علامات وأعراض الإصابة بالعين والحسد

مفهوم العين والحسد

تعرف العين في اللغة بتعريفات متعددة حسب السياق، فقد تشير إلى عضو البصر، أو مياه الينابيع، أو الأشخاص في مجتمع معين، أو حتى إلى الحسد أو الشيء النفيس. وفي السياق الذي نتحدث عنه، هي الإصابة بالعين، ويقال عن الرجل بأنه “عيون” أي جاءته الإصابات بالعين كثيرًا. أما الحسد، فيعرف ببغض الإنسان لنعم الله على الآخرين وتمنّي زوالها منهم. نستعرض فيما يلي التعريف الشرعي لكل من العين والحسد:

  • تعريف العين شرعاً: هي رؤية الإنسان شيئًا يُعجبه أو يُدهشه، فيدخل ذلك في قلبه، دون أن يذكر الله عليه أو يقول “ما شاء الله بارك الله”، مما يؤدي إلى تأثيرات لاحقة بسبب نظراته، قد تُصيب شخصًا أو ممتلكات، وتأتي من الأشخاص الصالحين وغير الصالحين.
  • تعريف الحسد شرعاً: هو رغبة الإنسان في زوال نعم الله عن الآخرين، حيث يتمنى الفشل للناجحين، والصعوبات بين الأزواج، ويدعو لزوال الرفاهية عن الأغنياء، يظهر ذلك في النفوس غير الراضية بما قسم الله لها، مما يؤدي بها إلى إنكار نعم الله على عباده.

أعراض العين والحسد

لا تحدث الإصابة بالعين أو الحسد إلا بتقدير الله، وغالبًا ما يخطىء الكثير في تفسير أي عارض أو مشكل يأتيهم على أنه نتيجة للعين أو الحسد، مما يجب أن يحث المؤمن على حسن الظن بالله وتوكل عليه. ينبغي أن يدرك أن كل ما يصيبه هو بقدر الله، ولا يستطيع أحد إلحاق الضرر به إن لم يكن مكتوبًا له. مع ذلك، يمكن للإنسان أن يتحصن بالأذكار والرقية. إذا تعرض الشخص حقًا للحسد، فمن المحتمل أن يعاني من أعراض مثل الضيق والاكتئاب، ولكن من الضروري كذلك البحث عن أسباب طبية وراء الأعراض وعلاجها. لذلك، يجب على المؤمن المحافظة على دعاء ربه وأذكاره والتوكل عليه بإخلاص.

الفروق بين العين والحسد

توجد العديد من الفروق بين العين والحسد، وسوف نوضحها فيما يلي:

  • السبب الرئيسي: العين تحدث بسبب الإعجاب والتقدير، بينما الحسد ينجم عن الحقد والرغبة في زوال النعم عن الآخرين.
  • العموم والخصوص: الحسد أوسع من العين؛ كل عائن حاسد، لكن ليس كل حاسد عائن. وهذا ما يوضحه القرآن الكريم في سورة الفلق، حيث يُستعاذ من الحاسد ويشمل ذلك العائن أيضًا.
  • الأثر والمصدر: يتسبب الحسد والعين في الأذى للمعيون والمحسود، لكن يتباين مصدرهما؛ إذ أن العين تأتي من نظرة مباشرة، بينما الحسد ينشأ من قلب متجرد من القناعة.
  • الأثر على النفس: يُمكن أن تصيب العين مال الشخص أو صحته، ولكن لا يُمكن أن يُحسد بالضرورة.
  • طبيعة النفس: يمكن أن تأتي العين من إنسان صالح يعجب بشيء دون أن يتمنى زواله، بينما يظل الحسد ظاهرة مرتبطة بالنفوس الخبيثة.

طرق علاج العين والحسد

ينبغي لمن يعجب بشيء أن يذكر الله فيقول: “ما شاء الله”، أو “لا قوة إلا بالله”، أو “بارك الله”، إذ تلتصق الإصابة أحيانًا بالمعيون بغير إرادة العائن. من الجيد أن يذكر الشخص الله عندما يرى نعم الله على الآخرين، ولعلاج العين، يمكن طلب المعيون من العائن أن يغتسل بالماء، ذلك بناءً على ما ورد في السنة النبوية. فعندما أعجب عامر بن ربيعة بجلد سهل بن حنيف، تأثرت حالته وسقط مغشيًا عليه، وعندما أخبر النبي محمد عن ذلك، أمر عامر بأن يغتسل لتساعد الفيوضات الراسخة في علاج تلك الحالات.

أفضل الاحتياطات يكون من خلال الالتزام بطاعة الله والذكر الدائم له، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء وسؤال الله العافية. نستعرض بعض الأدعية والأذكار المفيدة:

  • قراءة سورة الفاتحة، فهي شفاء بإذن الله.
  • الحرص على قراءة آية الكرسي.
  • المحافظة على قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين وتكرارها.
  • قراءة الرقية الشرعية والدعاء بالأذكار الخاصة بالصباح والمساء.
  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.
  • قراءة سورة الكافرون.
  • قراءة الآية: (قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى) والدعاء بهذا الدعاء: (باسمِ اللهِ أَرقِيك من كلِّ شيءٍ يُؤذِيك من شرِّ كلِّ نفسٍ وعينٍ حاسدةٍ، باسمِ اللهِ أَرقِيك، واللهُ يَشفِيك).
  • الاستعانة في قضاء الحوائج بالكتمان، وعدم إخبار الآخرين بنعم الله إلا للموثوق بهم.
  • النَفْث عند القراءة كما كان يفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *