تعريف المنهج الوصفي في مجال علم النفس يعكس الأساليب المختلفة التي يعتمد عليها الباحث لفهم ظاهرة معينة. يُعتبر المنهج الوصفي من المناهج الرئيسية المستخدمة، ويكتسب أهمية خاصة في الدراسات الاجتماعية بسبب واقعيته وموضوعيته، بالإضافة إلى العديد من المزايا الأخرى التي سنتناولها لاحقًا.
يتميز المنهج الوصفي بتنوع أنواعه، حيث يُستخدم كل نوع في سياق محدد، ويتطلب أدوات معينة تعتمد على نوع البحث المراد إجراؤه.
ما هو المنهج الوصفي؟
يعتبر المنهج الوصفي أداة رئيسية يعتمد عليها الباحث لدراسة ظاهرة معينة وتقديم الحلول الممكنة. يتضح دور هذا المنهج بشكل خاص في تحليل الظواهر الاجتماعية.
يعمل الباحث من خلال المنهج الوصفي على تقديم وصف دقيق للحالة المعنية، ثم تقسيمها إلى بيانات، حيث يتم تحليل هذه البيانات وتجميعها في جداول أو رسوم بيانية، ومن ثم يتم صياغة نتائج الدراسة.
يمكن للمنهج الوصفي أن يساعد في فهم العلاقة بين ظاهرة معينة والظواهر الأخرى، من خلال مقارنة أوجه الشبه والاختلاف بينها. ويُعتبر أيضًا جزءًا لا يتجزأ من البحث العلمي.
المنهج يعكس الأسلوب والطريقة، بينما “وصفي” يشير إلى الخصائص والسمات التي تميز كل ظاهرة عن الأخرى. وبذلك، يُعنى المنهج الوصفي بدراسة الظواهر بطريقة علمية، وصولًا إلى تفسيرات وحقائق تدعم الحلول الممكنة لهذه الظواهر.
أدوات المنهج الوصفي
تتضمن أدوات المنهج الوصفي مجموعة متنوعة لجمع البيانات، منها:
• استمارة الاستبيان: تُعتبر من أبرز أدوات المنهج الوصفي. تحتوي الاستمارة على مجموعة من الأسئلة التي تساعد الباحث في جمع المعلومات المرتبطة بالظاهرة المدروسة.
تتميز الاستمارة بتنوعها، حيث قد تكون محددة الإجابات (موافقة أو غير موافقة) أو مفتوحة، مما يمنح المشاركين حرية التعبير.هنالك أيضًا استمارات تجمع بين النوعين.
• الملاحظة: فهذه الطريقة تتيح للباحث مراقبة الظاهرة بشكل مباشر، مما يساعده في توثيق المعلومات بدقة. يتطلب ذلك مستوى عالٍ من الخبرة والمهارة لتحديد سلوكيات الظاهرة بشكل سليم.
• المقابلة: تُستخدم المقابلات بشكل فردي أو جماعي. تعتبر وسيلة فعالة للتواصل بين الباحث والمبحوث، حيث تُسهم في جمع المعلومات الهامة من خلال حوار يتضمن أسئلة تحفيزية ومتعددة.
تطور المنهج الوصفي
يُعتبر فردينان دي سوير هو المؤسس الأساسي للمنهج الوصفي. فيما يتعلق بالتاريخ، كان العرب القدماء من أوائل مستخدمي هذا المنهج، على الرغم من أن استخدامهم له كان محدودًا وغير منظم.
شهد المنهج الوصفي تطورًا ملحوظًا منذ انتشار الإسلام، مما ساهم في إغناء اللغة والمصادر المعرفية المرتبطة بهذا النوع من الدراسة، وأصبح له دور بارز في الأبحاث العلمية الحديثة.
استخدامات المنهج الوصفي
- يستخدم لوصف الظواهر بشكل مفصل ودقيق.
- يساعد في صياغة الفرضيات العلمية، ويشمل ذلك الظواهر التي تعتمد على الفرضيات.
- يمكن من إجراء مقارنات بين ظواهر مختلفة لدراسة أوجه الشبه والاختلاف.
- يسهم في دراسة الحالة، ويعتبر مهمًا في العلوم النفسية والتربوية.
- يستعمل في الدراسات الأدبية والقانونية.
أنواع المنهج الوصفي
- المنهج الوصفي المسحي: يقصد به دراسة الظواهر المستمرة في مواقع معينة، حيث يقوم الباحث بجمع المعلومات من مختلف البيئات المحيطة بالظاهرة، مما يعينه على تحليل البيانات بشكل فعال. ومن أنواعه:
- منهج تعليمي: يُعنى بدراسة العملية التعليمية وتحليل المشاكل للوصول إلى حلول لها.
- منهج مرتبط بالأشخاص: يهتم بدراسة الجوانب المختلفة للأشخاص، وخاصة المعلمين، ويبحث عن حلول لهم.
- منهج تحليل المحتوى: يهتم بالتحقيق في المعلومات والمصادر لفهم الحقائق المرتبطة بالظاهرة.
- المنهج الاستطلاعي: يُستخدم لدراسة قضايا الرأي العام.
- المنهج الوصفي لدراسة الروابط: يتضمن مقارنة أوجه التشابه والاختلاف بين ظواهر متعددة لفهم معلومات دقيقة حول الظاهرة. ومن أنواعه:
- منهج المقارنات: يتركز على مفهوم المقارنة بين الظواهر لفهم أسبابها والمقارنة في الخصائص.
- منهج دراسة الحالة: يركز على دراسة حالة فردية بتفاصيلها.
- منهج الارتباط: يساعد على قياس مدى الارتباط بين متغيرات متعددة لفهم العلاقات القائمة.
- الدراسات الوصفية التطويرية: تتعلق بدراسة التطورات المختلفة والتغيرات في فترة معينة، وتشمل الدراسة المرتبطة بالنمو والاتجاه.
المنهج المرتبط بالنمو: يُعنى بدراسة كيف تؤثر الظاهرة على تطورها مع الزمن.
المنهج الاتجاه: يركز على دراسة الظواهر على مدى فترات متباعدة لرصد التطورات الحاصلة.
مميزات المنهج الوصفي
تتسم مميزات المنهج الوصفي بالتنوع، ومنها:
- واقعية: يُعتبر هذا المنهج الأكثر واقعية في معالجة مشكلة البحث، حيث يتم إجراء الدراسة في السياق المرتبط بها.
- ملاءمة للبحث العلمي: يُعد المنهج الوصفي من المناهج الأكثر توافقًا مع أبحاث العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث يدمج بين الوصف الكيفي والكمي.
- موضوعية: يتميز المنهج بالموضوعية نتيجة لتقليل تدخلات الباحث في الظاهرة المدروسة، مما يضمن نتائج موثوقة.
- يمكن من إجراء مقارنات بين الظاهرة في بيئات مختلفة.
- يساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة من خلال تقديم شرح دقيقة للظاهرة المدروسة.
- يعتمد على صياغة الخطط والتوجهات المستقبلية حول الظاهرة من خلال دعم الآراء والحقائق.
مراحل المنهج الوصفي
يمر المنهج الوصفي بعدة مراحل رئيسية تشمل:
- تحديد المشكلة: حيث يقوم الباحث بتحديد المشكلة المتعلقة بالظاهرة.
- وضع الفرضيات: يحدد الباحث الفرضيات المحتملة لحل المشكلة.
- تحديد عينة الدراسة: يقوم الباحث بتحديد العينة المطلوبة لجمع البيانات.
- تحديد أداة الدراسة: يختار الباحث الأداة المناسبة لجمع المعلومات، مثل الاستبيان أو المقابلات.
- جمع البيانات: يقوم الباحث بجمع وتنظيم المعلومات المتعلقة بالظاهرة.
- تحليل البيانات: يبدأ الباحث في تحليل البيانات بشكل مرتب.
- الاستنتاجات: يُصدر الباحث النتائج والاقتراحات النهائية بناءً على ما تم التحليل.