فهم مشاعر الحزن
لتجاوز أي مشكلة، يتعين علينا أولاً تحديدها وفهمها. في هذه الحالة، يتوجب علينا استيعاب مفهوم الحزن، كونه شعورًا طبيعيًا للغاية وقد يكون صحيًا أيضًا. فقد أظهرت الدراسات أن تجربة مشاعر مختلطة وسلبية أمر ضروري للصحة النفسية. علاوة على ذلك، تشير أبحاث أخرى إلى أن محاولة قمع أو إنكار المشاعر يمكن أن يزيد من حدتها السلبية. لذلك، يُنصح بالتعرف على المشاعر التي يمر بها الفرد دون أن يكون قاسيًا على نفسه، وتقبل فكرة الشعور بالحزن تجاه موضوع معين، حتى وإن بدا له ذلك غير مهم.
فن ممارسة التأمل الواعي
ينغمس العقل الحزين في دوامة من التفكير السلبي، مما يدفعه إلى التركيز على الأمور السلبية والقلق بشأن أشياء غير ضرورية أو احتمالات مستقبلية. هذه الدوامة قد تبعد الشخص عن محاولاته لتجاوز شعور الحزن، بل قد تعززه. هنا يبرز دور التأمل الواعي الذي يساعد الفرد على التركيز في اللحظة الحالية. هذه المهارة تتطلب التدريب، حيث من الطبيعي أن يشعر العقل بعدم واقعية التفكير في اللحظات والأنشطة الراهنة. يمكن تحسين هذه المهارة من خلال استشعار اللحظة بكافة الحواس: اللمس، التذوق، البصر، الصوت، والروائح.
الاستفادة من العلاج اللمسي
تشير الدراسات إلى قدرة العلاج اللمسي على تخفيف الحزن والاكتئاب، إذ يعمل على تقليل مستويات هرمون الكورتيزول وزيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بـ “هرمون السعادة”. من الأمثلة على هذا النوع من العلاج: الوخز بالإبر، العلاج بالإبر، والتدليك.
تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الحزن لديهم مستويات منخفضة من أحماض الأوميغا 3 الدهنية. وقد أُجريت دراسة في عام 2002 على مجموعة من الأفراد الذين عانوا من أعراض مثل القلق، اضطرابات نوم، مشاعر حزن غير محددة، أو أفكار انتحارية. إذ تناولوا غرامًا واحدًا من زيت السمك يومياً، مما أسفر عن انخفاض ملحوظ في الأعراض بنسبة 50%.
التعرض للضوء
يعاني بعض الأفراد من مشاعر الحزن خلال فصل الشتاء، بسبب انعدام تعرضهم لكميات كافية من ضوء الشمس. لذا، يُنصح بالتعرض لضوء قوي يبلغ 300 واط لمدة عشرين دقيقة، ثلاث مرات يوميًا، للحد من هذه المشاعر السلبية، والتي تُعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي.
العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي فعالاً للغاية في تخفيف الحزن والاكتئاب. يتضمن هذا النوع من العلاج تعلم مهارات مثل كيفية التعامل مع الأفكار السلبية، مواجهة مشاعر الحزن وفقدان الأمل، والشعور بقلة الطاقة الجسدية حتى عند النشاط، بالإضافة إلى التخلص من السلوكيات المرتبطة بقلة التركيز أو التفكير المفرط في الموت.