تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي أصبح موضوعًا يحظى باهتمام الحكومات حاليًا، حيث يتم السعي لاستخدام الغاز الطبيعي كخيار بديل للغازولين، خصوصًا في البلدان ذات الكثافة السكانية العالية وزيادة عدد المركبات ووسائل النقل.
أسباب اعتماد الغاز الطبيعي بدلًا من البنزين
- تستكشف العديد من الدول إمكانية تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، حيث يتمتع الغاز بنفس كفاءة الغازولين في تشغيل السيارات مع تقليل انبعاثات العوادم، مما يجعله أقل تلويثًا للبيئة مقارنةً بالغازولين والسولار.
- كما أن تكلفة الغاز الطبيعي أقل بكثير من الغازولين، حيث تقدّر تكلفته تقريبًا بنصف تكلفة الوقود التقليدي. يُباع المتر المكعب من الغاز الطبيعي بسعر 3.5 جنيه مصري، بينما يصل سعر لتر البنزين (80) إلى 6.25 جنيه، ولتر البنزين (92) حوالي 7.5 جنيه.
- يتطلب تحويل السيارة إلى نظام الغاز الطبيعي فترة تتراوح حول 3 ساعات، ويُمكن تحويل مختلف أنواع المركبات إلى هذا النظام، مما يعزز كفاءة وأداء المحرك.
آلية عمل الغاز الطبيعي في محركات السيارات
- تعمل السيارات المزودة بالغاز الطبيعي المضغوط بنفس نظام السيارات العاملة بالبنزين من خلال محركات الاحتراق الداخلي، حيث يُخزّن الغاز الطبيعي المضغوط في أسطوانات أو في خزان الغاز الموجود في مؤخرة السيارة.
- يقوم نظام الغاز المضغوط بنقل الغاز من الخزان عبر خطوط الوقود، حيث تعمل منظمات الضغط على تقليل ضغط الغاز ليتوافق مع احتياجات نظام المحرك.
- بعد ذلك، ينتقل الغاز لضبطه في غرفة الاحتراق، حيث يتم مزجه مع الهواء ثم يُحرق.
- استخدام الغاز الطبيعي لا يضر المحركات، حيث إن المحركات الحديثة مُصممة لتعمل بالوقود الخالي من الرصاص، مما يجعلها أكثر قدرة على مقاومة التآكل مقارنةً بالمحركات القديمة.
استخدام الغاز الطبيعي كوقود عالميًا
- تُعتبر مصر من الدول التي بدأت اعتماد الغاز الطبيعي كوقود، حيث بلغ عدد محطات الغاز الطبيعي في البلاد حوالي 207 محطة، وتسعى وزارة البترول لزيادة هذا العدد.
- زادت الطلبات العالمية على المركبات العاملة بالغاز الطبيعي إلى حوالي 28.2 ألف مركبة في عام 2019، ويتوقع الخبراء أن يشهد هذا الرقم زيادة بنسبة 3.5% خلال الفترة من العام الحالي وحتى عام 2027.
- على الرغم من تأثير جائحة فيروس كورونا على صناعة الطاقة والسيارات في العديد من الدول، بما في ذلك الصين، حيث انخفض الطلب على الغاز الطبيعي بحوالي عشرة مليارات متر مكعب هذا العام.
- الجدير بالذكر أن استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات يعود لأكثر من 200 عام.
- حاليًا، هناك حوالي 28 مليون سيارة تستخدم الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أكثر من 32,000 محطة وقود للغاز.
العيوب المحتملة لتحويل السيارات للغاز الطبيعي
- يشير الخبراء إلى أن تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي قد يؤدي إلى انخفاض كفاءة المحرك، نظرًا لمستويات الكربون المنخفضة التي تؤثر على تليين أجزاء المحرك، بالإضافة إلى ثقل أسطوانة الغاز التي قد تصل زنتها إلى 100 كغم.
- لتفادي هذه المشاكل، يُنصح بعدم تحويل السيارة لنظام الغاز الطبيعي إلا بعد أن تقطع مسافة لا تقل عن 5,000 كيلومتر على الأقل، واستخدام البنزين أو السولار قبل الانتقال لاستخدام الغاز.
- للتقليل من آثار وزن الأسطوانات الثقيلة، يمكن تقليل الحمولة المضافة على السيارة أو اختيار أنواع أخف وزنًا من الأسطوانات.
السيارات التي يصعب تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي
- أفاد الكثير من خبراء صيانة السيارات بوجود بعض المركبات، سواء كانت خاصة أو أجرة، لا يمكن تحويلها للعمل بالغاز الطبيعي، حسب قوة محرك السيارة.
- إذا كان محرك السيارة أقل من 1.2 لتر، سيكون من الصعب تحويل السيارة للعمل بالغاز، إذ سيؤدي ذلك إلى تقليل كفاءتها بنسبة تصل إلى 10%.
- علاوة على ذلك، يعتبر وزن أسطوانة الغاز، الذي يصل تقريبًا إلى 100 كغم، حملاً زائدًا للعديد من المحركات ونظام التعليق الخاص بها.
- كما أن السيارات المزودة بشاحن توربيني، الذي يعزز قوة المحرك، قد تواجه خطرًا كبيرًا عند استخدام أسطوانات الغاز بسبب الحرارة الزائدة الناتجة عن التوربو.
- أيضًا، السيارات ذات سعة اللتر الأقل وصنعت بقوة 2500 سي سي تواجه صعوبة في التحويل للعمل بالغاز؛ نظرًا لحاجتها لأسطوانات غاز أكبر في الحجم لزيادة استهلاكها.
- يجب على أي شخص ينوي تحويل سيارته للعمل بالغاز التأكد من أن كفاءة محركه لا تقل عن 70% وألا تمتد المسافة التي قطعتها السيارة لأقل من 5,000 كيلومتر.
مبادرة إحلال المركبات المتقدمة
- أكدت الحكومة حاليًا عدم إصدار أي تراخيص جديدة للسيارات العاملة بالبنزين، مشددةً على ضرورة أن تكون السيارة مجهزة للعمل بالغاز الطبيعي، في إطار جهودها للحفاظ على البيئة.
- طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير المالية تسريع جميع الإجراءات الخاصة بتحويل السيارات المستعملة إلى العمل بالغاز الطبيعي.
- تُعتبر مبادرة إحلال المركبات المتقدمة من أفضل الاستراتيجيات التي تسعى الحكومة لتحقيقها لتحسين مستوى حياة المواطنين المصريين، فضلًا عن دعم الصناعة الوطنية.
كيف تدعم مبادرة إحلال المركبات المتقدمة الصناعة المصرية؟
- أكّدت الحكومة المصرية أن مبادرة إحلال المركبات المتقدمة تُعتبر من أفضل السبل لدعم جهود البلاد، نظرًا لأن استخدام الغاز كبديل للبنزين يُسهم بشكل كبير في تحقيق وفورات اقتصادية.
- كما أن المبادرة تدعم حماية البيئة، حيث يُنتج الغاز الطبيعي مستويات تلوث أقل بكثير من البنزين، مما يجعلها مبادرة داعمة للصناعة المصرية من خلال استغلال الغاز كإحدى أبرز الصناعات المحلية.
الهدف من مبادرة إحلال المركبات المتقدمة
- يتمثل من الأهداف الأساسية لمبادرة إحلال المركبات المتقدمة في تعزيز مستوى معيشة الأفراد في المجتمع المصري، وكذلك توفير بيئة آمنة ومريحة للجميع.
- كما أنها تشجع على تشغيل العديد من مصانع تصنيع السيارات، وتساعد في تقليل نسبة التلوث الناتج عن سيارات البنزين، مما يسهم بشكل كبير في الضغط على ميزانية الدولة.