يجب على الآباء الحرص على غرس القيم الأخلاقية في نفوس أطفالهم، حيث أن هذا ما حث عليه ديننا الإسلامي. من المعروف أن الطفل يتكون سلوكه بناءً على ما يُعتاد عليه منذ الصغر.
ففي حال اعتياده على سلوكيات غير مرغوب فيها، سينمو على تلك الأسس، وبالمثل إذا اعتاد على الأخلاق الحميدة. وبدورهم، يجب على الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم، فذلك يشكل وسيلة فعالة لتنمية قيمهم الأخلاقية.
أسس تعليم الأخلاق الحميدة للأطفال
تشمل هذه الأسس العديد من المبادئ التعليمية والتربوية التي تساعد في نشر الأخلاق الحميدة بين الأطفال، ومنها:
مبدأ المرجعية الإسلامية:
- يمثل هذا المبدأ المصدر الأساسي الذي يتعلم منه الطفل، وهو مرتبط بالمرجعية الإسلامية التي تعبر عنها النصوص القرآنية والأحاديث النبوية. لذا يمكن القول إن الأخلاق الطيبة تُحدد من خلال الوحي الإلهي.
- لذلك، يُنصح الآباء بمواصلة الاطلاع على القيم والمعارف المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، فقد قال الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم).
مبدأ الشمولية:
- هذا المبدأ يشير إلى ضرورة تغطية جميع جوانب حياة الطفل من خلال التعليم. حيث يجب أن تشمل الأخلاق جميع تفاعلاته الحياتية.
- من المهم أن يشعر الطفل بالعلاقة مع الله، وكذلك التواصل مع مختلف فئات المجتمع، بالإضافة إلى اهتمامه بالحياة النباتية والحيوانية.
- قال الله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون)، وهذا يعني أن تربية الطفل على الأخلاق تتجلى من خلال تعامله مع الله.
مبدأ التدرج:
- يشير هذا المبدأ إلى أهمية تعليم الأطفال الأخلاق بشكل تدريجي، بدءًا من المبادئ الأساسية وصولاً إلى المفاهيم الأكثر تعقيدًا. يجب أن تُطبق هذه العملية بصورة منظمة حتى يتمكن الطفل من فهم واستيعاب القيم المعطاة له.
- يتجسد ذلك من خلال التشريعات الإسلامية، حيث تم إنزالها بصورة متسلسلة مما يسهل الالتزام والتطبيق الفعال أثناء التعليم
وسائل تعليم الأخلاق الحميدة للأطفال
توجد عدة طرق تربوية ينبغي على الآباء اعتمادها خلال تعليم أطفالهم، ومنها:
طريقة الحوار:
- تقوم هذه الطريقة على توضيح مفهوم الأخلاق الحميدة للأطفال ودعوتهم لتطبيقها في حياتهم اليومية. لذلك، يجب على الآباء مناقشة أهمية هذه الأخلاق مع أطفالهم ومساعدتهم في فهم الأسباب التي تمنعهم من تفعيلها.
- قال الله تعالى: (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا). لذا ينبغي للآباء أن يتمتعوا بالذكاء والملاحظة الدقيقة في التعامل مع أطفالهم.
- إذا لاحظ الآباء وجود سلوك سلبي يؤثر على تربية الطفل، عليهم الإسراع في محاورته لفهم المصدر ومن ثم توجيهه للتخلي عن تلك العادات السيئة.
أسلوب التقدير الاجتماعي:
- يجب أن يتم تقدير الطفل الذي يتسم بسلوك حسن اجتماعيًا، بينما يجب تهميش الطفل ذي الأخلاق السيئة. وقد قال الله تعالى: (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
- من الواضح أن تعزيز السلوكيات الجيدة من شأنه أن يشجع الطفل على الاستمرار في التحلي بها، كما يُسهم في تكوين نماذج يحتذي بها الآخرون.
إليكم أيضًا:
قصص تعليم الأخلاق الحميدة للأطفال
قصة إن الله يراني
- كان هناك طفل يدعى محمد يعيش في إحدى القرى. وفي يوم من الأيام، جاء شيخ ومعه ثلاثة أطفال متفوقين في الذكاء وسأل عن محمد.
- عندما رأى الشيخ محمد، أعطى لكل طفل تفاحة وأخبرهم بالذهاب إلى مكان حيث لا يمكن لأحد رؤية كل منهم وهم يأكلون تلك التفاحة.
- توجه الأطفال إلى أماكن مختلفة لتناول التفاح، ثم عادوا ليخبروا الشيخ إنهم قد قاموا بذلك. ولكن محمد فقط لم يتناول تفاحته.
- سأله الشيخ عن السبب، فأجابه بأن الله يراه في كل مكان، لذلك لا يمكنه تناول التفاح في مكان غير مرئي. وقد نوه الشيخ بذكاء محمد وأخلاقه العالية.
قصة شهاب الكذاب
كان هناك طفل يدعى شهاب وكان يذهب يوميًا إلى البحر ويتظاهر بالغرق ويصرخ طلبًا للنجدة، ثم يقول للناس إنه كان يكذب عليهم. تكرر هذا السلوك عدة مرات.
ولكن حدث أن جاء يوم حقيقي وقع فيه في خطر الغرق، وبقي ينادي المارة لإنقاذه. لكنهم اعتادوا على أكاذيبه فلم يساعده سوى صياد واحد، وبعدما أنقذه تعلم شهاب درسًا مهمًا حول أهمية الصدق.