تقنية الزراعة باستخدام مياه البحر

الزراعة باستخدام مياه البحر

تُعتبر الزراعة باستخدام مياه البحر إحدى عناصر الزراعة المستدامة، والتي تُستخدم بعد عملية التحلية. تبرز الحاجة لهذه الطريقة في ظل زيادة استهلاك المياه العذبة وتناقص مواردها، مما يسبب حالة من نقص المياه. فأساليب الزراعة التقليدية تتطلب كميات كبيرة من المياه، وخاصة لبعض المحاصيل مثل الأرز. ومن خلال اعتماد هذه الطريقة، يمكن تقليل استهلاك المياه بشكل كبير، كما يمكن استخدامها بشكل فعال في المناطق القاحلة أو شبه القاحلة.

التحديات التي تعالجها الزراعة بمياه البحر

تساهم الزراعة باستخدام مياه البحر في معالجة العديد من القضايا، بما في ذلك توفير كميات كافية من المياه في حالات النقص الحاد للمياه العذبة، أو الظروف غير المثالية للتربة في المناطق السياحية. إذ أن المياه العذبة تشكل فقط 2.75% من إجمالي مصادر المياه على سطح الأرض، ويُعدّ 74.5% منها موجوداً في الأنهار الجليدية التي يصعب الحصول عليها بسهولة.

تشهد العديد من المناطق مثل بلاد جنوب الصحراء الأفريقية وشبه القارة الهندية نقصاً حاداً في المياه العذبة أو تلوثها. تُعتبر المياه العذبة ضرورية للعديد من الأنشطة البشرية بما في ذلك الشرب، الاستجمام، الصناعة، والأهم من ذلك إنتاج الغذاء؛ لأنّ تركيز الأملاح والأيونات فيها يكون أقل بكثير مقارنةً بمياه البحار. لذا فإن استخدام مياه البحر في الزراعة يساعد على توفير كميات كبيرة من المياه العذبة، وقد أظهرت بعض الدراسات أن مياه البحر يمكن أن تُحسن من ظروف التربة غير المواتية، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الرطوبة.

تأثير مياه البحر على نمو النباتات

يُعتبر التسمم الناتج عن استخدام مياه البحر في الري من القضايا الشائعة التي تؤثر على نمو النباتات، نتيجةً للامتصاص المفرط للعناصر المالحة مثل الصوديوم بالإضافة إلى العناصر الغذائية الأساسية الأخرى مثل البوتاسيوم. من بين الأضرار التي قد تنجم عن تلك الملوحة: نمو النباتات بأوراق أصغر وأغمق، فضلاً عن احتمالية ظهور تشققات على سطح التربة.

إمكانية المحاصيل للري بمياه البحر

لا تتلاءم مياه البحر مع جميع أنواع المحاصيل الزراعية، فبعضها قد يموت عند الري، بينما يمكن لآخر أن ينمو بصورة طبيعية. ومن المحاصيل التي قد تتمكن من الاستفادة من هذه التقنية نجد نبات الخبيزة، الذي ينمو على الشاطئ، بالإضافة إلى الطماطم. إذ أن ري الطماطم باستخدام مياه البحر المُخففة والمعالجة قد يكون أفضل من المياه العذبة. وقد أظهرت الدراسات أن الطماطم المُروية بمياه البحر المُخففة تمتاز بمستويات أعلى بكثير من مضادات الأكسدة الصحية، وعند ريها بنسبة تصل إلى 12% من محلول الملح، فإنها تنتج ثماراً ذات جودة عالية ساحرة بالمذاق واحتواء مرتفع على فيتامين C وA.

المشاريع الزراعية باستخدام مياه البحر

تعتمد المشاريع الزراعية المدعومة بمياه البحر على عدة عوامل، بما في ذلك التكنولوجيا والعوامل الاجتماعية والاقتصادية المحلية. في كثير من الحالات، قد يصعب تكرار هذه العوامل بسهولة في أماكن أخرى، لذا يتوجب معرفة الظروف والاعتبارات المحلية للموقع المقترح. علاوة على ذلك، ينبغي مراقبة المشاريع بعناية لتفادي أي خلل في البيئة الموجودة، كونها غالباً ما تكون هشة بالرغم من إمكانياتها الكبيرة. لذلك يُستحسن إجراء مشاريع تجريبية صغيرة في مناطق متنوعة حول العالم لجمع البيانات وإجراء الأبحاث، على أن تكون مدة هذه الجدولة الزمنية بين 2 إلى 5 سنوات. وبعد هذه الفترة، يتم تقييم المشروع لتطبيقه على نطاق أوسع.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *