روايات أنس بن مالك من الأحاديث النبوية
يعتبر الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- واحدًا من أبرز الرواة للأحاديث النبوية، حيث تميز بكثرة ما نقل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وتتنوع مواضيع الأحاديث التي رواها -رضي الله عنه-، فتشمل أحاديث تتعلق بأركان الإسلام، بالإضافة إلى موضوعات متفرقة تشمل عقيدة يوم القيامة، والأخلاق، والعديد من المسائل الفقهية والآداب.
أحاديث أنس في أركان الإسلام
قام أنس بن مالك -رضي الله عنه- برواية عدد من الأحاديث المتعلقة بأركان الإسلام، مثل الصلاة والحج. ومن أبرز تلك الأحاديث:
- الأحاديث المتعلقة بركن الصلاة
روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ليسَ بينَ العبدِ والشِّركِ إلا تركُ الصلاةِ، فإذا تركها فقد أشرَكَ.”
أحاديث أنس في ركن الحج
كما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يا رسولَ اللَّهِ، هل الحج في كل عام؟” فقال: “لو قلتُ نعم، لوجبَتْ، ولو وجبتْ لم تَقوموا بها، ولو لم تقوموا بها عُذبتُم.”
أحاديث أنس في موضوعات متنوعة
توجد عدة أحاديث مكثفة ينقلها أنس بن مالك -رضي الله عنه- حول موضوعات مختلفة، تتضمن الإشارة إلى وقت يوم القيامة، ومبادئ الأخلاق، والمعجزات التي أظهرها النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفيما يلي بعض تلك الأحاديث:
- الأحاديث المتعلقة بوقت يوم القيامة
نقل أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: “متى الساعة؟” فأجابه الرسول: “ما أعددتَ لها؟” فقال: “ما أعددتُ لها من كثرة صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكنني أحب الله ورسوله.” فقال: “أنت مع من أحببتَ.”
- الأحاديث المتعلقة بالأخلاق
وذكر أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يُؤْمِنُ أحدُكُمْ حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه.” كما رواى أيضًا: “لا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَقاطَعُوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوةً.” وورد أيضًا في رواية مثلها مع إضافة: “كما أمَرَكُم اللَّهُ.”
- الأحاديث المتعلقة بمعجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-
ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبةٍ يُسنِدُ ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: ابنوا لي منبرًا. فبنوا له منبرًا له عتبتان، فلما قام على المنبر ليخطب حنَّت الخشبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال أنس: وأنا في المسجد، فسمعتُ الخشبةَ حنَّت حنينَ الولدِ، فما زالت تحن حتى نزل إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتضَنها فسكَنت.”