المكونات الأساسية للعطور الفاخرة
تتكون أجود أنواع العطور من مجموعة من المكونات الطبيعية مثل الزهور، التوابل، الأعشاب، الفواكه، الجذور، الخشب، البلسم، وإفرازات الحيوانات، وكذلك الأوراق والصمغ. بالإضافة إلى ذلك، تشمل بعض المكونات مصادر أخرى مثل الكحول والبتروكيماويات والفحم وقطران الفحم. يلاحظ أن حوالي 2000 نوع فقط من النباتات المزهرة، من أصل نحو 250000 نوع، تحتوي على الزيوت العطرية. لذا، يتم اللجوء إلى استخدام المركبات الكيميائية الاصطناعية لإنتاج بعض الروائح التي لا يمكن الحصول عليها من المصادر الطبيعية، حيث تُنتج هذه المركبات روائح فريدة لا يمكن العثور عليها في الطبيعة.
تتضمن بعض المكونات المستخدمة في العطور الفاخرة منتجات حيوانية، والتي تؤدي دور المثبتات في أغلب الأحيان، حيث تساعد على إبطاء عملية تبخر العطر، مما يساهم في إطالة فترته الزمنية. وتشمل المثبتات الأخرى قطران الفحم، والطحالب، والمواد الصمغية، بالإضافة إلى المركبات الكيميائية الاصطناعية. كما يُستخدم الكحول أو الماء لتخفيف المكونات، حيث تُحدد نسبة الكحول إلى الزيت العطري جودة ورائحة العطر.
عناصر العطور الفاخرة
السوسن
تُشتق زيوت السوسن الثمينة من بصلة زهرة السوسن. ووفقًا لجيمس كرافن، أحد كبار المتخصصين في العطور الفاخرة في متجر “ليه سينتورز” بلندن، يُعتبر السوسن من بين أغلى ثلاثة مكونات عطرية على مستوى العالم بفضل رائحته القوية. يتطلب إنتاج 2 كيلوغرام من الزيت العطري حوالي 907 كيلوغرام من زهور السوسن التي يتراوح عمرها بين سنتين وخمس سنوات.
المسك
يعد المسك من أقوى وأغلى المكونات العطرية في العالم، ويستخرج من غزال المسك الذكر على شكل حبوب. يشكل المسك عنصرًا أساسيًا في حوالي 35% من جميع العطور، بما في ذلك العطور الرجالية، ويُعتبر مثبتًا ممتازًا للرائحة يمتاز بطول فترة بقائه. يمكن العثور على المسك سواء في صيغته الطبيعية أو الاصطناعية في 90% من العطور الرائجة. يُعتبر المسك الطبيعي أحد أغلى المنتجات الحيوانية نظرًا لندرتها وصعوبة الحصول عليها، مما يجعل معظم المسك المتوفر في الأسواق حاليًا من النوع الصناعي، بسبب خطر انقراض حيوانات المسك، حيث يتطلب الحصول على المسك الطبيعي قتل الغزال، وهو ما يمثل خطرًا على بقاء النوع.
العود
يستخرج العود من خشب شجرة استوائية تُعرف بشجرة الأجار، ويتطلب أن يصاب الخشب بنوع محدد من العفن يُعرف بـ “طفيليات فيالوفورا” ليبدأ إنتاج العود، الذي يظهر على شكل صمغ داكن ذو رائحة قوية. تُنتج حوالي 2% فقط من أشجار الأجار العود، مما يجعلها نادرة وثمينة، ويُعتبر زيت العود من أغلى الزيوت في العالم بسبب ندرته وارتفاع الطلب عليه، بالإضافة إلى صعوبة حصاده، ولهذا يُطلق عليه في بعض الأحيان لقب “الذهب السائل”.
العنبر
يُعتبر العنبر مادة شمعية موجودة في أمعاء حوت العنبر (Physeter catodon)، ويستخدم بشكل رئيسي لتثبيت روائح العطور الفاخرة. يظهر العنبر الطازج بلون أسود لامع ورائحة غير مستحبة، لكنه بعد تعرضه لأشعة الشمس والهواء ومياه البحر، يصبح أكثر صلابة ويتغير لونه إلى الرمادي الفاتح أو الأصفر، مما ينتج عنه رائحة عطر قوية ومميزة.