العصر العباسي
تأسست الدولة العباسية عقب انتهاء الدولة الأموية إثر معركة الزاب الشهيرة. ويغطي هذا العصر فترة حكم خلفاء بني العباس، حيث تولى الحكم نحو 37 خليفة، كان أولهم عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، المعروف بلقب “السفاح”، وآخرهم أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله. بدأت هذه الحقبة من عام 132 هـ واستمرت حتى عام 656 هـ، مما يدل على استمرار العصر العباسي لمدة خمسة قرون.
الحياة السياسية في العصر العباسي
تشير المصادر التاريخية إلى تقسيم العصر العباسي إلى four مراحل مختلفة، وهي كما يلي:
- العصر العباسي الأول: امتدّ من عام (123-232 هـ)، حيث شهد سيطرة خلفاء بني العباس الأقوياء الذين تمكنوا من حسم النزاع بين العرب والفرس لصالح العرب.
- العصر العباسي الثاني: بدأ من عام (232-334 هـ)، واتسم بسيطرة الأتراك على الخلافة العباسية.
- العصر العباسي الثالث: استمرّ من عام (334-447 هـ)، وفيه برز نفوذ البويهيين على الساحة السياسية والعسكرية.
- العصر العباسي الرابع: بدأ من عام 447 هـ وانتهى مع سقوط بغداد عام 656 هـ، وتميز بظهور السلاجقة في سدة الخلافة.
الحياة الاقتصادية والعمرانية
أدرك خلفاء الدولة العباسية أهمية تعزيز الاقتصاد وتحسين الأوضاع المالية، إذ اتخذ الخليفة المنصور مجموعة من الإجراءات لتأمين الموارد المالية للدولة. من بين تلك الإجراءات كان إنشاء نظام المصادرات للاستحواذ على الأموال لمواجهة التحديات الناجمة عن الثورات. بالإضافة لذلك، أعيد النظر في قيمة الضرائب المفروضة على الأراضي. شهدت فترة الرشيد أيضًا ازدهارًا في الحركة الاقتصادية حيث ارتفع مستوى المعيشة وتنوعت الموارد المالية بفضل تدفق الأموال إلى خزينة الدولة في بغداد، والتي شملت الزكاة، والخراج، والجزية، وأخماس المعادن، والرسوم التجارية الخارجية، وغيرها. ساعدت هذه الموارد على تمويل مجالات مثل الجيش والأمن، والبناء، وتطوير المدن.
التعليم في العصر العباسي
شهد التعليم في العصر العباسي تطورًا غير مسبوق، حيث برزت فيه تخصصات متنوعة، ونشاطات الترجمة والإبداع. وتألقت العقلية الإسلامية في هذا العصر، خاصة خلال العصر العباسي الأول، حيث ازدهرت علوم الفقه الإسلامي، وعلوم القرآن، والعلوم العربية والإنسانية، إلى جانب مجالات أخرى ك الطب، والفلك، والفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، وعلم النباتات، والعقاقير. كما تم إنشاء المدارس العلمية والجامعات ومجالس العلم والمكتبات، مما أسهم في تعزيز الثقافة العلمية والمعرفية في المجتمع العباسي.