الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وتأثيراتها الصحية

تلوث المياه

يُعرف تلوث المياه (بالإنجليزية: Water pollution) على أنه إدخال مواد غير طبيعية إلى المياه العذبة أو المالحة، مثل الأنهار والبحيرات والمحيطات، مما يؤدي إلى تغيير في وظائف هذه المياه في النظام البيئي، أو يحد من فوائدها واستخداماتها. وتتنوع المصادر الملوثة للمياه، فقد تشمل كائنات دقيقة، مواد كيميائية، مواد مشعة، وأيضاً الحرارة.

الأمراض الناتجة عن تلوث المياه

تتسبب الكثير من ملوثات المياه في إصابة الإنسان بأنواع متعددة من الأمراض، حيث تُعتبر مياه الصرف الصحي المصدر الرئيسي للملوثات، إذ تحتوي على كائنات مرضية ومواد عضوية. تؤدي هذه المواد إلى تدهور جودة المياه، حيث يُحلل البكتيريا العضويات الموجودة في المياه العادمة، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في مستوى الأكسجين الذائب، وبالتالي يؤثر سلباً على خصائص مياه الأنهار والبحيرات. كما أن المواد السامة الملوثة مثل الرصاص والزئبق والمبيدات الحشرية قد تتسبب في إصابة الإنسان بأنواع من السرطانات وعواقب خلقية. وفيما يلي بعض الأمراض المرتبطة بتلوث المياه:

الأمراض المسببة للإسهال

يسبب الإسهال وفاة 1.4 مليون طفل سنوياً وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية. ويعتبر من الأعراض الشائعة لدخول كائنات مرضية إلى الجهاز الهضمي، حيث تصل معظم هذه الأمراض إلى الإنسان من خلال مياه الشرب الملوثة، أو سوء تصريف مياه الصرف الصحي، أو نقص النظافة. إليك بعض الأمراض التي قد تسبب الإسهال نتيجة تلوث المياه:

  • الكوليرا (بالإنجليزية: Cholera): هي عدوى بكتيرية تؤدي إلى إسهال حاد قد يسبب الجفاف والموت إذا لم يعالج بشكل مناسب. يعتمد العلاج بشكل رئيسي على إعادة السوائل المفقودة واستخدام المضادات الحيوية لتقليل انتشار البكتيريا.
  • الزُحار (بالإنجليزية: Dysentery): هي عدوى تصيب الأمعاء، خاصة القولون، وتعتبر العدوى البكتيرية السبب الرئيسي وراءها. يمكن أن تسبب الزُحار تشنجات في البطن وإسهال شديد يؤدى إلى الجفاف، كما يمكن أن تكون الحالة قاتلة. يُعالج الزُحار غالباً باستخدام المضادات الحيوية وشرب كميات كبيرة من السوائل.

التيفوئيد

يُعد تلوث مياه الشرب من العوامل الرئيسية لمرض التيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid)، وهو التهاب بكتيري يتجلى في أعراض مثل الحمى والتقيؤ والإسهال. تنتشر البكتيريا المسببة للتيفوئيد عبر الأمعاء والدم، ويمكن أن تكون قاتلة في الحالات الشديدة. يعتمد العلاج على استخدام المضادات الحيوية وتعويض السوائل المفقودة، وقد تحتاج بعض الحالات الخطيرة إلى تدخل جراحي لعلاج الأضرار التي لحقت بالأمعاء.

داء الفيل

تشير التقارير إلى أن تلوث المياه مسؤول عن 66% من حالات الإصابة بداء الفيل أو داء الخيطيات اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymphatic filariasis). ينتج العدوى عن لدغات البعوض والبيئات الملوثة بمياه تحتوي على مواد عضوية. تؤثر العدوى على الجهاز اللمفاوي، وعادةً ما لا تظهر الأعراض على الأطفال حتى مراحل لاحقة من حياتهم، حيث تظهر الأعراض على شكل انتفاخات وألم وعجز حركي. يُعتمد على العلاج الكيميائي لتقليل انتشار العدوى.

التراخوما

يُعتبر تلوث المياه من أبرز الأسباب التي تزيد من معدلات الإصابة بمرض التراخوما (بالإنجليزية: Trachoma)، حيث تزداد العدوى البكتيرية في المناطق التي تفتقر إلى المياه النظيفة. تبدأ أعراض التراخوما بتهيج العين، ثم تتطور إلى تورم وإفرازات قيحية، وقد تؤدي إلى العمى إذا لم تُعالج بشكل مناسب. يتضمن العلاج عادةً المضادات الحيوية أو التدخل الجراحي في المراحل المتقدمة، وتتمثل إجراءات الوقاية في توفير المياه النظيفة، والحفاظ على النظافة الشخصية، وإدارة مياه الصرف الصحي بشكل سليم لتجنب انتشار العدوى.

البلهارسيا

تُعتبر البلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosomiasis) من الأمراض المُعروفة بارتباطها بالمياه الملوثة، حيث تنتقل العدوى إلى الشخص عن طريق ملامسة المياه الملوثة، مثل السباحة في المسطحات المائية الآسنة. تتسبب الطفيليات المسببة للمرض في تدهور صحة المصاب، حيث يعاني من حمى وآلام في البطن، بالإضافة إلى وجود دم في البراز. تجدر الإشارة إلى أن بعض أنواع الحلزونات تحتضن هذه الطفيليات وتساعد في نقلها.

الملاريا

تُعد الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) إحدى الأمراض التي تشكل خطرًا كبيراً على حياة المصابين بها، حيث تنتج عن عدوى طفيلية تنتقل عادةً عبر لدغات البعوض الحامل لهذه الطفيليات. تنتقل الطفيليات إلى الدم وتستقر في الكبد قبل أن تصيب خلايا الدم الحمراء. تسبب هذه الطفيليات في تدهور صحة المصاب، مما يؤدي إلى أعراض مثل الحمى والغثيان والصداع. في المراحل المتقدمة من المرض، قد يحدث انتفاخ للأوعية الدموية وفشل في وظائف الأعضاء الحيوية. يرتبط انتشار الملاريا بتلوث المياه، إذ تُعتبر المياه الراسخة بيئة مثالية لتكاثر البعوض. أظهرت الدراسات أن تجفيف هذه المياه وتحسين تقنيات الري يمكن أن يقلل من الإصابات بالملاريا بنسبة تصل إلى 42%، مما يعني إنقاذ أكثر من نصف مليون حالة وفاة سنوياً بسبب هذا المرض.

داء الفيالقة

يُعرف داء الفيالقة (بالإنجليزية: Legionnaires’ Disease) بأنه نوع من الالتهاب الرئوي البكتيري، والذي يمكن أن تصل عدواه إلى الإنسان عبر استنشاق رذاذ ماء ملوث. يعاني المصاب من أعراض تشمل حمى شديدة، سعال، صداع وآلام في الجسد.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *