تأثير كيس المبيض على الحمل يُعتبر موضوعًا هامًا، إذ إن رغبة المرأة في الإنجاب بعد الزواج تمثل أولويات عديدة، حيث يطمح كل من الزوجين إلى تجربة الأمومة والأبوة. ومن الظواهر التي قد تؤثر على قدرة المرأة على الحمل هي وجود كيس على المبيض.
المبيض
- قبل استكشاف تأثير أكياس المبيض، من الضروري التعرف على وظيفة المبيض. يعد المبيض جزءًا حيويًا من الجهاز التناسلي الأنثوي، والذي يتضمن المبيضين، قناة فالوب، الرحم، والمهبل.
- تقع المبيضين على جانبي الرحم داخل تجويف الحوض، ويتصلان بقناة فالوب، التي تلعب دوراً أساسياً في نقل البويضات إلى الرحم.
- تمتلك المبيضين وظيفتين رئيسيتين؛ أولاهما هي الإباضة لإنتاج البويضات، والثانية هي إفراز هرموني الإستروجين والبروجسترون.
- هرمون الإستروجين يُعتبر مسؤولاً عن خصائص البلوغ عند النساء.
- أما هرمون البروجسترون، فهو يُسهم في تهيئة الرحم لاستقبال البويضة ويحول دون حدوث انقباضات مؤذية للجنين أثناء الحمل.
- خلال الحمل، يقود هرمون البروجسترون نحو تطوير الأوعية الدموية اللازمة لتغذية الجنين، كما يسهم في تحفيز الثدي لإنتاج الحليب بعد الولادة.
كيس المبيض وأسباب تكوينه
- كيس المبيض هو عبارة عن تشكيل مملوء بالسائل ينشأ على المبيض، ويأتي في أحجام متفاوتة. وبشكل عام، تكون معظم هذه الأكياس حميدة وغالباً ما تختفي بمفردها أو باستخدام الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب.
- يمكن أن تتكون هذه الأكياس في أي مرحلة عمرية، ولكنها عادة ما تظهر خلال فترة الإنجاب أو النشاط التناسلي، وغالباً ما تكون حميدة.
- ومع ذلك، إذا ظهرت هذه الأكياس في سن اليأس، فمن المحتمل أن تكون أكياساً مسرطنة.
أنواع أكياس المبيض
- تظهر الأكياس بشكل طبيعي أثناء الدورة الشهرية، حيث تنوعت أنواعها نتيجة التغيرات الأسبوعية.
- تشمل الأنواع “الكيس الجريبي”، الذي يتكون في كل دورة، وعادة ما يحتوي على بويضة داخل جراب محاط بسائل. وفي حال لم يتم انفجار هذا الجراب، يتحول إلى كيس.
- “كيس الجسم الأصفر” يتشكل في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية. إذا حدث الحمل، يستمر الجسم الأصفر بإفراز هرمون البروجسترون لمدة تتراوح بين خمسة إلى تسعة أسابيع.
- في حالة عدم حدوث تجزئة لهذا الجسم بعد اليوم الرابع عشر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تكوين كيس الجسم الأصفر، والذي قد يصل حجمه إلى 3 سم، وقد ينتج عنه نزيف.
- “كيس لوتيني قريبي” يعد من الأكياس الأقل شيوعًا، ويتكون عادةً أثناء الحمل، وغالبًا ما يتواجد أكثر من كيس واحد.
الأكياس المرضية
- تنتج “الأورام الغدية الكيسية” عن خلايا تحيط بالبويضة، وقد تكون إما مخاطية أو مصلية. وفي أغلب الحالات، لا تتضخم هذه الأكياس بشكل كبير، على الرغم من أنها قد تضغط على الأعضاء المجاورة.
- أما “الكيسات الجلدانية”، فتمتاز بمحتوياتها المتنوعة مثل الدم والدهون والعظام والشعر، وهي غالبًا غير مسرطنة.
ما يؤدي إلى تكيس المبايض
- تظهر “متلازمة تكيس المبايض” في حوالي 6 إلى 10% من النساء، حيث تتكون مجموعة من الأكياس الصغيرة الحجم.
- تؤدي هذه الأكياس إلى عدم توازن في الهرمونات ووظائف المبايض، وكذلك زيادة هرمون الأندروجين وتقليل حدوث الإباضة.
- أيضًا، يمكن أن تسهم “الانتباذ البطاني الرحمي”، حيث تنمو الأكياس المملوءة بالدم والأنسجة في مواضع غير طبيعية مثل قناة فالوب أو المبايض أو المستقيم.
أعراض أكياس المبيض
- يمكن أن تشير “اضطرابات في الدورة الشهرية” إلى وجود كيس، حيث تتفاوت مواعيد الدورة وكمية النزف، مع آلام شديدة في بعض الأحيان.
- “ألم الحوض” قد ينتشر من منطقة الحوض إلى الفخذ وأسفل الظهر، وغالبًا ما يحدث عند بداية الدورة الشهرية.
- “اضطرابات الجهاز الهضمي” تتجلى في آلام أثناء التبرز، بالإضافة إلى زيادة الحاجة للتبرز، وأحيانًا انتفاخ أو شعور بالثقل في أسفل الظهر.
- تظهر أيضًا “اضطرابات بولية” حيث تشعر المرأة بعدم إفراغ المثانة بشكل كامل.
- تؤدي “الاضطرابات الهرمونية” إلى تأثير واضح على نمو الشعر وزيادة حجم الثدي، على الرغم من أن هذه الظاهرة أقل شيوعًا.
- قد يشعر المصاب بألم في الحوض وعدم الراحة أثناء الجماع.
- يمكن أن تظهر أعراض أخرى مثل حرقان في المريء وفقدان الشهية وارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة والشعور بالضعف أو الدوخة.
- إذا ظهرت علامات تشير إلى التواء الكيس أو تمزقه، ينبغي زيارة الطبيب على الفور لتجنب المضاعفات.
تأثير كيس المبيض على الحمل
- تُعتبر إصابة المرأة بتكيس المبايض عائقًا أمام الحمل، حيث تؤدي إلى عدم حدوث الإباضة وانتظام الدورة الشهرية.
- في حال حدوث الحمل، قد تظهر عدة أعراض، مثل “تسمم الحمل”، الذي يتجلى في صداع شديد، انتفاخ الجسم، تغيرات في الرؤية وزيادة كبيرة في الوزن بشكل مفاجئ.
- كما قد تعاني المرأة من “سكري الحمل”، حيث تفقد إحساسها بالطاقة ويزيد مقاومة الإنسولين.
أضرار التكيس على الجنين
- قد يؤدي الحمل مع كيس إلى حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- يكون حجم الجنين أكبر من الطبيعي، مما يتطلب اللجوء للولادة القيصرية.
- إذا كان الجنين أنثى، فإنه معرض أيضًا للإصابة بتكيس المبايض مستقبلاً.
زيادة فرصة حدوث الحمل رغم وجود التكيس
- بصفة عامة، تبقى فرص الحمل صعبة في حالة تكيس المبايض، ومن المهم أن يتم اتباع نظام غذائي صحي.
- يُنصح بممارسة الرياضة للحفاظ على صحة الجسم.
- إذا لم يحدث الحمل على الرغم من الالتزام بتلك النمط الحياتي، يجب استشارة الطبيب للبحث عن العلاج المناسب.
تسهيل حدوث الحمل أثناء التكيس
- ينبغي تناول أدوية الخصوبة الموصوفة فقط من قِبل الطبيب.
- في بعض الحالات، يمكن أن تكون هناك حاجة لإجراءات جراحية.
- عمليات التلقيح قد تكون أيضاً خيارًا مفيدًا.
علاج تكيس المبايض
- يتحدد العلاج بناءً على حجم المبيض وحالة المرأة، سواء كانت في سن اليأس أو غير ذلك.
- غالبًا ما تتلاشى الأكياس بمرور الوقت، لذا فإن الخطوة الأولى للعلاج تتمثل في المراقبة والانتظار.
- يوصى بإجراء الأشعة التلفزيونية بانتظام لمتابعة حجم الكيس والتأكد من عدم وجوده.
- إذا كان حجم الكيس كبيرًا، يجب إجراء التدخل الجراحي لإزالته، حيث قد تتحول إلى أكياس سرطانية مما يجعل العلاج أكثر تعقيدًا.
عوامل خطيرة تؤدي إلى حدوث تكيس المبايض
- التدخين.
- الحمل.
- تناول أدوية مضادة للإستروجين مثل “تاموكسيفين”.
- قصور الغدة الدرقية.
- توجد بعض الأدوية التي قد تسهم في تكوّن أكياس المبيض، مثل الغونادوتروبين وبعض أدوية الخصوبة الأخرى.
علاج أكياس المبيض
- يهدف العلاج إلى تحقيق التوازن بين هرمونات الجسم من خلال معالجة عدم حدوث الإباضة والحد من تكوين أكياس جديدة. هذا من شأنه تقليل خطر الإصابة بالأكياس المسرطنة، خاصة لدى النساء اللاتي تجاوزن سن اليأس.
- يتم اللجوء إلى “المنظار البطني” في حالات حجم الكيس الصغير، حيث يتم فتح شق صغير بالقرب من السرة لإزالة الكيس.
- أما “جراحة فتح البطن” فتجرى في حالة الكيس الكبير، حيث يُفتح شق كبير في البطن، ويتم إجراء عملية استئصال إذا تبين أن الكيس مسرطن.