تحظى الدول العربية والإسلامية بسمعة واسعة بفضل الجوامع والمساجد التاريخية التي تزينها.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على واحد من أعظم المساجد في المغرب، وهو جامع يعقوب المنصور الواقع في مدينة مراكش.
سيتم تناول الجامع بصورة شاملة، حيث أنه يعد من أبرز المعالم التي تستقطب السياح والزوار من جميع أنحاء العالم، مما يستدعي منا استعراض جميع جوانبه وتفاصيله.
جامع يعقوب المنصور في مراكش
- تأسس جامع يعقوب المنصور بأمر من الخليفة يعقوب المنصور الموحدي، وتم بناؤه في الفترة ما بين 581 و586 هجرياً.
- وقد تم بناءه خلال توجه الخليفة إلى الأندلس في الغزوة المعروفة باسم غزوة الأراك.
- وعند عودة الخليفة في عام 594 هجرياً، وجد أن الجامع قد أُقيم بصورة رائعة وجميلة.
- تظهر سخاء الخليفة في بناء الجامع، إذ أورد ابن أبي زرع أن يعقوب المنصور أنفق من غنائم مملكة الروم بكاملها على بناء المسجد.
للمزيد من المعلومات:
الأسماء المتعددة لجامع يعقوب المنصور بمراكش
- يُعرف جامع يعقوب المنصور في مراكش بعدة أسماء متميزة.
- فأطلق عليه “مسجد منصور الموحدي”، نسبةً للخليفة الذي أمر ببنائه.
- كما يُطلق عليه أيضاً “مسجد المنصور”، تيمناً بمؤسسة الخليفة.
- إلى جانب ذلك، يُعرف باسم “جامع القصر” و”جامع مولاي يزيد”.
- وبما أنه من أكبر المساجد في عصره، أطلق عليه أيضاً اسم “الجامع الكبير الأعلى” بسبب حجمه وارتفاعه.
- كما يُعرف أيضًا بـ “الجامع الأعظم الأعلى” لنفس الأسباب.
الخليفة يعقوب المنصور: مؤسس الجامع
- يعتبر الخليفة يعقوب المنصور أحد الخلفاء الموحدين البارزين في المغرب، وهو الثالث في السلسلة التاريخية لهذه الدولة.
- تحت قيادته، تم تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة، مثل مسجد مراكش ومئذنة حسان في العاصمة الرباط.
- ولد الخليفة يعقوب في المغرب في عام 1160 ميلادي، وتميز بلقب “المنصور بالله” بعد انتصاره في معركة الأرك.
- تتحدث المصادر التاريخية عن علاقته بعائلة العبدلاوي المعروفة بالعلم والدين.
- تألق يعقوب المنصور بصفات مميزة مثل حسن الخلق، وقوة البنية، وعينين كحيلتين، وصوت جهوري.
- توفي السلطان أبو يعقوب بن يوسف عام 1184، وتولى يعقوب المنصور الحكم بعد مبايعته من العلماء.
نبذة عن معركة الإرك
- اجتمع الفرنجة وزادوا عددهم قبل أن يقرروا مواجهة يعقوب المنصور.
- وبعد أن جهز المنصور جيشه، التقى بالعدو في قرطبة في يوم 9 من شهر شعبان عام 591 هجرياً.
- تدور معركة عنيفة بين جيش المنصور والفرنجة، تحتل فيها الغلبة لجيش المنصور.
- انتهت المعركة بطلب المنصور لحمله فوق الفرس، مما أفضى إلى هزيمة الفرنجة وفتح المجال أمام الموحدين لنيل غنائمهم.
وفاة يعقوب المنصور
- بعد معركة الأرك، وعلى الرغم من عودته إلى مراكش، قرر يعقوب المنصور التحضير لغزو جديد نحو أفريقيا.
- استشار المنصور المشايخ، وكانت آراؤهم تأخذ بعين الاعتبار ضرورة أخذ العام كمهلة، فوافق على ذلك.
- لكن اختلفت الروايات حول مصيره، فبعضها يقول إنه لم يستمع لأحد وسافر بعيداً حتى وافته المنية، والبعض الآخر يُرجح أنه توفي في الشام.
- وتشير روايات أخرى إلى وفاته عند عودته إلى مراكش.
- قبل وفاته، اجتمع مع العلماء ليخبرهم بوصيته، حيث دعاهم لتقوى الله والاهتمام بالأيتام.
- كانت وصيته تتضمن أيضًا أهمية حماية البلاد وتعزيز نظمها.
إنجازات يعقوب المنصور الموحدي
يعتبر يعقوب المنصور من أبرز قادة الدولة الموحدية في المغرب، حيث زادت فترة حكمه (1184-1199 ميلادي) من إنجازاته العديدة:
- التوسع العسكري: قاد الموحدين لتحقيق انتصارات واضحة، بما في ذلك معركة الأرك عام 1195 ضد قشتالة، مما يعتبر نقطة تحول لتعزيز الهيمنة الإسلامية في الأندلس.
- المشاريع الإنشائية: عُني بتطوير العمران وإعادة بناء المدن، بما في ذلك قصر الباهية في مراكش والعديد من المساجد.
- النمو الحضاري: قام بدعم العلم والثقافة وجذب المثقفين، مما ساهم في تعزيز مكانة ملكه كمركز علمي وثقافي.
- الإصلاحات الإدارية: نفذ تعديلات في الأنظمة الإدارية والمالية لتحسين الكفاءة الحكومية.
- استقرار داخلي: عمل على تعزيز الأمن والسلام ولم شمل المملكة، مما أدى لنمو الدولة الموحدية.