الأحكام الشرعية الواردة في سورة يس

الأحكام الشرعية في سورة “يس”

تتناول سورة “يس” مواضيع جوهرية تتعلق بالمشركين وتؤكد على أهمية القرآن الكريم، بالإضافة إلى نبوة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. كما تثبت العديد من الحقائق العقلية المتعلقة بالعقيدة، مثل قدرة الله -تعالى- على إحياء الموتى والبعث، وتوضح تفاصيل الحساب يوم القيامة. تحتوي بعض آيات السورة على أحكام شرعية، والتي تعرف بأنها المسائل التي تشتمل على حكم شرعي عملي يتعلق بأفعال العباد.

الحكم الشرعي في الآية رقم (12)

يقول الله -تعالى- في سورة “يس”: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ). توضح هذه الآية أهمية الآثار الحسنة الناتجة عن الأعمال الصالحة. فكل فعل خير يقدمه الإنسان يترك أثرًا، مثل العلم الذي يقدمه المسلم لأبنائه وللناس، والصدقة الجارية، والوضوء، والمشي إلى المساجد، والكلام الطيب.

تشير الآية إلى أن أثر الأعمال الحسنة مستحب، وقد يتطلب القيام بها درجات مختلفة من الواجبات. حيث إن الأثر يظل مكتوبًا للإنسان حتى يوم القيامة. ورد عن جابر بن عبدالله أنه قال: أراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فقال: والبيوت خالية، فلما بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا بني سلمة، دياركُم تُكتب آثَارُكُم).

الحكم الشرعي في الآيات رقم (33-35)

يقول الله -تعالى- في سورة “يس”: (وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ*وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ). تشير هذه الآية إلى إباحة الأكل من الحبوب التي تنبت في الأرض، مثل القمح والشعير والعدس، والثمار التي تخرج من الأشجار المثمرة مثل النخيل والعنب.

تسمح الآيات باستخدام ما يتم إنتاجه من هذه الحبوب والثمار، بما في ذلك طحنها وخلطها واستخراج المواد منها. كما تذكر الآيات أهمية شكر الله -تعالى- من خلال استخدام ما يؤكل في طاعته، وإنفاقه على المحتاجين، وإخراج زكاته مع حمده والثناء عليه وعبادته بشتى الأشكال.

الحكم الشرعي في الآيتين رقم (60-61)

يقول الله -تعالى- في سورة “يس”: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ). تشير هذه الآية إلى تحريم عبادة الشيطان، سواء كانت بشكل مباشر، مما يعتبر شركًا وخروجًا عن الإسلام، أو بطاعته في معصية الله وعبادة الأوثان. كما تفرض العبادة لله -تعالى- كما أوصى بذلك.

الحكم الشرعي في الآيات رقم (71-73)

يقول الله -تعالى- في سورة “يس”: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمَلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ* وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ* وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ). تتعلق هذه الآيات بإباحة استخدام الأنعام مثل البقر والغنم والإبل، وقد أباح الله -تعالى- امتلاكها واستخدامها في النقل والذبح والأكل.

كما يحق للمسلم شكر هذه النعم من خلال اللسان والفعل، وإخراج زكاة الأنعام، والانتفاع بما توفره من لبن ولحم وصوف، سواء بالنسبة للبيع أو في صناعة الملابس والأفرشة وغيرها.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *