أسباب وطرق التعامل مع انقطاع الدورة الشهرية

احتباس الدورة الشهرية

يُعد احتباس الدورة الشهرية، المعروف طبيًا باسم (Amenorrhea)، الحالة التي تعني غياب الفترات الشهرية بشكل دائم أو مؤقت. يمكن تصنيف احتباس الدورة إلى نوعين: احتباس أولي واحتباس ثانوي. يتمثل الاحتباس الأولي في عدم حدوث الدورة الشهرية للفتاة بعد بلوغها سن 15 عامًا، بينما يشير الاحتباس الثانوي إلى غياب الدورة لفترة ثلاثة أشهر في حال كانت الدورة منتظمة، أو لفترة ستة أشهر في حالة عدم انتظامها.

أسباب احتباس الدورة الشهرية

تتعدد أسباب احتباس الدورة الشهرية، وتنقسم إلى الاحتباس الأولي والثانوي:

احتباس الدورة الشهرية الأولي

تبدأ الدورة الشهرية عادةً لدى الفتيات في الفترة ما بين 9 إلى 18 عامًا (ما يعادل 12 عامًا كمتوسط). يحدث احتباس الدورة الأولي عندما تصل الفتاة إلى سن 15 ولم تكن قد تعرضت لأي دورة شهرية، سواء ظهرت عليها علامات البلوغ الأخرى أم لا. ومن أبرز الأسباب المؤدية إلى احتباس الدورة الأولي:

  • وجود عيوب خلقية في الأعضاء التناسلية مثل الانسداد أو التضيق في عنق الرحم، أو عدم وجود فتحة في غشاء البكارة، أو حتى عدم وجود رحم أو مهبل، أو وجود حواجز مهبلية.
  • مشكلات هرمونية تؤثر على تنظيم الدورة، والتي قد تعود لأسباب عديدة مثل:
    • فقدان الشهيّة.
    • الإصابة بأمراض مزمنة كالقلبيّة أو التليف الكيسي.
    • التهابات الرحم أو مشاكل ما بعد الولادة.
    • عيوب خلقية أخرى.
    • سوء التغذية.
    • الأورام.
  • وجود اضطرابات وراثية وكروموسومية، مثل:
    • متلازمة تيرنر، التي تنتج عن وجود كروموسوم جنسي واحد فقط من نوع X.
    • متلازمة نقص الأندروجين، التي تتمثل في ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون.

أسباب احتباس الدورة الشهرية الثانوي

يمكن أن يكون احتباس الدورة الشهرية الثانوي ناتجًا عن مجموعة من الأسباب الطبيعية، أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية، أو دليلًا على وجود مشكلة صحية. وفيما يلي تفصيل لهذه الأسباب:

  • أسباب طبيعية مثل الحمل، الرضاعة الطبيعية، بلوغ سن اليأس، واستخدام موانع الحمل مثل الحبوب.
  • بعض الأدوية قد تؤدي إلى احتباس الدورة الشهرية، مثل مضادات الذهان، العلاج الكيميائي، مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم.
  • عوامل مرتبطة بنمط الحياة مثل:
    • انخفاض الوزن بشكل مفرط مما يؤدي إلى تغييرات هرمونية غير طبيعية تعيق التبويض.
    • زيادة الوزن المفاجئة والسمنة.
    • النشاط المفرط الذي يتطلب تدريباً مكثفاً قد يؤدي أيضًا إلى انقطاع الدورة، من خلال انخفاض الدهون في الجسم والإجهاد المفرط.
    • الإجهاد النفسي يؤثر على منطقة تحت المهاد المتحكمة في إفراز الهرمونات المنظمة للدورة.
  • عدم التوازن الهرموني الناتج عن حالات مثل متلازمة تكيس المبايض، اضطرابات الغدة الدرقية، أو الأورام في الغدة النخامية.
  • مشاكل في الأعضاء التناسلية مثل متلازمة أشرمان، والتي تتطلب أحيانًا التدخل الجراحي لعلاجها.
  • التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل قد يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية.

أعراض احتباس الدورة الشهرية

تتضمن أعراض احتباس الدورة الشهرية ما يلي:

  • أعراض احتباس الدورة الأولية: الصداع، اضطراب ضغط الدم، مشاكل في الرؤية، حب الشباب، وزيادة نمو الشعر غير المرغوب فيه.
  • أعراض احتباس الدورة الثانوية: غثيان، تورم الثديين، صداع، مشاكل في الرؤية، عطش شديد، تضخم الغدة الدرقية، واسوداد في الجلد.

تشخيص احتباس الدورة الشهرية

يتم تشخيص احتباس الدورة الشهرية من خلال تقييمات سريرية ومخبرية تتضمن:

  • فحص سريري للتحقق من عدم وجود مشاكل في الأعضاء التناسلية، وفحص الثديين لتحديد علامات البلوغ.
  • إجراء اختبارات مخبرية للهرمونات مثل:
    • اختبار الحمل.
    • اختبار وظائف الغدة الدرقية لقياس مستوى الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH).
    • مستوى الهرمون المنبه للجريب (FSH) في الدم لتحديد كفاءة المبايض.
    • الفحص البرولاكتيني للكشف عن وجود أورام في الغدة النخامية.
    • مستوى الهرمونات الذكرية.
    • اختبار التحفيز الهرموني الذي يتطلب إعطاء الهرمونات لمدة 7-10 أيام لتقييم استجابة الجسم.
  • اختبارات التصوير مثل:
    • فحص الموجات فوق الصوتية للتحقق من أي تشوهات في الأعضاء التناسلية.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT) لفحص صحة الرحم والمبايض.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن أي أورام محتملة في الغدة النخامية.
  • فحص المهبل والرحم باستخدام المنظار.

علاج احتباس الدورة الشهرية

يعتمد علاج احتباس الدورة الشهرية على الأسباب الكامنة وراء الحالة والظروف الصحية للفرد. وفيما يلي بعض خيارات العلاج:

  • إذا كان الاحتباس نتيجة لنمط الحياة، فمن المهم إجراء تغييرات مناسبة، مثل الحفاظ على وزن صحي لتحسين توازن الهرمونات، تقليل مستويات التوتر، وتعديل النشاط البدني.
  • علاج احتباس الدورة الأولية يعتمد على عمر الفتاة ونتائج فحوصات المبايض. إذا كانت النتائج ضمن الحدود الطبيعية وكان هناك تاريخ عائلي لحالات مشابهة، قد يعتبر الاحتباس طبيعيًا.
  • أما في حالة الاحتباس الناتج عن اضطرابات وراثية أو كروموسومية، مثل تلك التي تُظهر الأنثى حمل الكروموسوم XY، يجب النظر في التدخل الجراحي باستخدام تقنية المنظار.
  • تستخدم وسائل منع الحمل وغيرها من العلاجات الهرمونية للمساعدة في تنظيم الدورة الشهرية.
  • هناك أدوية لتخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض.
  • يمكن أن تساعد علاجات بدائل الإستروجين (ERT) في إعادة توازن مستويات الهرمونات للنساء التي تعاني من قصور في عمل المبايض، مع أهمية مناقشة الآثار الجانبية المحتملة مع الطبيب.
  • الإجراءات الجراحية لإزالة ندبات الرحم قد تُساعد في استعادة الدورة الشهرية.
  • إزالة الأورام في الغدة النخامية قد يتطلب علاجًا بالعلاج الدوائي، الجراحة، أو العلاج بالإشعاع.

فيديو عن احتباس الدورة الشهرية

شاهد الفيديو لمعرفة المزيد عن احتباس الدورة الشهرية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *