمل كقاضٍ لدى الملك الناصر صلاح الدين، ثم تولى مسؤوليات الوزارة في دمشق خلال عهد الأفضل ابن صلاح الدين. مع تصاعد الظروف السياسية الصعبة، اضطر ضياء الدين لفراق الأفضل وعمل ككاتب للإنشاء في دولة ناصر الدين محمود بن عز الدين مسعود في الموصل. تواصل إقامته في العراق حتى وفاته عام 637 هـ، حيث دفن في بغداد وترك خلفه العديد من المؤلفات من بينها “رسائل ابن الأثير”، و”المُرصَّع في الأدبيات”، و”كتاب الاستدراك في الرد على رسالة ابن الدهان”.