ما هو الفرق بين الحيض والاستحاضة؟
تعريف الحيض والاستحاضة
- الحيض
يشير الحيض إلى الدم الذي يخرج من رحم المرأة عند بلوغها، وهو أمر طبيعي ولا يحدث بسبب أي حالة مثل المرض أو الولادة. يتميز الحيض بأوقات محددة تختلف من امرأة لأخرى.
- الاستحاضة
تعني الاستحاضة خروج دم غير طبيعي من أدنى الرحم، ويحدث نتيجة لأسباب مثل المرض أو غيره. وعادة ما يحدث الدم الناتج عن الاستحاضة بعد انتهاء فترة الحيض العادية، مما يعني أن المرأة قد تعاني من نزيف قبل موعد الدورة أو عقب انتهاء الدورة الشهرية. يمكن أن يستمر هذا النزيف بين الدورتين.
ليس هناك حدود زمنية معينة لتوقف نزيف الاستحاضة. وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله: “يا رسول الله، إني امرأة أستحاض فلا أطهر. أفأدع الصلاة؟” فقال: “لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي”.
اختلاف صفات الدم بين الحيض والاستحاضة
تتباين صفات دم الحيض ودم الاستحاضة في عدة جوانب، ومن أبرزها ما يلي:
- اللون
يكون لون دم الاستحاضة أصفر يميل إلى الحمرة أو أحمر فاتح، بينما دم الحيض يظهر بلون أحمر داكن. في هذا السياق، روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من أمهات المؤمنين كانت مستحاضة، وكانت ترى أصنافاً من الدم مثل الحمراء والصفراء أثناء الصلاة.
يمكن أن يتنوع لون الدم بين الحيض والاستحاضة من حيث الشدة، فيكون اللون الأسود هو الأقوى، يليه الأحمر، ثم الأصفر، ثم الأفتح، فإن نزل الدم القوي أولاً، تلاه الدم الأضعف، فعندها يُعتبر القوي حيضاً والضعيف استحاضة.
- الثخانة
يمتاز دم الحيض بكثافته، بينما يكون دم الاستحاضة أكثر رقة. كما أشار الإمام الشافعي إلى أن الدم ينفصل، فيكون أياماً بلون أحمر قان ثخين، وأياماً أخرى بلون رقيق يميل إلى الصفرة، لذا تُعتبر أيام الدم الأحمر القاني الثخين أيام حيض، بينما تكون أيام الدم الرقيق أيام استحاضة.
- الرائحة
خلافاً لدم الحيض الذي يتميز برائحة كريهة، فدم الاستحاضة لا يحمل أي رائحة خاصة لأنه يعتبر دمًا عاديًا.
- التجمد
عند ظهور دم الاستحاضة، يميل هذا الدم إلى التجمد، بينما دم الحيض لا يتجمد لأنه كان محصورًا في الرحم قبل أن يخرج كائنًا سائلاً.
أهمية التمييز بين الحيض والاستحاضة
ينزل من رحم المرأة دم طبيعي بدايةً من سن البلوغ، ويمكن أن يُصنف هذا الدم ضمن الحيض أو الاستحاضة أو النفاس وفقًا للأحكام الشرعية. قد تتعرض بعض النساء للصعوبة في التمييز بين دم الحيض والاستحاضة، نظرًا لأن كليهما لهما أحكام مختلفة في الشريعة.
ففي حالة الحيض، يُحرم على المرأة الصلاة والصوم، حيث ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة”. وعندما سُئلت، قالت: “أحرورية أنتِ؟”. وأوضحت أن ذلك كان حادثًا يحدث لهم، ويؤمرون بقضاء الصوم دون الصلاة. بالمقابل، فإن المرأة المستحاضة يجب عليها الاستمرار في الصلاة والصيام، حيث تُعتبر طاهرة وتلزم بكافة التكاليف الشرعية.