يُعتبر اضطراب تعدد الشخصيات من الاضطرابات النفسية النادرة، حيث يتسبب في تحول الشخص إلى عدد من الشخصيات المختلفة المتكررة، وقد يفقد الشخص الوعي بما يقوم به خلال هذا التحول. يُعرف هذا الاضطراب أيضًا بالفصام، ولمعرفة المزيد عن أسبابه وعلاجه، يُنصح بمتابعة هذا المقال.
مفهوم اضطراب تعدد الشخصيات
- يُعرَّف اضطراب تعدد الشخصيات بأنه حالة نفسية تؤدي إلى ظهور شخصيات متعددة في عقل الفرد، حيث يتميز كل منها بخصائص مختلفة عن الآخر، مما قد يتسبب في فقدان الذاكرة بشأن الأحداث والتصرفات السابقة. يُعتبر أيضًا من ضمن الاضطرابات الفصامية.
كيفية حدوث اضطراب تعدد الشخصيات
- يحدث التحول إلى شخصية جديدة بشكل مفاجئ ودون مقدمات، وغالبًا ما يرتبط بإحساس الشخص بالخطر أو التهديد.
- يجد الشخص نفسه مضطرًا للتحول إلى شخصية أخرى تتمتع بالقوة اللازمة لمواجهته هذا الخوف، وهذه الشخصية تختلف تمامًا في تصرفاتها وأفكارها اهتماماته عن هويته الأصلية.
الأعراض المرتبطة باضطراب تعدد الشخصيات
تتعدد الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب، ورغم صعوبة التفريق بينها وبين الأمراض النفسية الأخرى، يمكن التعرف عليها من خلال التحول المفاجئ أمام الآخرين أو عبر بعض الأعراض الأخرى مثل:
- نسيان كبير للأحداث اليومية، مما يسبب تعرض الشخص لفقدان الذاكرة بشكل متكرر.
- الشعور بالانهيار والإحباط نتيجة التحولات المتكررة، مما يؤدي إلى مشاعر الرهاب.
- سماع أصوات متعددة يراها الشخص مرتبطة بأفكاره الداخلية فقط.
- عدم التعرف على الذات عند النظر في المرآة بسبب التغير في الهوية.
- الكذب المستمر نتيجة الشعور والتصرفات غير المتسقة مع الذات.
- شعور بفقدان الثقة بالنفس والعجز عن اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
- تجنب الاجتماعات مع الآخرين والابتعاد عن تجمعات الأصدقاء والعائلة.
- الانخراط في سلوكيات إدمانية كوسيلة للهروب من الضغوط النفسية.
- الشعور بحزن عميق وعدم القدرة على النوم بشكل جيد.
- القيام بأفعال أثناء النوم دون إدراك، مثل المشي أثناء النوم.
أسباب حدوث اضطراب تعدد الشخصيات
- يمكن أن ينشأ هذا الاضطراب نتيجة صدمات كبيرة يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة، مثل الاعتداءات الجنسية أو نشوء بيئة عائلية مضطربة حيث يتكرر فيها مرض الفصام.
تأثير اضطراب تعدد الشخصيات على حياة الفرد وعمله
- يؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على حياة الشخص، حيث يعاني من صعوبة في الحفاظ على الاستمرارية في العمل، ويعيش في حالة من الفوضى والنسيان المتكرر.
- غالبًا ما يعاني الأفراد من عدم القدرة على التكيف مع أسرهم بسبب مشاعر الحزن والنسيان وانفصام الهوية.
طرق العلاج المناسبة لاضطراب تعدد الشخصيات
يتطلب علاج هذا الاضطراب استخدام مجموعة من الأساليب تتجاوز الأدوية، حيث يحتاج المصاب إلى الدعم من الأسرة والمحيطين. يمكن تصنيف طرق العلاج كالتالي:
- العلاج الدوائي: يتم عند استشارة طبيب نفسي مختص يقوم بتشخيص الحالة ووصف الدواء المناسب الذي يساعد في تهدئة الأعراض.
- العلاج السلوكي: يُعدّ العنصر الأهم، حيث يمكن للطبيب مساعدة المريض في التعبير عن مشاعره وأفكاره، مما يساهم في تمكينه من فهم أسباب التحولات الشخصية.
- الطبيب هو الأكثر دراية بأساليب العلاج المناسبة، وقد يلجأ إلى التنويم المغناطيسي إذا دعت الحاجة.
- الأهم هو إقناع المريض بأن شخصيته الأصلية هي الأكثر قيمة وأهمية.
مدى بقاء الشخصيات المختلفة لدى المريض
- قد تستغرق فترة التخلص من هذه الشخصيات عدة سنوات، حيث ينشأ التعلق بها بسبب الرغبة في الشعور بالقوة أو الدفاع عن الذات.
- يمكن أن تستمر هذه الشخصيات لفترة طويلة من الزمن، حيث تجد تعبيرًا في لحظات الضعف أو الحاجة.
المخاطر المرتبطة باضطراب تعدد الشخصيات
- من بين المخاطر الكبيرة، تكمن في البحث عن علاج غير متخصص، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج سلبية وتفاقم الحالة.
- قد يلجأ المريض إلى استخدام الشخصيات البديلة كوسيلة للتكيف مما قد يزيد من تفاقم المشكلة.
- لذلك يجب توخي الحذر في اختيار الطبيب المناسب.
- كذلك، يُعتبر اللجوء إلى الدجل والشعوذة خطرًا آخر، حيث يزداد الوضع سوءًا بسبب افتقار الأشخاص للمعرفة حول طبيعة المرض.
دور الأهل والمجتمع في دعم المصاب
- يجب على الأهل اتخاذ الخطوات اللازمة للوصول للطبيب المختص الذي يمكنه تشخيص الحالة بشكل دقيق.
- يتعين استخدام أساليب فعالة للتعامل مع الكذب والانفصام عن الواقع وضمان عدم تعرض المريض لأي ضرر.
- إذا احتاج المريض الدخول إلى المستشفى، فلا يجب التردد في اتخاذ هذه الخطوة للمساعدة في تجاوز الأزمة.
- يلعب دور الطبيب دورًا حاسمًا في شفائه، حيث يُعتبر العلاج المناسب لها هو مفتاح التعافي.
- أخيرًا، يتعين على المجتمع نشر الوعي حول هذا الاضطراب، حتى وإن كان نادرًا، فالتثقيف حوله ينقذ الأرواح ويعزز من التعاطف مع المصابين.
