تحقيق حول كتاب ابن ماجه في الحديث النبوي

ابن ماجه

ابن ماجه هو أحد الأئمة العظام في علم الحديث، ويُعرف باسم أبو عبدالله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي (بالولاء) القزويني. وُلِد في سنة 209 هجريّة، وينتمي إلى مدينة قزوين التي تُعتبَر واحدة من أبرز مدن العراق العجمي. وقد حصل على لقبه من اسم والده يزيد، في حين أن لقب الربعي يُشير إلى قبائل ربيعة. يُعرف ابن ماجه بتأليفه لكتاب “السُّنن”، إلى جانب اهتمامه بتاريخ الحديث وعلم التفسير.

نشأة ابن ماجه وحياته العلمية

بدأ ابن ماجه مشواره في طلب العلم منذ طفولته؛ حيث ابتدأ بحفظ القرآن الكريم وحضور مجالس العلم والتي كانت تُعقد في مساجد قزوين. وقد تتلمذ على أيدي كبار الشيوخ في ذلك الوقت، لكنه كان يتطلع بالأساس للاطلاع على مزيد من الروايات الحديثية، مما دفعه إلى القيام برحلة طلب علم خارج قزوين في عام 233 هجريّة، وكان تجاوز عمره العشرين حينها.

كانت خراسان الوجهة الأولى التي زارها ابن ماجه، تلتها نيسابور ثم البصرة والكوفة وبغداد، كما زار محافظة واسط ودمشق وحمص ومصر والمدينة المنورة ومكة. بعد أن أنهى رحلته، عاد إلى قزوين ليقوم بتدوين ما تعلّمه من حديث، ليصبح فيما بعد أحد أبرز رواة الحديث وأوثقهم. وقد خصص وقتاً لتعليم الطلبة الذين قدموا إليه من مختلف الأماكن.

مكانة سُنن ابن ماجه

يُعتبر أبو الفضل القيسراني المقدسي هو أول من ضمّن كتاب “سُنن ابن ماجه” ضمن الكتب الخمسة المعتمدة في علم الحديث، وهي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسُنن أبي داود، وسُنن النسائي، وجامع الترمذي. قام بتأليف كتاب “أطراف الكتب الستة” الذي جعل اسم ابن ماجه يُذكر بين الأئمة والفقهاء البارزين. وقد أشار الحافظ ابن كثير إلى أهمية كتاب السُّنن بقوله: “صاحب كتاب السُّنَن المشهورة، التي تدل على جهوده وعلمه والعمق الذي بلغه، بالإضافة إلى اتّباعه للسُّنَن في الأصول والفروع”.

وفاة ابن ماجه

توفي الإمام الحافظ ابن ماجه في سنة 273 هجريّة، تحديداً في شهر رمضان المبارك يوم الاثنين. ودفن في اليوم التالي في المدينة المنورة. يُذكر أن أخاه أبو بكر هو من صلى عليه، وشارك في دفنه كل من أخويه أبي عبدالله وأبي بكر وابنه عبدالله.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *