نبذة عن سورة الزلزلة
تعتبر سورة الزلزلة من السور المدنية التي نزلت بعد سورة النساء، وتحتوي على 8 آيات. تصنف هذه السورة ضمن السور التي يُختلف في زمن نزولها، حيث لا تحتوي على آيات ناسخة أو منسوخة.
تتميز سورة الزلزلة بقوة تأثيرها على القلوب، حيث يذكر عن عبد الله بن عمر أنه قال: “نزلت عندما زلزلت الأرض زلزالها، وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- جالسًا فبكى عند سماعها.”
فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر عن سبب بكائه، فأجابه: “أبكتني هذه السورة.” فرد رسول الله عليه قائلًا: “لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون، لخلق الله تعالى أمة من بعدكم تخطئ وتذنب فيغفر لها.”
وفيما يتعلق بنزول الآية (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، يروى أنها نزلت بشأن رجلين، أحدهما استهان بإعطاء السائل كسرًا أو ثمرة، والآخر كان يتهاون في الذنوب الصغيرة كالكذب والغيبة، فلا يعتبرها شيئًا حتى نزلت هذه الآية.
تُظهر هذه الآية أن الأعمال الصالحة، مهما كانت صغيرة، معروفة عند الله ومجازى عليها، بينما الذنوب مهما كانت بسيطة، محسوبة أيضًا عند الله تعالى وسيتم مكافأة الفاعل عليها.
المقاصد الرئيسية لسورة الزلزلة
تضم سورة الزلزلة عدة مقاصد، يمكن تلخيصها فيما يلي:
- إثارة خوف الناس وقلقهم نتيجة العلامات التي تظهر على الأرض في سياق علامات الساعة.
- عرض أعمال الناس يوم الحساب، حيث سيُقدم لهم ما قاموا به من أعمال.
- مكافأة الله تعالى للإنسان على ما فعله من الخير حتى لو كان بوزن حبة ذرّة، ومجازاته على ما ارتكبه من شر، مهما كانت عواقبه.
فضائل سورة الزلزلة
لم يُذكر فضل خاص بقراءة سورة الزلزلة، ولكنها كواحدة من سور القرآن الكريم تحمل فضائل تلاوة القرآن بشكل عام. تتضح فضائل قراءة القرآن الكريم من خلال النقاط التالية:
- أمر الله تعالى نبيه بتلاوة القرآن وأعد لمقرئيه الأجر والثواب العظيم، حيث تشير الأحاديث النبوية إلى أن من يقرأ حرفًا من القرآن يحصل على عشر حسنات.
- تختلف درجات حاملي القرآن في الجنة بحسب ما يقومون به من قراءة وعمل.
- يكون القرآن شفيعًا لصاحبه يوم القيامة ويدافع عنه.
- قراءة القرآن تُعد بمثابة أجر للقائمين بالليل، حيث ورد أن من يقرأ مئة آية في ليلة لا يُحاجج بالقرآن تلك الليلة.
- قراءة آية واحدة خلال الصلاة خير من المال الوفير.
- يعتبر قارئ القرآن ومعلمه ومتعلمه من أفضل الناس.
- الماهر بالقرآن يكون مع السفراء الكرام والبررة.