ابن أبي حاتم
الإمام عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، المعروف بابن أبي حاتم، هو شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي. ينتمي إلى بلدة الريّ، التي تقع في بلاد الديلم بالمشرق. وُلِد في العام الأربعين ومئتين للهجرة، وعُرِف كواحد من أبرز أئمة أهل السنة، حيث كان يتمتع بعمق معرفة في مختلف علوم الدين والدفاع عن الشريعة. كما عُرِف عنه كونه من العباد والزهاد وأهل التقوى.
نشأته وحفظه للقرآن
تربى ابن أبي حاتم في بيئة علمية مباركة تحت رعاية والده، الذي ساعده في حفظ القرآن الكريم منذ صغره. بعد ذلك، أذن له والده بالانغماس في دراسة الحديث وعلومه، فضلاً عن سائر العلوم الأخرى.
رحلاته العلمية وشيوخه وتلاميذه
قام ابن أبي حاتم برحلات علمية عديدة إلى مكة، ومصر، والشام وغيرها من البلاد. ومن أبرز شيوخه كان أبو زرعة الرازي ومسلم بن الحجاج، صاحب الصحيح. وقد تلقى التعليم على يديه العديد من العلماء، من بينهم: ابن حبان البستي، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وابن إسحاق النيسابوري، ومحمد بن إسحاق بن مندة، وغيرهم. توفي -رحمه الله- في العام ثلاثمئة وسبعٍ وعشرين للهجرة في مدينة الريّ، عن عمر يناهز سبعاً وثمانين عاماً.
مصنّفاته العلمية
ترك ابن أبي حاتم وراءه مجموعة من المصنفات القيمة، تشمل: أصول السنّة واعتقاد الدين، والمعرفة، والرد على الجهمية، وبيان الخطأ في تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري، وعلل الحديث، والمراسيل، وآداب الشافعي ومناقبه، وفضائل الإمام أحمد. كما له مصنف في الجرح والتعديل، وزهد ثمانية من التابعين، بالإضافة إلى تفسيره للقرآن الكريم.
تفسير ابن أبي حاتم للقرآن الكريم
تُعتبر تفسير ابن أبي حاتم للقرآن الكريم من أهم التفاسير التي تساهم في فهم النصوص القرآنية. تميز هذا التفسير بالتأكيد على فهم القرآن من خلال السنة النبوية وما ورد عن الصحابة والتابعين، مع حرصه على توثيق رواياته بالأسانيد. وقد نال تفسيره شهرة واسعة، وأصبح مرجعًا للكثير من المفسرين من بعده. وقد استعان به ابن كثير -رحمه الله- في الكثير من كتبه، بينما أشار الإمام ابن تيمية إلى تفسيره في مجموع الفتاوى. وتشير المصادر إلى أن الإمام السيوطي قام بتلخيص تفسير ابن أبي حاتم ودمج مضمونه في تفسيره المعروف بالدر المنثور.