الاحتفال بعيد الأضحى وعيد الفطر
يحتفي المسلمون في جميع أنحاء العالم بعيدَي الفطر والأضحى، الذين يتبعان أداء فريضتي الصيام في شهر رمضان المبارك، والحج في شهر ذي الحجة، على التوالي. تختلف تقاليد الاحتفال بهذه المناسبات بحسب تنوع الشعوب والثقافات، ولكن هناك أيضًا العديد من القيم والممارسات المشتركة التي تجمع بينهم.
تشدد الشريعة الإسلامية على ضرورة إقامة صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى في صباح يوم العيد الأول، كما توصي بالتبرع والمساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين، ونشر الفرح، وإكرام الوالدين، وصلة الأرحام، وما إلى ذلك من الأعمال النبيلة.
تتصف المجتمعات الإسلامية بتشابه كبير في عادات استقبال العيد، غير أنه توجد بعض العادات الفريدة المرتبطة بكل بلد، وربما بكل مدينة داخل الدولة الواحدة. في هذا السياق، نلقي الضوء على أبرز ملامح وطرق الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى في جمهورية العراق.
عيد الأضحى وعيد الفطر في العراق
تتميز العراق بجذورها التاريخية الأصيلة، إذ تحتضن حضارة غنية جعلت من العراقيين ذوي سمات فريدة يصعب العثور عليها في دول أخرى.
تبدأ مظاهر الاحتفال بعيدَي الفطر والأضحى في العراق من خلال تنظيم الألعاب المخصصة للأطفال، حيث يُعتبر الأطفال في مقدمة عناصر الفرح والاحتفال. من أبرز الألعاب التي تستهويهم هي: المراجيح والدواليب الهوائية والفرارات.
علاوة على الألعاب، تقوم النساء والمتاجر المتخصصة في صناعة الحلويات بإعداد مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية التي تمثل جزءاً أساسياً من الاحتفالات، ومن أبرزها “الكليجة”، وتعرف أيضًا باسم “المعمول” في بعض الثقافات مثل بلاد الشام. تحشى هذه الحلوى بمكونات مميزة يتنوع بينها التمر والجوز والسكر والسمسم والهيل، مضافًا إليها بعض التوابل التي تمنحها نكهتها الخاصة.
عادة ما يتم تقديم “الكليجة” في العراق مع الشاي، بجانب مجموعة من الحلويات العراقية الأخرى مثل المن والسلوى، والحلقوم، أو المسقول. وهناك نوع آخر من “الكليجة” يُعرف باسم حلوى “الخفيفي”، وهو نوع غير محشو يتسم بانخفاض نسبة السكر ويُدهن عادة بصفار البيض.
أما فيما يتعلق بالتقاليد الاجتماعية في العيد، فإن الزيارات العائلية تبدأ عادة بعد الانتهاء من وجبة الإفطار، حيث يتوجه العراقيون أولاً إلى منازل الوالدين أو العائلة، حيث يبقون هناك حتى يحين موعد الغداء، ومن ثم ينطلقون لتبادل التهاني مع الأرحام والأقارب والأصدقاء. كما يقدم الآباء “العيدية” للأطفال، فيتعلم الأبناء منذ سن مبكرة أهمية هذه القيم الاجتماعية والدينية الرائعة.