الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم خاص

أسرة الطفل ذي الاحتياجات الخاصة

تعدّ لحظة انتظار الزوجين لوصول طفلهما الأول حدثاً محورياً يُحدث تغييرًا ملحوظًا في تركيبة الأسرة ونمط حياتها. وفي ظل أجواء احتفالية مميزة، يسجل الزوجان تفاصيل تجربة الحمل في ذاكرتهم الأبوية، ويُعاد تكرار هذا المشهد مع كل خبر جديد يتعلق بحمل آخر، حيث يبذل الزوجان جهودهما لتوفير كافة سبل الراحة والتأهيل لاستقبال مولودهما الجديد. فمجرد قدوم طفل، سواء كان ذكراً أو أنثى، يعنى تغييرًا شاملًا في الأسرة ويستدعي إعادة ترتيب في التفاعلات والأدوار والمصاريف اليومية والشهرية.

لكن قد تتعرض الأسرة لتجربة غير متوقعة حين يتبين أن مولودهم الذي كان ينتظره الشغف والمحبة يعاني من احتياجات خاصة، مما يؤدي إلى تحول الفرح إلى مشاعر من الحزن والألم والشعور بالذنب، أو حتى الاستنكار والفراق العاطفي. إن ميلاد طفل ذي احتياجات خاصة يغير من استجابات الأبوين والأبناء بصورة متفاوتة، وتتأثر هذه الاستجابات بعدد من العوامل منها نوع الإعاقة ودرجتها، والثقافة التعليمية والاقتصادية للأبوين، فضلاً عن أعمارهم ومكانتهم الاجتماعية. وتختلف ردود فعل الأسر بين الصدمة والاستيعاب والتقبل والانسحاب العاطفي، مما يجعل الأسرة في حالة من التوتر والضغوط، الأمر الذي يتطلب تدخل مختص من خارج العائلة لإرشادهم حول السبل الصحيحة للتعامل مع هذا الوضع الجديد وتوضيح احتياجات المرحلة وكيفية دمج الطفل في إطار الأسرة.

الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة

ظهر مصطلح “الاحتياجات الخاصة” في التسعينات من القرن الماضي كبديل للتسمية التقليدية “معاق”، ويُستخدم للإشارة إلى الأفراد أو الأطفال الذين لديهم اختلافات في قدراتهم العقلية أو الجسدية أو الحسية وتفاعلاتهم السلوكية والتواصلية، مما يجعل منهم مجموعة تحتاج إلى دعم خاص لمساعدتهم على التكيف مع بيئتهم. هذا الدعم يمكن أن يتضمن برامج تعليمية خاصة، وتعديلات في الأدوات، أو خدمات مساعدة تسهل لهم التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.

الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة هو ذلك الفرد الذي يواجه صعوبات في أداء بعض الأنشطة والاستفادة من التجارب التعليمية بالطريقة المتاحة لأقرانه الطبيعيين. ويفضل التربويون استخدام مصطلح “الاحتياجات الخاصة” لما يحمله من تعبير لطيف بعيد عن الدلالات السلبية للمصطلحات التقليدية المتعلقة بالعجز والإعاقة. الاحتياجات الخاصة تشير إلى أفراد يحتاجون إلى رعاية إضافية بسبب نقص في السلوكيات أو التعليم أو الأنشطة الحركية أو الفكرية، مما يتطلب منهم الاعتماد على برامج وأدوات خاصة لتلبية متطلباتهم الأساسية.

فئات ذوي الاحتياجات الخاصة

غالبًا ما يقتصر مفهوم التربية الخاصة على الأشخاص ذوي الإعاقة، متجاهلاً فئات اجتماعية أخرى تحتمل ظروفًا خاصة تتطلب اهتمامًا تربويًا وتعليميًا. ويمكن تصنيف الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة إلى ثلاث فئات رئيسية:

  • الأشخاص ذوو الإعاقات الجسدية أو العقلية: تتمثل الإعاقة هنا في وجود خلل وظيفي أو نقص عقلي يمنعهم من ممارسة أنشطتهم الجسدية أو الفكرية بشكل طبيعي، مما يؤثر على قدرتهم التعليمية والعملية.
  • الموهوبون: يُعرف الموهوب بأنه الفرد الذي يتمتع بقدرات عقلية أو أكاديمية استثنائية أو مهارات قيادية أو فنية متميزة. يحتاج هؤلاء الأفراد إلى بيئات تربوية خاصة تراعي ميولهم ومواهبهم لتنمية قدراتهم بأفضل الوسائل.

تتطلب هذه البيئة ظروفًا فريدة لضمان استثمار كامل لقدرات الموهوبين، ما يجعل إدراجهم ضمن الفئات الخاصة أمرًا منطقيًا.

  • الأفراد غير العاديين: يُستخدم هذا المصطلح للأطفال الذين يظهرون اختلافات ملحوظة في القدرات العقلية أو التواصلية. يمكن أن يكون هؤلاء مُدرجين ضمن المعاقين أو الموهوبين، اعتمادًا على طبيعة حالاتهم، وغالبًا ما يحتاجون إلى برامج متقدمة تلبي احتياجاتهم التعليمية.

مفهوم التربية الخاصة

تمثل التربية الخاصة نوعاً من التعليم المصمم خصيصاً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تشمل مجموعة من الخدمات والبرامج التعليمية والتعديلات اللازمة في المناهج ووسائل وأساليب التعليم، استجابةً للاحتياجات المحددة لمجموع الطلاب الذين يواجهون صعوبات في الاندماج مع متطلبات النظام التعليمي العادي. يهدف هذا النوع من التعليم إلى تلبية احتياجات الطفل بطريقة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، سواء كان ذلك لأسباب تتعلق بالإعاقة أو الموهبة. يسعى نظام التربية الخاصة إلى دعم المتعلمين في تحقيق أقصى ما يمكنهم من النجاح والاندماج الاجتماعي، سواء داخل الفصول الدراسية التقليدية أو في بيئات تعليمية متخصصة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *