السعديون والعلويون: تاريخ السلالتين الحاكمتين في المغرب

الدولة السعدية

تُعتبر الدولة السعدية واحدة من الأنظمة السياسية التي حكمت في منطقة المغرب الأقصى، حيث امتدت فترة حكمها من عام 916هـ حتى عام 1069هـ. يُعتبر كل من السلطان المعتصم بالله السعدي والسلطان أحمد المنصور الذهبي من أبرز الحكام الذين تميزت بهم هذه الدولة، إذ لا يمكن إغفال معركة وادي المخازن الكبرى التي تعد من أبرز المعارك في تاريخها.

يدّعي أفراد الأسرة السعدية أن أصولهم تنحدر من ينبع النخل في أرض الحجاز، ويعود نسبهم إلى محمد النفس الزكية، أحد أحفاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويعتبر هذا الرأي هو الأرجح والأكثر شيوعاً.

مؤسس الدولة السعدية

يُعزى تأسيس الدولة السعدية إلى الفقيه أبو عبد الله محمد القائم بأمر الله. تشير المصادر التاريخية إلى أن حب المغاربة للجهاد ضد المعتدين كان المحفز الرئيسي لجعلهم يبحثون عن قيادة جديدة. وقد عثرت القبائل المغربية على الشخص المناسب لتوجيههم في حركة الجهاد ضد الاحتلال الإسباني والبرتغالي، وهو الشريف أبو عبد الله محمد الذي كان يعيش في منطقة درعة. فاستجاب لدعوتهم وتمت مبايعته من قبل فقهاء المصامدة وشيوخ القبائل في عام 916هـ، ولقبوه بـ “القائم بأمر الله”. ومن ثم، تم وضع الأساس للدولة السعدية تحت قيادته، حيث أنطلق في سلسلة من المعارك الحاسمة، واستطاع الاستيلاء على مدينة تارودنت وتوسيع أراضي نفوذه.

الدولة العلوية

العلويون هم من الأشراف، وينحدر نسلهم من الحسن بن قاسم المعروف بـ “الحسن الداخل”، الذي انتقل من المدينة المنورة إلى المغرب واستقر هناك في القرن السابع الهجري. بلا شك، أكسبهم نسبهم الشريف مكانة مرموقة في المجتمع المغربي، مما جعلهم محط احترام وتقدير لدى الجميع.

في هذا السياق، يشير محمد الصغير الإفراني في كتابه “نزهة الحادي” إلى أن الشريف كان شخصية مرموقة في سجلماسة وكافة أرجاء المغرب، حيث كان الناس يلجأون إليه في الأوقات الصعبة ويستشفعون به عند حدوث الأزمات. وقد تمتع الملك محمد الرابع والملك الحسن الأول بفترة من العلاقات القوية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، حيث عملت الأسرة العلوية على تعزيز وتطوير التجارة مع هذه الدول. وشهدت فترة حكمهم أيضاً تقوية الجيش وتطوير البنية التحتية الإدارية بهدف السيطرة على قبائل البربر والبدو. تغيرت العلاقات مع الدول الأوروبية خلال الحرب ضد إسبانيا، وخلال مؤتمر مدريد الذي عُقد في تلك الفترة، خُطط لاستقلال المغرب.

ما بين عامي 1912 و1956، تحول المغرب إلى محمية فرنسية، لكنه استعاد استقلاله في عام 1956 تحت حكم الملك محمد الخامس. ومن ثم تولى الملك الحسن الثاني الحكم بعد وفاة الملك محمد الخامس، والآن يدير البلاد الملك محمد السادس، مما يُعد استمرارية لحكم العائلة العلوية حتى يومنا هذا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *