تأثير الكلمات السلبية على المجتمع
تمتلك الكلمة تأثيراً قوياً على كل من الفرد ومجتمعه. فقد نشهد كلمات تعيد إحياء مجتمع وتجعله أكثر تنبهًا، في حين أن هناك كلمات أخرى قد تدمّر المجتمعات وتسبب الضرر. من بين الآثار الضارة للكلمات السلبية على المجتمع، يمكن ذكر بعض النقاط التالية:
- قد تؤدي الكلمة السلبية إلى انهيار اقتصاد دولة بأكملها، خاصة في أوقات الأزمات الحرجة. وينعكس ذلك عندما تسهم المنابر الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر هذه الكلمات. وقد شهدنا العديد من الأمثلة الحقيقية التي تسببت فيها إشاعات كاذبة بتوتر الأسواق العالمية.
- يمكن أن تكون الكلمات السلبية سببًا في نشر الفواحش بين الناس، حيث لم تكن موجودة من قبل. وقد حذّر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من الفخر بالمعاصي، لأنها كلمات سلبية تسهم في نشر الرذيلة بعد أن سترها الله -عز وجل-. ويقول النبي: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا”.
- تؤدي الكلمات السلبية إلى تهديد الأمن وتسبب انعدام الاستقرار بين الأفراد، مما يثير الذعر في نفوسهم، خاصة خلال فترات الحرب والنكبات. فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- “لا يحل لمسلم أن يروّع مسلمًا”. فإذا كان تخويف شخص واحد محرمًا، فما بالك بتخويف مجتمع بأكمله بكلمات غير محسوبة؟
تأثير الكلمات السلبية على الفرد
كما ذكرنا سابقًا، تمتد آثار الكلمات السلبية إلى الأفراد أيضًا. ومن تأثيرات الكلمات السلبية على الفرد يمكن الاستدلال بالنقاط التالية:
- تدخل الحزن والضيق في قلب المؤمن، مما يؤدي به إلى معاناة قد لا يعلم بها سوى الله -عز وجل-. وقد أشار الله -عز وجل- إلى معاناة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبب كلمات المشركين، حيث قال: “فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق بذلك صدرك أن يقولوا: لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك”.
- يؤدي النقد اللاذع إلى اغتيال معنوي للشخص المستهدف، مما يجعل ثقته بنفسه تتلاشى ويتعرض للاكتئاب والضيق الشديد، وكل ذلك نتيجة كلمة سلبية قيلت في حقه، بغض النظر عن كونها صحيحة أو كاذبة. فالإسلام يشدد على كرامة الإنسان وضرورة ستره، وليس كل حقيقة ينبغي أن تُقال.
- قد تؤدي الكلمات السلبية إلى إثارة الفتن والأحقاد والعصبيات القبلية، مما يزيد من القلق والتوتر داخل المجتمعات ويؤثر سلبًا على الأفراد.
أهمية الكلام وتأثيره
إنّ النطق هو نعمة عظيمة منحها الله -عز وجل- للبشر، حيث يقول الله: “الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان”. يرتبط الكلام بالعديد من العبادات، كالصلاة وذكر الله -عز وجل-، إضافة إلى ارتباطه بكبائر الذنوب مثل الكفر والكذب والخيانة. كما أن تأثير الكلمة يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا، اعتمادًا على مضمونها. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم.” إنّ الجزاء المبين في هذا الحديث هو نتيجة تأثير تلك الكلمة، سواء كانت خيرًا أو شرًا.