تفسير القرآن الكريم يعد من الأمور العظيمة التي تعكس عمق معاني آياته الحكيمة وتساعدنا في تدبرها. ويتوجب على من يقوم بتفسير القرآن أن يكون على دراية تامة بأحكامه وقواعده.
سنستعرض فيما يلي تفسيرًا لآية من آيات القرآن الكريم وهي {إذا زلزلت الأرض زلزالها}.
سورة الزلزلة
تعتبر سورة الزلزلة سورة مدنية، تضم ثماني آيات وترتيبها التاسع والتسعون في المصحف الشريف، في الجزء الثلاثين.
سُميت هذه السورة بـ “الزلزلة” لأنها تتحدث في آيتها الأولى عن زلزال الأرض في لحظة قيام الساعة.
تتطرق السورة بشكل عام إلى أهوال الساعة وما سيحدث للأرض في يوم القيامة.
كما تصف السورة حالة البشر وما سيعتريهم من اندهاش مما سيحدث في ذلك اليوم، حيث سيرون في صحيفة أعمالهم ما قاموا به من خير أو شر.
يكتسب فضل قراءة سورة الزلزلة أهمية كبيرة، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قرأ {إذا زلزلت} عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ {قل هو الله أحد} عدلت له بثلث القرآن).
تفسير {إذا زلزلت الأرض زلزالها}
تشير الآية الأولى من السورة إلى الأحداث التي ستشهدها الأرض يوم القيامة من زلازل وتحولات.
ستتحرك الأرض بشكل قوي، حيث إن الزلزال هو حركة عنيفة تحدث لها، وتوجهت هذه الآية إلى أولئك الذين لا يؤمنون بحياة الآخرة.
تحتوي السورة على تهديد ووعيد لأولئك الكافرين بالزلزال الذي سيضرب الأرض في ذلك اليوم، وتحمل بعض المعاني المهمة مثل:
- تشير السورة إلى حدث عظيم سيحدث في يوم القيامة بتأثير الزلازل على الأرض.
- وهو ما يعرف بالزلازل القوية.
- أن الأرض ستخرج ما في باطنها في ذلك اليوم، وكل إنسان سيرى ما قدم من خير أو شر في سجل أعماله.
- الزلزال الذي سيحدث مختلف تمامًا عن الزلازل التي نعرفها في حياتنا.
- فهو سيكون ذو قوة غير مسبوقة، مما يجعل الناس في حالة من الذهول ولا يدركون ما يفعلون نتيجة لما يشاهدونه.
التفسير الميسر:
تشير الآية إلى هزة قوية للأرض، مما يثير تساؤلات الناس عن سبب ذلك.
المختصر في التفسير:
تشير الآية إلى هزة شديدة ستحدث للأرض يوم القيامة.
تفسير الجلالين:
تعني الآية أن الأرض ستتحرك بشكل قوي لقيام الساعة، وهذا التحرك يعكس عظمة الزلزال.
تفسير السعدي:
يخبرنا الله عن أحداث يوم القيامة حيث تتسبب تلك الزلازل في تدمير البنيان، مما يجعل الأرض مستوية بلا تعرجات.
تفسير البغوي:
تتناول الآية حركة الأرض العنيفة عند قيام الساعة، وترتبط هذه الهزة ببدء يوم القيامة.
التفسير الوسيط:
تتناول السورة أهوال يوم القيامة، ويمثل الزلزال هنا حركة غير مسبوقة للأرض، وهو بداية أحداث ذلك اليوم.
تفسير ابن كثير:
تشير الآية إلى الزلزال العظيم الذي يحدث يوم القيامة عندما تتحرك الأرض بقوة وتخرج ما في باطنها، وهذا الزلزال جزء من هول ما سيحدث عند قيام الساعة.
تفسير القرطبي:
تصف السورة حركة الأرض العنيفة يوم القيامة، حيث تتحرك الأرض من جذورها. ويتكرر الزلزال مع النفخة الثانية لتخرج ما في باطنها.
سبب نزول سورة الزلزلة
تم نزول سورة الزلزلة في سياق تساؤلات الكافرين عن يوم القيامة، وكانوا لا يؤمنون به.
جاءت السورة لتوضح لهم ما سيحدث في ذلك اليوم وتبرز العلامات التي تميزه ولبيان أنه لا يمكن تحديد موعد حدوثه.
في هذا اليوم، سيُعرض الناس أمام ربهم إما فائزين أو خاسرين، بناءً على أعمالهم في حياتهم.
تحتوي بعض الآيات على دلالات على ثواب أو عقاب حتى لأفعال صغيرة، حيث إن الذنب الصغير يحاسب عليه والخير الصغير يثاب عليه.
كما جاء في قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
العظات والعبر من سورة الزلزلة
- عند قراءة سورة الزلزلة، نستخرج العديد من العبر والدروس في حياتنا.
- وهذا يؤثر بشكل كبير على الأعمال التي نقوم بها.
- وستُجزى كل إنسان على ما قام به في حياته في ذلك اليوم.
- فالله سبحانه وتعالى لا يغفل عن أي صغيرة أو كبيرة، وكل شيء مكتوب وسجل بواسطة ملائكته.
- يتم عرض أعمال العبد على الله يوم القيامة، والخير للذين قاموا بالخير والشر لمن قاموا بالشر.
- لذا يحث الدين الإسلامي على فعل الخير وترك المنكرات.
معاني آيات سورة الزلزلة
تحمل آيات سورة الزلزلة معانٍ متعددة، حيث لكل كلمة لديها تفسيرها الخاص، نعرضها فيما يلي:
(إذا زلزلت الأرض زلزالها)
- تشير إلى حدوث هزة عنيفة جدًا للأرض، مما يجعل الناس يستعدون لمواجهة الحساب والجزاء.
(وأخرجت الأرض أثقالها)
- تعني أن الأرض ستنفض ما فيها من معادن وأجساد، مما يثير الرعب في القلوب من هول المشهد، حيث يتخيل الناس أن كل ما يتصل بالأرض ثابت.
(وقل الإنسان ما لها)
- سؤال يُعبّر عن ذهول الإنسان بما يحدث للأرض، حيث يتساءل عن السبب وراء ذلك.
(يومئذ)
- تشير إلى يوم حدوث الزلزال، وهو يوم القيامة.
(تحديث أخبارها بأن ربك أوحى لها)
- ستحكي الأرض في ذلك اليوم عما حدث لها، حيث جاءها الوحي من الله بإخراج ما في باطنها.
(يومئذ يصدر الناس أشتاتا)
- سيرى الناس مشاهد كبيرة قادمة من الأرض ليواجهوا حسابهم، ويتشكل هذا المشهد مشاعر الفرح عند المحسنين والندم عند المسيئين.
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره)
- تشبه الله عز وجل الأعمال الصغيرة مثل الذرة، حيث يُثاب العبد على الخير ويرى نتيجته يوم الحساب.