تتعلق أمراض البنكرياس بمجموعة من الحالات الصحية التي تؤثر على أداء هذا العضو الحيوي، الذي يعد غدة طويلة ومسطحة تقع خلف المعدة في الجزء العلوي من البطن.
يكون البنكرياس مسؤولًا عن إفراز الإنزيمات التي تسهم في عملية الهضم. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز الأمراض التي قد تصيب البنكرياس، بالإضافة إلى أعراضها وطرق علاجها.
التهاب البنكرياس
يحدث التهاب البنكرياس نتيجة لاضطراب الإنزيمات الهاضمة التي يفرزها البنكرياس، مما يؤدي إلى هضم خلايا البنكرياس نفسها.
يمكن تصنيف التهاب البنكرياس إلى نوعين: التهاب حاد ومزمن، وكلاهما يعتبران من الحالات الصحية الخطيرة.
قد يؤدي هذان النوعان إلى العديد من المضاعفات الصحية، وفيما يلي شرح تفصيلي لكل منهما:
التهاب البنكرياس الحاد
يظهر التهاب البنكرياس الحاد بشكل مفاجئ، وغالبًا ما يستمر لفترة قصيرة من الزمن تتراوح عادة بين عدة أيام بعد تلقي العلاج.
تعتبر حصوات المرارة من الأسباب الشائعة لهذا الالتهاب، ومن الأعراض الشائعة له الشعور بألم شديد في الجزء العلوي من البطن، والغثيان، والتقيؤ.
التهاب البنكرياس المزمن
يُعد التهاب البنكرياس المزمن من الأمراض المستعصية التي يصعب علاجها، حيث تزداد أعراضه سوءًا بمرور الوقت.
يُعتبر شرب الكحول من الأسباب الرئيسية لتطور التهاب البنكرياس المزمن. ويُمكن أن يحدث أيضًا نتيجة للإصابة بحالات وراثية مثل التليف الكيسي.
تشمل الأعراض الشائعة لفقدان الوزن الغير مبرر، والغثيان، والتقيؤ، وتجربة براز دهني.
سرطان البنكرياس
ينتج سرطان البنكرياس عن نمو غير طبيعي للخلايا في أحد أجزاء البنكرياس، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على وظيفة البنكرياس.
ومن الجدير بالذكر أن سرطان البنكرياس يمكن أن يصيب خلايا الغدد الإفرازية الداخلية والخارجية، حيث تختلف الأعراض والعوامل المسببة وعوامل الخطر وطرق العلاج والتشخيص بالنسبة لكليهما.
ومع أن سرطان الغدد الإفرازية الخارجية هو الأكثر شيوعًا، فإن سرطان الغدد الإفرازية الداخلية يشكل فقط 5% من حالات سرطان البنكرياس.
أعراض سرطان البنكرياس
تظهر مجموعة من الأعراض والعلامات على المصابين بسرطان البنكرياس. ومن المهم أن نلاحظ أن وجود أي من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، ولكن يجب استشارة الطبيب عند ظهور أي منها. تصنف الأعراض كما يلي:
سرطان الغدد الإفرازية الخارجية
غالبًا ما لا تظهر أعراض فور الإصابة بسرطان الغدد الإفرازية الخارجية، بل يظهر الأعراض عادةً عندما ينتشر السرطان في الجسم، وتشمل:
- الألم في البطن أو الظهر، خصوصًا إذا كان السرطان يقع في منتصف البنكرياس أو نهايته، مما قد يسبب ضغطًا على الأعضاء المجاورة.
- فقدان الشهية، والذي يتبعه فقدان وزن ملحوظ غير مقصود.
- الغثيان والتقيؤ نتيجة الضغط على المعدة.
- تجلط الدم، والذي قد يظهر في الأوردة الكبيرة، مثل أوردة الساق.
- اليرقان بسبب تراكم مادة البيليروبين، مما يؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين ولون البول الداكن.
من المفيد أن تقرأ:
سرطان الغدد الإفرازية الداخلية
غالبًا ما يؤدي هذا النوع من السرطان إلى إفراز كميات مفرطة من الهرمونات إلى الدم، ومن أهم الأعراض:
الورم الغلوكاغوني
- يدفع هذا الورم إلى إفراز الغلوكاغون، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وحدوث مرض السكري.
الورم الإنسوليني
- يسبب هذا الورم زيادة إفراز الأنسولين، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم.
الورم الغاستريني
- يسبب هذا الورم زيادة إفراز هرمون الغاسترين، مما يحفز المعدة على إفراز مزيد من الأحماض، مما يترتب عليه تقرحات وآلام وغثيان وفقدان شهية وحالات نزيف داخلي.
علاج أمراض البنكرياس
- يتم علاج التهاب البنكرياس الحاد في المستشفى باستخدام الأدوية عن طريق الحقن الوريدي، بالإضافة إلى مسكنات للألم. وعادة ما تستمر النوبة الحادة لعدة أيام، إلا إذا حدثت مضاعفات خطيرة.
- يتطلب علاج التهاب البنكرياس المزمن استخدام إنزيمات البنكرياس على شكل أقراص يتم تناولها مع الطعام لتحسين امتصاص المواد الغذائية.
- ينصح باستخدام الأنسولين عند اللزوم في حالات الالتهاب المزمن، إذا كانت وظيفة البنكرياس متأثرة.
- يمكن أن تساعد الجراحة في تخفيف الألم المرتبط بالتهاب البنكرياس المزمن، وخاصةً إذا كانت الحالة ناتجة عن انسداد في قنوات البنكرياس.
- عليك تجنبالكحول واتباع التعليمات الطبية لتحقيق الشفاء الأمثل.
- من المهم تناول الأدوية الموصوفة لتقليل نوبات الألم الناتجة عن التهاب البنكرياس.