غالبًا ما نسمع عن أماكن مهجورة يُزعم أنها تسكنها الأشباح، لكننا اليوم سنتناول برج لندن الذي يُعرف بأنه من أكثر الأماكن رعبًا، وهو قلعة تاريخية بُنيت في عام 1066 بأمر من ويليام الفاتح. سنستعرض في هذه المقالة مختلف جوانب برج لندن المخيف، بالإضافة إلى أهميته التاريخية والاقتصادية.
برج لندن
برج لندن هو قلعة تاريخية تقع على الضفة الشمالية لنهر التايمز في قلب مدينة لندن، وقد بدأ إنشاؤه في عام 1066 واكتمل في عام 1078.
أمر ببنائه الملك ويليام الفاتح، الذي يُعتبر أول حاكم لبريطانيا من أصول نورمانية. أما الهدف من إنشاء البرج الأبيض فكان تصميمه كجزء من الغزو النورماندي لبريطانيا، من أجل أن يكون رمزًا للقهر الذي خلفته العائلة الحاكمة الجديدة لكل من يعارضهم في لندن.
معلومات عن برج لندن
تبلغ مساحة برج لندن والمناطق المحيطة به حوالي 48 كيلومتر مربع، ويتميز بتجمع عدة مباني مشيدة ضمن حلقتين من الجدران الدفاعية وخندق مائي.
شهد البرج العديد من مراحل التوسع، خاصةً في ظل حكم الملك ريتشارد قلب الأسد، وهنري الثالث، وإدوارد الأول في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
استقرت الحدود الحالية للبرج منذ نهاية القرن الثالث عشر مع إجراء بعض التحسينات، ويجدر بالذكر أن البرج مُصنف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
أهمية برج لندن التاريخية
يجسد برج لندن أهمية تاريخية كبيرة في تاريخ الإمبراطورية الإنجليزية، ومن أبرز جوانب هذه الأهمية:
- يعتبر البرج موقعًا استراتيجيًا في تاريخ الإمبراطورية الإنجليزية، حيث كان عرضة للمهاجمين، وفي حالة سقوطه في يد أي قوة، فإن ذلك كان يُعتبر إنجازًا كبيرًا في السيطرة على كامل البلاد.
- استخدم البرج كسجن خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، ومن بين أبرز الشخصيات التي احتُجزت فيه الملكة إليزابيث الأولى قبل تتويجها.
- خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، استخدم البرج كسجن حيث تم تنفيذ حكم الإعدام على اثني عشر شخصًا بتهم التجسس، مما أكسبه لقب “برج لندن المرعب”.
- بعد انتهاء الحروب، تمت إعادة ترميم البرج وفتح أبوابه للجمهور، ليصبح من أبرز المعالم السياحية في بريطانيا، حيث يزور حوالي 3 مليون سائح سنويًا.
- تم إدراج البرج ضمن مواقع التراث العالمي في عام 1988.
- يتألف البرج من ثلاثة أجنحة: الجناح الأعمق الذي يحتوي على البرج الأبيض، والجناح الداخلي الذي بُني في عهد ريتشارد قلب الأسد بين عامي 1189 و1199، والجناح الخارجي الذي شُيد في عهد إدوارد الأول.
- يشمل البرج كنيسة نُورمانية تتميز باسم كنيسة بيتر.
أهمية برج لندن الاقتصادية
- استُخدم البرج كمخزن للعديد من الأغراض مثل الأسلحة والنقود وسجلات البلاد العامة، كما كان مركزًا لصك العملة والاحتفاظ بالكنوز الملكية.
- يعتبر البرج الأبيض من أكبر القلاع في العالم ومن أكثر المباني شهرة في القرن الحادي عشر في أوروبا، حيث يتراوح عرضه بين 32 و36 مترًا، ويرتفع حوالي 27 مترًا.
- يحتوي البرج على ثلاثة تماثيل للأسود.
- يضم البرج المرعب ستة غربان كحد أدنى، حيث يعتقد الحكام أن غياب هذا العدد سيؤدي إلى انهيار المملكة، ويقوم الحراس بالعناية بهذه الغربان.
سبب تسمية برج لندن بالمرعب
يُقال إن البرج الأبيض في لندن مليء بالأشباح القاطنة فيه، ومن أبرز تلك الأشباح:
شبح الملكة آن بولين
تعتبر إحدى الأشباح المشهورة في برج لندن هي شبح الملكة آن بولين، التي أُدينت بالإعدام في عام 1536. وتظهر الأعداد الغفيرة من الشهادات الشبح وهي تحمل رأسها المقطوع، تتجول بالقرب من المكان الذي قُطع فيه رأسها. كما يُدعى أنها ظهرت في بعض الأماكن الأخرى مثل برج غرين وتشابل رويال.
شبح الدب
أفاد الحراس المقيمون في برج لندن أنهم شهدوا شبحًا على شكل دب ضخم في عام 1816.
شبح الملكة ليدي جين غراي
عُدِمَت الملكة ليدي جين غراي في فبراير 1554، ويُقال إن شبحها يظهر في برج لندن في كلّ ذكرى لإعدامها، حيث يتجول في أرجاء البرج. أكدت بعض التقارير وفقًا لشهود عيان أنها ظهرت في فصل الشتاء من عام 1957.
شبح الكونتيسة ساليسبري
حُكم على الكونتيسة ساليسبري بالإعدام عام 1541، ومنذ ذلك الحين يظهر شبحها بشكلٍ متكرر في البرج، حيث يعتبر البعض أن شبحها واحد من أكثر الأشباح رعبًا، إذ شهد العديد من الناس أنها تحاول الهروب أثناء تنفيذ حكم الإعدام.
البرج الدامي
يوجد في القلعة ما يُعرف بـ”البرج الدامي”، والذي يحتوي على العديد من الأشباح، من بينها شبح امرأة ترتدي ثيابًا سوداء. بالإضافة إلى شبح اللورد والتر رالي الذي يُشاهد يتجول في الطرق المؤدية إلى البرج الدامي.
من بين الأشباح الشهيرة أيضًا شبح الأخوين إدوارد وريتشارد، اللذين اختفيا في ظروف غامضة، وهم أبناء الملك إدوارد الرابع. وقد اختفوا عقب وفاته مباشرة، ومنذ ذلك الحين يُشاهد الحراس الأشباح يضحكون داخل البرج.