تُعتبر الزكاة واحدة من الأركان الأساسية للإسلام، حيث تشغل المرتبة الثالثة في هذه الأركان. يلتزم كل مسلم بتطبيقها جنبًا إلى جنب مع باقي الأركان.
تم ذكر الزكاة في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث، مثلما ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم (مانع الزكاة يوم القيامة في النار)، رواه الطبراني.
تؤثر الزكاة بشكل إيجابي على حياة كل مسلم، وتساهم في تعزيز القيم الإنسانية في المجتمع.
تعريف الزكاة – لغوي واصطلاحي
تعرف الزكاة لغويًا بأنها تعني النماء والطهارة، حيث تُطهر المال وتزيده وتساعد أيضًا على تطهير الشخص من الذنوب.
أما تعريف الزكاة من الناحية الاصطلاحية فهي فريضة مفروضة على المسلمين، وهي حق الفقراء في أموال الأغنياء.
عرف بعض الفقهاء الزكاة بأنها مقدار محدد يجب إخراجه من أموال معينة في وقت معين.
وفي هذا السياق، قال البعض إن الزكاة هي إخراج نسبة من المال لزيادة باقي المال.
تشمل الزكاة أموالًا محددة مثل الثمار والسلع التجارية والذهب والفضة والأنعام كالأغنام والأبقار.
أحكام الزكاة
بعد التعرف على معنى الزكاة، من الضروري فهم أحكامها. قال الله تعالى في كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ… ويوم يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ…) (سورة التوبة الآيات 34-35).
تشمل أحكام الزكاة كل ما يتعلق بها، من التعريفات وطرق إخراجها، إلى فوائدها ومعرفة مصارفها، والفروق بينها وبين الصدقة، وأنواع الزكاة وطريقة حسابها.
فوائد الزكاة
تساعد الزكاة في تطهير النفوس من الصفات السلبية مثل البخل والطمع.
تعمل على تحقيق نوع من المساواة بين الأغنياء والفقراء.
تقرب الزكاة العباد من الله سبحانه وتعالى.
يمحو الله ذنوب المتصدقين.
تعتبر الزكاة من الأسباب التي تدخِل المسلم الجنة.
مصارف الزكاة
بعد التعرف على تعريف الزكاة، يُعتبر معرفة مصارفها جزءًا من أحكامها. تشير مصارف الزكاة إلى الفئات التي تُصرف لها. قال الله تعالى:
تشمل مصارف الزكاة ثمانية فئات: الفقراء، المساكين، العمال لجمعها، المؤلفة قلوبهم، المَدينين، والمجاهدين في سبيل الله، وابن السبيل.
أنواع الزكاة
تتضمن الزكاة عدة أنواع، بدءًا من زكاة المال، وهي نسبة يتم إخراجها من المال الذي يمتلكه الفرد. مثلاً، إذا كان لدى شخص 10000 جنيه، يجب عليه إخراج 5% كزكاة، أي 250 جنيه.
تشتمل أيضًا على زكاة الحيوان، التي تُخرج عن الإبل والأغنام والثيران.
أما بالنسبة لزكاة الذهب والفضة، فهي تتطلب حساب الوزن ومقدار الزكاة وفقًا لسعر السوق.
توجد أيضًا زكاة عيد الفطر، التي تُخرج بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان وقبل فجر العيد، وهي فريضة على كل مسلم.
زكاة الثمار والزراعات، والتي تُحتسب بنسبة 3 كيلوغرامات.
شروط أداء الزكاة
يجب على أي شخص ينوي إخراج الزكاة أن يكون مسلمًا ومؤمنًا بالله.
في السابق، كان يجب ألا يكون الشخص عبدًا، لكن الإسلام قد ألغى العبودية.
يجب أن يكون المال المشار إليه زائدًا عن احتياجات الفرد.
يجب أن يكون قد مر عام هجري كامل على المال الذي ستخرج عنه الزكاة.
لا بد أن يكون المال حلالاً، وإلا فلن تُحسب الزكاة.
يمكن للمتصدق إعطاء الزكاة لبعض المصارف وليس كلها.
يجب أن يتمتع الدواب المملوكة بالاستدامة لكي لا تُحتسب زكاتها.
التعفف مطلوب أثناء إخراج الزكاة وعدم الكشف عن كميتها.
الفرق بين الزكاة والصدقة
الزكاة تُعرّف بأنها طهارة وحق مالي مُحدد يُخرج في أوقات معينة، في حين أن الصدقة هي إنفاق مالي من أجل التقرب إلى الله.
تُفضل الزكاة على أموال معينة مثل الذهب والفضة والثمار، بينما لا ترتبط الصدقة بأصناف محددة.
تُعطى الزكاة لفئات معينة أوصى بها الله، في حين يمكن توزيع الصدقة كما يشاء المعطي.
إذا توفي شخص دون إخراج زكاته، يُلحق ذلك إلى ورثته، أما الصدقة فلا تُورث.
الزكاة لا تُعطى للأصول والفروع، بينما يمكن إعطاء الصدقة لهم.
الزكاة مُخصصة للفقراء فقط، بينما يمكن إعطاء الصدقة للجميع.
بعض الفقهاء قرروا أنه لا يجوز إعطاء الزكاة للكافرين، بينما يمكن إعطاء الصدقة.
كما أن الزكاة لا تُعطى للزوجة ولكن يمكن تقديم الصدقة لها.