است探索 وجود الله تعالى
تتعدد دلائل وجود الله تعالى، وهي عظيمة ومتنوعة. عندما يتساءل أي شخص عن الله سبحانه وتعالى، فإنه يجده في الأوقات الصعبة عند الذين يكفيهم الله شدة المعاناة، وأيضًا عند المحرومين الذين يلجؤون إليه بالدعاء والطلب للفرج والنعم. وكذلك يشعر المستوحشون بوجوده عندما يجدون أنسهم بربهم، كما يظهر ذلك عند المريض الذي استعصى مرضه على الأطباء، حيث يناجي الله في طلب الشفاء، فيمنحه الله العافية بإرادته. يحكى أن رجلاً سأل الإمام جعفر الصادق -رحمه الله- عن الله تعالى، فسأله الإمام إن كان قد خاض تجربة ركوب البحر، فأجاب بالإيجاب، ثم سأله عن شعوره في حال تعرضهم لعسرٍ كاد يقضي عليهم، فأجاب بأنه لم يشك لحظة في وجود إله ينقذه من تلك المحنة، فأنقذه الله تعالى وكان معه في أوج معاناته.
الأدلة المتنوعة على وجود الله
تكمن الأدلة على وجود الله تعالى في عناصر عدة، تشمل الأدلة الشرعية، العقلية، والفطرية. فالأدلة الشرعية تأتي من الآيات المحكمات في كتاب الله، حيث قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ). ومن الأدلة الأخرى التي تؤكد وجود الله تعالى:
الأدلة الفطرية
قد فطر الله تعالى النفس البشرية على التوجه بفطرتها نحو ربها، حيث تشهد على وجوده وتشعر بالحاجة إليه. ويتجلى ذلك بوضوح عندما يتعرض الإنسان لمخاطر أو مصائب، فيلجأ العبد إلى ربه بالدعاء في قلوبهم أمل أن ينقذه مما هو فيه، وهذا يعتبر دليلاً واضحاً على وجود الله تعالى لمن يبحث عنه.
الأدلة العقلية أو الحسية
تمثل الأدلة العقلية دليلاً آخر لا يمكن لنفس أن تنكره، وهو خلق الله تعالى لجميع المخلوقات والكون. إن استمرار هذه الكائنات في الحركة والبقاء لسنوات طويلة، يجعل من المستحيل أن يعتقد العقل أنها خلقت بالصدفة أو أنها أوجدت نفسها بنفسها. بل يجب أن يكون لها خالق حكيم. ومن هنا يتجدد السؤال حول القدرة على إدارة تلك الكائنات وترتيب كل منها لتؤدي الوظيفة التي خُلقت من أجلها. إذ من ينظر ويتأمل في الخلق من حوله، فإنه يجد في مظاهر القدرة الإلهية وخلقه عز وجل.