الصبر في مواجهة التحديات
يُعدّ الصبر على التحديات من أول دروس الحياة، حيث يُمكن للشخص أن يتقبل كل الظروف برحابة صدر ورضا. يتعيّن على الفرد أن يعيش كل لحظة كما تأتي، مركزاً اهتمامه على ما لديه، دون أن ينشغل بما يحجبه الغيب. ولذا ينبغي على المرء أن يستيقظ كل يوم كالعامل الذي ينال رزقه من كدّه وتعبه. فالجميع في حاجة إلى الله، ومصير الإنسان في هذه الدنيا ليس سوى غبار، مهما عَظُمَ الجاه وتعددت النعم. لا يوجد ما يستحق المبالغة فيه، إذ يواجه الإنسان أوقاتاً من الخير وأخرى من الشر، وفي كلتا الحالتين قد يشعر بالتعاسة. لذا يجب أن يقبل الإنسان بما قدّر له الله في هذه الحياة الفانية، وأن يتحلى بالصبر على مصاعبها.
مراجعة الذات
تأتي مراجعة الذات كدرس ثانٍ مهما في حياة الفرد؛ فهي أمر واجب بالرغم من صعوبتها. محاسبة الانتقادات الذاتية أفضل بكثير من توجيهها للآخرين، فهي تمنع الوقوع في الأخطاء وتكرارها، كما تقلّل من التخبط الناتج عن الجهل وعدم المعرفة. من خلال مراجعة الأفعال والسلوكيات، يمكن فهم الحياة بمعانيها الواسعة.
عدم الانجراف خلف الآخرين
الدرس الثالث في الحياة هو تجنب الانجراف وراء آراء الآخرين وعدم الاستسلام لتوجهاتهم. هذا النوع من التصرف قد يؤدّي إلى فقدان الهوية العقلية والعاطفية. ينبغي للإنسان ألا يكون أسيراً لفكرة معينة أو نص مكتوب بل يجب عليه أن يسعى لفهم كل ما يقرؤه. الفهم هو الهدف الأساسي من القراءة، إذ يُمكّن الشخص من اكتساب المعرفة اللازمة لتطوره الذاتي في مسار الحياة.
التمسك بقيم الأخلاق
الالتزام بقيم الأخلاق يُعتبر من الأمور الأساسية في حياتنا. تشمل القيم الهامة الشجاعة، الصدق، التواضع، الكرم، والإخلاص، بالإضافة إلى أهمية نشر الفائدة للآخرين. يمكن ذلك من خلال التفاعل مع العائلة والأصدقاء، في محيط العمل، أو من خلال الانخراط في الأعمال التطوعية المتنوعة.
فهم طبيعة الحياة الزائلة
إنّ استيعاب حقيقة زوال الحياة يعتبر من أهم الأمور لفهم مرادها. فالدنيا، كما وصفها الله سبحانه وتعالى، ليست سوى متاعٍ زائل. يتملكها المشقة، وتعتبر النعم فيها ابتلاءات. وتزول ملكيتها سريعاً. عمر الإنسان فيها قصير، والمخاطر موجودة في كل مكان. إنّ حال الإنسان هنا يتأرجح بين ماضٍ قد ولى، وحاضرٍ لا يدري ما يُخبئه. يقول الله عز وجل في محكم آياته: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).