استراتيجيات لتعديل سلوك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة هم أطفال تم ابتلاؤهم من الله سبحانه وتعالى بعجز يمكن أن يكون كليًا أو جزئيًا، ويؤثر على قدراتهم الجسدية أو العقلية نتيجة لعيوب خلقية.

قد تحتاج بعض هؤلاء الأطفال إلى تعديل سلوكهم في حال كان غير مناسب، وتهدف هذه المقالة إلى استعراض طرق تعديل سلوك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم معلومات هامة حولهم.

الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة

أصبح مصطلح “أطفال ذوي احتياجات خاصة” شائع الاستخدام منذ التسعينيات من القرن العشرين ليكون بديلاً لمصطلح “الأطفال المعاقين”.

يشمل هذا المصطلح الأطفال الذين يعانون من عجز جسدي أو عقلي، سواء كان هذا العجز كليًا أو جزئيًا.

تم استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى الأفراد أو الأطفال الذين يُظهرون اختلافات في قدراتهم على المستوى العقلي أو الجسدي أو الحسي أو السلوكي أو اللغوي أو التعليمي.

تتميز هذه الاختلافات الطفل المعني وتقيد احتياجاته للمزيد من الرعاية والدعم الخاص للمساعدة في التعايش مع الظروف المحيطة به، كالبرامج والدعم الفني والتعليمي أو مساعدات التربية.

الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة هم أفراد لا يستطيعون ممارسة جميع الأنشطة أو اكتساب المهارات والخبرات كما يفعل الأطفال العاديون.

يُفضل المتخصصون في التربية استخدام مصطلح الاحتياجات الخاصة بدلاً من الإعاقة، نظرًا لما يحمله من تعبير أكثر إيجابية بعيدًا عن الدلالات السلبية المرتبطة بالعجز.

تعتبر الاحتياجات الخاصة تعبيرًا عن فئة مجتمعية لها متطلبات تختلف عن احتياجات الفئات الأخرى، نتيجة لنقص في السلوك أو القدرات التعليمية أو الأنشطة الفكرية أو الحركية وغيرها.

لتمكين هؤلاء الأفراد من التعويض عن نقص المهارات، يجب استخدام برامج وأدوات تتناسب مع احتياجاتهم حتى يتمكنوا من القيام بمهامهم بشكل طبيعي.

تتفاوت احتياجاتهم وفقًا لطبيعة حالاتهم، لتشمل الأطفال ذوي الإعاقة والمواهب، والمرضى، وكبار السن، والأفراد ذوي التشوهات الخلقية، وغيرهم ممن لا يستطيعون أداء الأنشطة بشكل نظامي.

فئات ذوي الاحتياجات الخاصة

تعتبر فئات ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر تنوعاً من مجرد الأشخاص ذوي الإعاقة، بل تشمل فئات أخرى تتعلق بالتربية والتعليم والسلوك.

وفيما يلي فئات ذوي الاحتياجات الخاصة:

  • الأفراد ذوو الإعاقة الجسدية أو العقلية

الأفراد الذين يعانون من إعاقة جسدية أو عقلية تظهر في شكل قصور وظيفي أو عقلي، مما ينجم عنه تأثيرات صحية تعوقهم عن ممارسة أنشطتهم بشكل طبيعي أو عادي.

تؤثر هذه الإعاقة على العملية التعليمية ونحو أداء الأنشطة، حيث لا يتمكن هؤلاء الأفراد من أداء المهام بنفس الكفاءة التي يؤديها الأفراد الأصحاء.

  • الموهوبون

تشمل هذه الفئة الأفراد الذين يمتلكون قدرات خاصة واستعدادات متميزة سواء في الذكاء أو الأداء الأكاديمي، أو في مجالات الإبداع والابتكار.

يحتاج الشخص الموهوب إلى بيئة داعمة تسهم في تنمية تلك المواهب، من خلال توفير الظروف الخاصة والرعاية المناسبة لتطوير قدراتهم وميولهم.

  • الأفراد غير العاديين

يشير هذا المصطلح إلى الأطفال الذين يظهرون اختلافات واضحة مقارنة بأقرانهم في القدرات العقلية أو الحسية أو التواصل.

قد ينخرط هذا الفرد ضمن فئات المعوقين أو الموهوبين أو غير العاديين بناءً على حالته ودرجة إعاقته.

ويحتاج هؤلاء الأفراد إلى برامج تعليمية تساعد في تلبي احتياجاتهم التعليمية والتربوية.

ما هي التربية الخاصة؟

تُعرف التربية الخاصة بأنها نوع من التعليم المتخصص يركز على تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

تشمل التربية الخاصة أنماط خدمة وبرامج تتعلق بالأساليب التربوية وتعديل المناهج وطرق التعليم التي تستجيب لاحتياجات هؤلاء الطلاب الذين لا يمكنهم التعلم من خلال النماذج التقليدية.

تهدف التربية الخاصة إلى تلبية جميع احتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالطرق التي تراعي الفروق الفردية وفقًا لدرجة إعاقتهم.

أحد الأهداف الأساسية للتربية الخاصة هو مساعدة الأفراد في استيعاب أكبر قدر ممكن من المعرفة بما يتماشى مع قدراتهم وإمكاناتهم.

مفهوم تعديل السلوك

تعديل السلوك، باللغة الإنجليزية “Behavior Modification”، هو استخدام مجموعة من الأساليب المخصصة لتغيير السلوكيات غير المرغوب فيها لدى الأفراد بشكل علمي مدروس، بهدف تحقيق ضبط أفضل في السلوكيات.

تسعى عمليات تعديل السلوك إلى تحسين الجوانب الذاتية للأفراد ودعم مهاراتهم وقدراتهم الخاصة.

يعتمد مبدأ تعديل السلوك على تطبيق مبادئ التعليمية والفنية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

تعديل سلوك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

تتشابه أساليب تعديل سلوك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأساليب المستخدمة في تعديل سلوك الأطفال الآخرين، لكن ينبغي أن تكون أكثر لينًا ورأفة نظرًا لطبيعتهم وظروفهم الخاصة.

تشمل أساليب تعديل سلوك الأطفال ما يلي:

  • تشجيع الطفل ومكافأته على السلوكيات الصحية والإيجابية.
  • تطبيق العقوبات، مثل توبيخ الطفل أو حرمانه من مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية.
  • توفير الاهتمام اللازم للطفل، لأن افتقاره للاهتمام قد يدفعه إلى التصرف بسلوكيات سلبية لجذب الانتباه.
  • قبول بعض السلوكيات في ظروف معينة ومنعها في ظروف أخرى، مثل السماح للطفل بالكتابة على ورقة مخصصة بدلاً من الحائط.
  • تزويد الطفل بسلوكيات جديدة تعزز وتحسن من سلوكياته السلبية.
  • إنشاء سلسلة من السلوكيات الإيجابية المرغوب فيها بناءً على تقدم كل فرد.
  • تلقين الطفل استجابات إيجابية من خلال اللفظ أو الإيماء أو الحركة.
  • تحديد مصادر القلق لدى الطفل ومحاولة القضاء عليها.

أهداف تعديل سلوك الأطفال بشكل عام

تتمثل أهداف تعديل سلوك الأطفال بشكل عام في النقاط التالية:

  • تزويد الطفل بسلوكيات جديدة لم يكن يمتلكها من قبل.
  • تشجيع الطفل على تبني سلوكيات اجتماعية مقبولة والابتعاد عن السلوكيات السلبية.
  • إتاحة الفرصة للطفل للتكيف مع بيئته الاجتماعية والتعليمة.
  • إزالة العوامل التي قد تسبب شعور الطفل بالخوف والقلق.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *