استشهاد الصحابي خبيب بن عدي الأنصاري ومآثره

تعريف الصحابي الجليل خبيب بن عدي رضي الله عنه

يعتبر الصحابي الكريم خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ، أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي. شارك رضي الله عنه في غزوة بدر، وقد استشهد في زمن النبي عليه الصلاة والسلام. يُذكر أنه كان أول صحابي يُصلب، وأيضًا كان أول من سن صلاة قبل تنفيذ حكم القتل عليه.

استشهاد خبيب بن عدي رضي الله عنه

أرسل النبي عليه الصلاة والسلام مجموعة من عشرة أشخاص في غزوة تُعرف بغزوة الرجيع، وعلم بوجود مجموعة من بني هذيل يُطلق عليهم بنو لحيان، الذين كانوا مشركين، فتتبعوا آثارهم بمئة رجل من الرماة حتى تمكنوا من الوصول إليهم. بعد حصارهم، عرض المشركون عليهم الأمان والعهد إذا استسلموا لشروطهم، لكن عاصم بن ثابت، الذي كان قائدهم، رفض الاستسلام، وواصل القتال حتى قُتل مع سبعة من أصحابه. بينما قرر ثلاثة منهم، من بينهم خبيب بن عدي، الذهاب إلى عهد المشركين. قام هؤلاء المشركون بالغدر بخبيب وأصدقائه بعد أن أزالوا أوتار أقواسهم وقاموا بربطهم، ثم تم أخذهم إلى مكة حيث تم بيعهم، واشترى خبيب بنو الحارث بن عامر، نظرًا لأن خبيب كان قد قتل والدهم الحارث في غزوة بدر، مما جعله هدفًا للثأر. بقي خبيب أسيرًا لديهم حتى عزموا على قتله. وعندما أخذوه خارج الحرم، طلب منهم أن يصلي، فأجابوه وأدى ركعتين. وعند انتهائه، قال لهم: ‘والله لولا أنكم تظنون أنني أطلت في الصلاة جزعًا لزدت’. ثم دعا عليهم قائلاً: ‘اللهم احصهم عددًا، واقتلهم بدًّا، ولا تغادر منهم أحدًا’. ثم أنشد قائلاً:
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّعِ

ثم توجه عقبة بن الحارث إلى خبيب وقام بقتله.

ابتلاع الأرض لجسد خبيب رضي الله عنه

ذكر أبو يوسف في كتابه “اللطائف” عن الضحاك، أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر المقداد والزبير بن العوام بأن ينزلوا خبيب من الخشبة التي صُلب عليها. وعندما وصلا إليه وجدا حوله أربعين رجلًا في حالة سُكر، وتمكنا من إنزاله. حمله الزبير على فرسه وكان جسده لا يزال طريًا، وعندما أحس المشركون بوجودهما، انطلقوا في طلبهما. وعندما ادركوهما، ألقى الزبير جسم خبيب على الأرض فأبتلعته، مما أطلق عليه اسم “بليع الأرض” لاحقًا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *