أسطورة أتلانتس
تعود أصول أسطورة أتلانتس المفقودة إلى الفيلسوف الإغريقي أفلاطون، حيث كتب في عام 360 قبل الميلاد عن هذه القارة المفقودة، واصفاً إياها بأنها أكبر من آسيا وليبيا مجتمعتين. تجدر الإشارة إلى أن ليبيا كانت تشير إلى شمال أفريقيا، بينما أطلق اسم آسيا في البداية على جزيرة قبرص، ومن ثم أصبح الاسم يُطبق على القارة الآسيوية المعروفة اليوم.
وفقاً لما ورد في كتابات أفلاطون، فإن أتلانتس ظهرت قبل 9000 عام بالقرب من دعائم هرقل، والتي تعرف اليوم بمنطقة مضيق جبل طارق، وتقع بالقرب من مدخل البحر الأبيض المتوسط. ويشير أفلاطون إلى أن سكان أتلانتس كانوا يمتلكون قوة بحرية شديدة، مما أدى إلى طموحاتهم الجامحة وفساد أخلاقهم. وبعد هجومهم الفاشل على مدينة أثينا، اجتاحت الجزيرة كارثة طبيعية مفاجئة، مما تسبب في غرقها بين ليلة وضحاها، وتحولت إلى بقعة طينية يصعب تحديد موقعها.
تعددت النظريات حول موقع أتلانتس، حيث يشير الفيزيائي الألماني راينر كون إلى أن المنطقة قد كانت تقع على الساحل الجنوبي الإسباني، وجرفت جراء طوفان في الفترة ما بين 800 إلى 500 قبل الميلاد. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود كتلتين مستطيلتين في قاع البحر، والتي يُعتقد أنها قد تكون آثار معبد وصفه أفلاطون.
بينما يشير الجيولوجي السويدي أولف إرلنغسون إلى أن مواصفات أتلانتس تتطابق مع جزيرة أيرلندا، ويذهب آخرون للاعتقاد بأن أتلانتس كانت هي جزيرة سبارتل، التي غرقت في البحر عند مضيق جبل طارق منذ حوالي 11,500 سنة.
في سياق آخر، أفاد الباحث الأمريكي روبرت سامارست في كتابه “اكتشاف أتلانتس ومفاجآت جزيرة قبرص”، بأنه عثر على أدلة تؤكد وجود تلك القارة المفقودة بين قبرص وسوريا، وذلك من خلال اكتشاف بقايا مستوطنات بشرية تحت البحر وعلى عمق 1.5 كم، وعلى بعد 80 كيلو متراً من الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، ويعتقد أن قبرص تمثل الجزء الوحيد الظاهر من أتلانتس.
يجادل الدارسون التقليديون لأسطورة أتلانتس بأن القليل من الناس أولوا الاهتمام الكافي لما كتبه أفلاطون حرفياً حول أتلانتس قبل العصر الحديث. وفي هذا السياق، عَبرت الفيلسوفة جوليا أناس في كتابها “أفلاطون: مقدمة مقتضبة جداً”، عن أن البحث في هذه القضية قد يفقد أهميته إذا اقتصر فقط على استكشاف الأرصفة البحرية.