تعد معجزة الإسراء والمعراج رحلة استثنائية دعا الله نبينا محمد للقيام بها، مما يجعلها تستحق منّا تسليط الضوء على كل تفاصيلها واستنباط الدروس والعبر منها.
تتألف هذه المعجزة من عدد من الأحداث المدهشة، وقد شرف الله نبينا بالقيام بها بعد عام الحزن الذي فقد فيه السيدة خديجة وعمه، وهما أقرب شخصين إلى قلبه.
مقدمة بحث عن معجزة الإسراء والمعراج
- “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (سورة الإسراء).
- تشير هذه الآية إلى أن الله مكن عبده محمد من القيام برحلة ليلية من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس الذي تحيط به أراضٍ مباركة.
- هناك توافق واسع بين علماء المسلمين على أن النبي محمد سافر بجسده وروحه في هذه الرحلة.
- بدأت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
- وقد نبه هؤلاء العلماء إلى أن من ينكر هذه المعجزة هو منكر لنص صريح في القرآن.
- قبل انطلاق النبي في هذه الرحلة، تم فتح سقف البيت الذي كان يقيم فيه، ونزل منه جبريل عليه السلام.
- تلقى نبينا محمد العناية الربانية حيث تم فتح صدره وغسله بماء زمزم، ثم أفرغ جبريل شيئًا من قلبه ليزيد من حكمته وقوة إيمانه.
- كان هذا التحضير من أجل إعداد رسول الله لمعايشة عجائب خلق الله في العالم الأعلى.
تعريف الإسراء
- نستهل بحثنا عن معجزة الإسراء والمعراج مع توقيت قدوم جبريل عليه السلام إلى النبي محمد بحيوان أبيض يُطلق عليه “البراق”، الذي كان أكبر بقليل من الحمار وأصغر من البغل.
- هذا الحيوان هو أحد حيوانات الجنة، حيث سحب جبريل البراق من أذنه وأمر النبي بركوبه، وكان البراق يسرع على نحو مذهل، حيث كانت خطواته تبتعد عن أنظارهم.
- بعد ذلك، وصل النبي وجبريل إلى أرض تحتوي على أشجار النخيل.
- أمر جبريل النبي بالنزول والصلاة، وصلى النبّي ركعتين.
- استفسر جبريل عن مكان صلاة النبي، وأجابه النبي: “الله أعلم”، فرد عليه جبريل بأنه في يثرب، المعروفة الآن بالمدينة المنورة.
- واصل البراق الرحلة مع النبي وجبريل حتى وصلا إلى مكان آخر، حيث طلب جبريل من النبي النزول والصلاة، ومن ثم أخبره أنه في طور سيناء.
- توالت المحطات، حتى وصولهم إلى بيت لحم، حيث استمر النبي في الصلاة.
- وأخيراً، دخلوا مدينة القدس، حيث توجه النبي إلى المسجد الأقصى.
- هناك ربط النبي البراق بحلقة خاصة، ودخل المسجد حيث جمع الله الأنبياء من آدم إلى عيسى.
- تقدم النبي محمد ليقودهم جميعًا في الصلاة، مما يدل على مكانته العالية بين الأنبياء.
ما رآه النبي أثناء رحلة الإسراء
- في رحلته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كان هناك مشاهد رائعة أمام النبي.
- سمح الله له برؤية بعض المعجزات العظيمة، بما في ذلك مشهد امرأة عجوز adorned بمجوهرات رائعة.
- رغم أنها كانت ترتدي مجوهرات ثمينة، أشار جبريل إلى النبي بعدم الالتفات إليها.
- شهد النبي أيضاً إبليس، الذي لم يجرؤ على معاكسة طريق النبي أو التحدث معه.
- كما استنشق النبي رائحة عطرة، وسأل جبريل عنها، ليخبره أنها آتية من قبر ماشطة فرعون، التي كانت مؤمنة وتمسح شعور ابنة فرعون.
- بالرغم من المعاناة التي شهدتها، إلا أن رائحة قبرها الطيبة تدل على عظيم مقامها عند الله.
المعجزات المدهشة التي رآها رسول الله
- خلال الرحلة، شهد النبي أشخاصًا يقومون بزراعة وحصاد في يومين، وأخبره جبريل بأن هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله.
- كما رأى النبي أشخاصاً تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار، وأوضح له جبريل أنهم خطباء من أمته.
- بعد ذلك، شهد النبي ثوراً يخرج من جحر صغير ويكافح للعودة.
- وفسر جبريل أن ذلك يمثل الكلمة السيئة التي لا يمكن العودة عنها.
- رأى النبي قومًا يسرحون كما تسرح الأنعام، يأكلون الضريع والزقوم.
- قال جبريل إن هؤلاء هم من امتنعوا عن دفع الزكاة.
- علاوة على ذلك، رأى رجالًا يدقون رؤوسهم بالحجارة، وشهد الذين يتهافتون على أكل اللحم المتعفن.
- قال جبريل إن هؤلاء هم الذين يعيشون على ما هو حرام، ويفرطون في الجائز.
تعريف المعراج
- بعد رحلة الإسراء، تبدأ المرحلة الثانية من المعجزة، وهي المعراج.
- صعد النبي إلى السماء، حيث صعد عبر درجات مصنوعة من الذهب والفضة.
- عند وصوله إلى السماء الأولى، طلب جبريل من البوابة أن تفتح، وسأل الملاك: “من معك؟”، فأجاب جبريل: “إنه محمد”.
- استقبل النبي آدم في السماء الأولى، وقدم له التحية والدعاء.
- رأى النبي أرواحًا مختلفة من نسله. كان آدام يضحك عند النظر إلى يمينه ويبكي عند النظر إلى اليسار بحسب مصير ذريته.
السماء الثانية والثالثة
- ثم صعد النبي إلى السماء الثانية حيث وجد الأنبياء عيسى ويحيى، اللذان كانا أبناء عمومة.
- استقبلوه بالدعوات، بينما في السماء الثالثة، قابل النبي يوسف، الذي منح الله نصف جمال الدنيا.
- استقبل يوسف النبي أيضًا بشغف ودعوات للدعاء له.
السماء الرابعة والخامسة والسادسة
- عندما صعد النبي إلى السماء الرابعة، استقبل إدريس عليه السلام.
- في السماء الخامسة، قابله هارون، شقيق موسى.
- وفي السماء السادسة، واجه النبي موسى وقاموا جميعًا بالترحيب به والدعاء له.
- ثم صعد النبي إلى السماء السابعة، حيث قابل إبراهيم، أحد أعظم الأنبياء بعد النبي محمد.
- رأى النبي إبراهيم مستندًا إلى البيت المعمور، الذي يشبه الكعبة.
- يُدخل إليه 70,000 ملك يوميًا بلا عودة حتى يوم القيامة.
سدرة المنتهى
- في السماء السابعة، رأى النبي سدرة المنتهى، وهي شجرة ضخمة، ذات ثمار كبيرة وأوراق كآذان الفيلة.
- تتجمع الفراشات الذهبية حولها، مما يضفي جمالًا لا يوصف.
- واصل النبي صعوده إلى أماكن أرقى حيث دخل الجنة، ورأى جزاء أهل الجنة وكيف يكون حالهم، مع العلم أن أغلبهم من الفقراء.
- عند رؤية العرش، أدرك النبي أنه أكبر خلق الله ولم يُخلق مثله.
- كما أن السماوات السبع والأرض تظل مقارنة بالعرش الصغيرة كحلقة ألقيت في صحراء.
- ولا شك أن العرش علامة على ربوبية الله وقوته.
صرير الأقلام
- صعد النبي إلى منطقة سمع فيها صرير الأقلام الخاصة بالملائكة الذين ينسخون من اللوح المحفوظ.
- هنا، سمع النبي محمد كلام الله، الذي يتجاوز كل معاني الكلام البشري.
الصلوات الخمس
- استوعب النبي من الحديث مع الله فرضية الصلوات الخمس.
- في البداية كانت خمسين صلاة، ولكن بعد مشورة موسى، تم تخفيضها إلى خمس صلوات.
- وهكذا اختتم النبي محمد رحلته المباركة.
الأنبياء الذين شاركوا في الإسراء والمعراج
- سيدنا آدم عليه السلام.
- سيدنا عيسى ويحيى عليهما السلام.
- سيدنا يوسف عليه السلام.
- سيدنا إدريس وهارون عليهما السلام.
- سيدنا موسى وإبراهيم عليهما السلام.