أين يقع جبل قاف بالتفصيل؟

جبل قاف

يُعتقد أن جبل قاف هو جبل عظيم يحيط بالأرض، ويتكون هذا الجبل من زبرجد أخضر. ويرتبط هذا الجبل بخرافات بني إسرائيل، حيث يُقال إنه يحمل أطواق السماء، وارتفاعه يتجاوز مسيرة خمسمائة عام، بينما يمتد طوله لمسيرة ألفي عام. ووفقًا لهذه الروايات، فإن سماء الدنيا قد ارتفعت فوقه، وقد خلق الله جبلاً آخر خلف جبل قاف لسماء أخرى، واستمر هذا حتى تم خلق سبعة جبال تتقابل مع سبع سماوات على سبع أراضٍ وسبع بحار.

تناولت هذه المعلومات في كتاب “الدر المنثور” حيث يُشير إلى أن الرواية حول جبل قاف ليست موثوقة، حيث تأتي من رواية إسرائيلية تحتوي على انقطاع في السند، ويفتقر إلى المعلومات الأساسية حول حقيقة هذا الجبل.

أقوال حول جبل قاف

في كتاب “عرائس المجالس” للثالبي، يُذكر أن عبد الله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن أعلى جبال الأرض، فأجابه النبي بأن جبل قاف هو الأعلى، حيث يبلغ ارتفاعه مسيرة خمسمئة سنة وطوله مسيرة ألفي سنة، ويقال إنه مصنوع من الزمرد الأخضر.

ومع ذلك، رفض العديد من العلماء اعتماد كتاب “عرائس المجالس” كمصدر موثوق لأي تفسير، نظرًا لأنه يحتوي على أساطير وخرافات مستندة إلى روايات إسرائيلية غير صحيحة. وقد عُرف الثعالبي بعدم التمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة، حيث ينقل الأقوال دون تفريق بين البدعة والسنة في الكثير من المواضع.

ابن أبي الدنيا أشار إلى أن الله تعالى خلق جبلًا يُعرف باسم قاف، الذي يحيط بالعالم، إذ تمتد جذوره إلى الصخرة التي تستقر عليها الأرض. وإذا أراد الله إحداث زلزال في أي منطقة، فإنه يأمر الجبل بتحريك جذورٍ قريبة من تلك المنطقة، مما يؤدي إلى حدوث الزلزال.

وجهات نظر العلماء

أوضح عدد من علماء الدين أن جبل قاف لا وجود له، وأنه جزء من خرافات بني إسرائيل، التي تحتوي على الكثير من المعلومات الملتوية والكاذبة، والتي تم تداولها من قبل بعض العلماء والأئمة بحسن نية. وقد تم سرد هذه الروايات الغريبة من دون النظر إلى صحتها، ويعتبرون أن الدليل على زيف هذه الادعاءات هو قيام الرواد الفضائيين بتصوير الأرض، حيث لم يجدوا عمدًا أو جبالًا أو صخورًا، وأن أعلى قمة على وجه الأرض هي قمة إيفرست في هيمالايا.

قاف في القرآن

يُدعي العديد أن “ق” التي أقسم بها الله في القرآن الكريم (ق والقرآن المجيد) تشير إلى جبل قاف الأسطوري، وأن القرآن يروي الأساطير. ومع ذلك، فإن “ق” التي وردت في القرآن هي واحدة من أسماء الله عز وجل، وهي حرف من حروف الهجاء. وقد نفى ابن كثير الربط بين خرافة جبل قاف والقرآن، موضحًا أن هذه الخرافة تتعارض مع العقل، وتُعد واحدة من الروايات الكاذبة المنسوبة لبني إسرائيل، التي لا يمكن أن يتحمل القرآن الكريم مسؤوليتها.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *