تعتبر بيداغوجيا المشروع في مادة النشاط العلمي مجموعة من العمليات الحديثة التي تتم المفاوضة بشأنها، وهي محدودة زمنياً وموجهة لتحقيق أهداف معينة، حيث يتم بناء هذه الأنشطة على أساس معرفي قوي.
بيداغوجيا المشروع في مادة النشاط العلمي
- يمكن تعريف بيداغوجيا المشروع في مادة النشاط العلمي بأنها مجموعة من الأنشطة المخطط لها والمقترحة بهدف الوصول إلى نتائج محددة، انطلاقاً من مدخلات معينة، وذلك من خلال مراحل منظمة ترتبط ببعضها البعض.
- تمثل بيداغوجيا المشروع التزاماً بمهمة إنجاز حقيقية يحددها المتعلمون وفق اختياراتهم وحاجاتهم، وبناءً على الموارد المتاحة في بيئتهم.
- تشكل المشاريع تحديات حقيقية تتطلب التعامل مع مشكلات متنوعة، فضلاً عن استثمار المعارف والمهارات السابقة، وابتكار مواقف تعليمية جديدة.
- تعد هذه البيداغوجيا مقاربة تربوية تساهم في تمكين التلميذ من بناء معارفه عبر منطق تعاقدي، وتعتمد بشكل أساسي على الدافعية التي تحفز التلاميذ.
الأسس النظرية لبيداغوجيا المشروع
- تستند بيداغوجيا المشروع في مادة النشاط العلمي إلى أصول نظرية مستمدة من النظرية السوسيو-بنائية، حيث يشير مفهوم التعلم الحديث إلى أهمية انخراط المتعلم.
- يعتمد ذلك على التواصل معه وتقديم الدعم له، مما يساعده على فهم المعارف من خلال خلق وضعيات تجمع بين القلق والتوازن.
- يشير مصطلح التوازن إلى البحث عن حالات متزنة، حيث توفر البيداغوجيا الحديثة فسحة واسعة لنشاط المتعلم.
- تساهم الأبحاث الحديثة في علم النفس في تعزيز هذه البيداغوجيا، حيث تُظهر أن العقل البشري مقسم إلى قوالب، كل منها مسؤول عن عمليات ذهنية وذكاءات معينة قابلة للتطوير.
- تهتم بيداغوجيا المشروع بتوصيل النشاط العقلي بالنشاط العملي الإبداعي للمتعلمين، معتمدة بشكل أساسي على نظرية التفكير النقدي والإبداعي.
- كما أن تكامل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع بيداغوجيا المشروع أفضى إلى اعتقاد واسع بأن هذه التقنية كانت أحد العوامل المحورية في ظهور بيداغوجيا المشروع.
أبحاث بيداغوجيا المشروع
يُعتبر داوي واحداً من الرواد الذين اهتموا ببيداغوجيا المشروع، حيث وضع رؤية جديدة للتعلم باعتباره فعلاً منظماً لتحقيق أهداف معلنة، تقترح على المتعلمين إنجاز مشاريع تستدعي منهم استثمار طاقاتهم العقلية.
خصائص بيداغوجيا المشروع
- يتمحور المشروع حول احتياجات التلميذ، ويكون قابلاً للتطبيق.
- يمتلك المشروع قيمة تربوية حقيقية، حيث يعتمد بشكل كبير على الفعل الذي يبدأ وينتهي منه.
- تشجع هذه البيداغوجيا الحوار والتشاور بين الأفراد المشاركين.
- تحفز التلميذ على الابتكار والتجديد في أفكاره.
- يتحمل المتعلم مسؤولية إنجاز المهمة بنفسه، مما يعزز ثقته في قدرته على التعلم المستقل.
مزايا التدريس حسب بيداغوجيا المشروع
- تمزج الحياة المدرسية مع الحياة الاجتماعية، مما يجعل التعليم تجريبياً من خلال مشاريع ملموسة.
- تعزز الربط بين المواد الدراسية، مما يساهم في تنمية روح التعاون بين المتعلمين.
- تعتمد على التشاور والتعاقد بين أعضاء الفريق لتحقيق نتائج ممكنة في زمن محدد.
- تعزز من روح التعاون والعمل الجماعي خلال إنجاز المهام.
- تحترم أنماط التعلم المختلفة، وفقاً لمبدأ التمييز والذكاءات المتعددة.
- تشجع المتعلمين على الابتكار والإبداع والتصرف بحكمة في مواجهة المشكلات.
- تغرس في التلميذ روح المبادرة والقيادة وتحمل المسؤولية.
- تعود المتعلم على بناء علمه بنفسه، مما يدفعه إلى الاعتماد على نفسه في التعاون والبحث عن المعلومات واستخدامها في سياقات جديدة.
خطوات المشروع البيداغوجي
1- مرحلة التصور العام لطبيعة المشروع وأهدافه
- تُعتبر هذه المرحلة بالغة الأهمية، حيث تتطلب جمع الأفكار وإعداد تصورات واضحة حول المشروع المراد تنفيذه.
- يتم صياغة الموضوع بدقة ووضوح.
- الدوافع: يتم طرح أسئلة حول الأسباب الكامنة وراء اختيار هذا المشروع.
- الأهداف والفرضيات: يجب تحديد مجموعة من الفرضيات أو توقع النتائج المرتقبة.
2- مرحلة الإعداد: الجانب العملي اللوجستي والتنظيمي
- تشمل هذه المرحلة تجهيز أدوات العمل وإعداد الأساليب التنظيمية اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة.
- تحديد الموارد والأدوات اللازمة بدقة لاستخدامها أثناء تنفيذ المشروع.
- وضع جدول زمني تفصيلي لمدة التنفيذ أو لكل مرحلة من المراحل.
- توزيع المهام على الطلاب أو المجموعات بما يتماشى مع مهاراتهم وكفاياتهم.
- توقيع الالتزامات والتعهدات من قبل الطلاب في إطار التعاون البيداغوجي.
- تحديد طبيعة الشركاء والمتدخلين في المشروع من خارج المؤسسة.
3- مرحلة الإنجاز: تنفيذ المشروع
- تتم خلال هذه المرحلة مباشرة عملية تنفيذ المشروع باستخدام الأدوات المناسبة، مع الالتزام بالمحددات المُعتمدة مسبقاً.
- يتم احترام المهام المنوطة بكل فرد أو مجموعة، مع التركيز على الأهداف الرئيسية، والاستعانة بتوجيهات المعلم في حال ظهور أي صعوبات.
4- المرحلة الأخيرة: مرحلة التقييم
- تتضمن هذه المرحلة مراجعة ما تم إنجازه في بيداغوجيا المشروع، والتحقق من إمكانية تصحيح المسار وتجاوز التحديات المحتملة أثناء التنفيذ.
- من الضروري إجراء تقييم شامل للمشروع لقياس مدى نجاحه.
- يساعد هذا التقييم على تحديد نقاط القوة والضعف، والتي يمكن الاستفادة منها في المشاريع المستقبلية، إذ إنها مرحلة هامة للمعلمين.
نماذج ومراجع لمشاريع بيداغوجيا
- مشروع مكتبة الفصل يُعتبر من النماذج البيداغوجية الناجحة، إلى جانب منشورات عالم التربية.
- مراجع مثل معاجم علوم التربية تأليف عبد الكريم غريب.
- الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي، منهجية تدبير المشروع التربوي تأليف الدكتور الوارث الحسن.
عناصر هامة في بيداغوجيا المشروع
- الحاجات الفردية أو الجماعية وفق الأولويات.
- تحديد الأهداف.
- اختيار الوسائل والاستراتيجيات المناسبة.
- تحديد المتدخلين والشركاء.
- توزيع المهام والمسؤوليات بدقة.
- تحديد المدى الزمني لإنجاز المشروع.
- أشكال التقييم والمتابعة.
- تعديل وتدقيق المشروع بناءً على مستجدات العمل.
وظائف بيداغوجيا المشروع كما حددها برو نوت
- الوظيفة الاقتصادية: تقوم بتحديد المشروع وتخطيطه وفقاً لاحتياجاته من الموارد المادية والمالية.
- الوظيفة العلاجية: تهدف إلى تجديد اهتمام المتعلم بالمدرسة من خلال تشجيعه على الانخراط في مشروع ذي معنى بالنسبة له.
- الوظيفة الاجتماعية: تتطلب بالضرورة تدخل الشركاء لتحقيق آمال المشروع.
- الوظيفة الديالكتيكية: تحدد وتوجه الأفعال البيداغوجية بما يرتبط بمعالجتها المقطعية والأهداف الجديدة.
- الوظيفة السياسية: حين تصبح بيداغوجيا المشروع هدفاً أساسياً في التربية، يتعين أن تضمن تكوين مواطنين مشاركين بشكل فعّال.
أدوار المعلم في بيداغوجيا المشروع
- تحديد المعارف المرتبطة بالمشروع.
- تقييم إمكانية تنفيذ المشروع من خلال رصد الموارد التعليمية المناسبة.
- التصرف كوسيط وميسر وليس كمالك للمعرفة.
- قبول الاختلاف والقدرة على دمج جميع المتعلمين.
- تدبير عمل المجموعات وحل النزاعات المتنوعة.
- فتح المدرسة على محيطها الخارجي لتجربة ممارسات جديدة.
- تشجيع المتعلم من خلال إبراز إيجابياته بدلاً من سلبياته.
- تقييم سيرورة العمل والخطوات المتبعة مع تقدم المشروع.
- التعاون مع الشركاء من مختلف المؤسسات.
- التنسيق مع الوزارة الممثلة في الأكاديمية الجهوية تشمل جميع الأطراف المعنية.
- التعاون مع الجماعة المحلية لدعم المشروع وتوفير الإمكانيات اللازمة.
- المساهمة من قبل جمعيات أولياء الأمور في النشاطات المدرسية.
- استغلال خبرات المجتمع المدني في تنويع الأنشطة الثقافية والتربوية.
موارد المشروع
- الموارد الداخلية للمؤسسة، تشمل الأطر التربوية والإدارية.
- المتعلمون كموارد بشرية، وتوافر قاعات ملائمة للعمل.
- المساهمات الخارجية من الشركاء مثل الأكاديمية والمديرية.
ندعوكم لزيارة مقالنا عن: