التهابات الحمل وتأثيرها على الجنين
تتعرض النساء الحوامل لمجموعة من العدوى أو الالتهابات خلال فترة الحمل، ورغم أن العديد من هذه الالتهابات قد لا تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، إلا أن الالتهابات المتكررة قد تؤثر سلباً على نمو الجنين. يصعب على الأطباء تحديد مدى تأثير الالتهابات على الجنين، ولكن بشكل عام، فإن العلاج الفوري والملائم يعزز من فرص الحصول على ولادة صحّية خالية من المضاعفات. يمكن أن تؤثر الالتهابات على الجنين بطرق عدة، منها:
- قد تؤدي الالتهابات إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- يمكن أن تؤثر الالتهابات بشكل مباشر على الجنين، مما قد ينتج عنه تشوهات خلقية في بعض الحالات.
- يمكن أن تضر الالتهابات بصحة الأم، مما يقلل من قدرتها على العناية بالجنين.
- تستخدم بعض الأدوية للعلاج خلال الحمل، مما قد يؤثر على صحة الجنين.
أنواع الالتهابات التي قد تؤثر على الحامل والجنين
وفقاً لتقارير معهد الصحة الوطنية (National Institutes of Health)، تشمل الالتهابات التي قد تؤثر على الجنين ما يلي، علماً أنها ليست مقتصرة على هذه الأنواع فقط:
العدوى الفطرية المهبلية
تعتبر العدوى الفطرية المهبلية (Vaginal yeast infection) من أكثر الأنواع شيوعًا بين النساء الحوامل، ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل. وعلى الرغم من أن هذه العدوى نادراً ما تسبب مضاعفات خطيرة للأم أو الجنين، إلا أن العلاج متاح وسهل في حالة الإصابة. يجب مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض تدل على الإصابة بهذه العدوى، حيث أنه في حالة عدم علاجها، قد تنتقل العدوى إلى فم الطفل عند الولادة مما يؤدي للإصابة بالسلاق الفموي (Oral Thrush). يمكن علاج هذه الحالة باستخدام الأدوية المضادة للفطريات مثل النيستاتين (Nystatin). في بعض الحالات النادرة، قد تسبب العدوى الفطرية المهبلية مضاعفات خطيرة، منها:
- التهاب المشيمة (Chorioamnionitis).
- الإنتان الوليدي (Neonatal Sepsis).
- الولادة المبكرة.
- الانتباذ البطاني الرحمي.
تشمل العلامات والأعراض الدالة على العدوى الفطرية المهبلية:
- حرقة أثناء التبول.
- احمرار وانتفاخ المهبل والشفرتين.
- حكة وألم في منطقة المهبل.
- عدم الراحة أثناء العلاقة الجنسية.
- تغير لون الإفرازات إلى الأبيض المائل للصفرة، مع رائحة تشبه الخبز، إضافةً إلى القوام السميك والمتخثر.
التهاب المهبل البكتيري
يعتبر التهاب المهبل البكتيري (Bacterial vaginosis) من الالتهابات الشائعة لدى النساء في سن الإنجاب. يحدث هذا النوع من الالتهابات نتيجة تغير توازن البكتيريا الطبيعية في المهبل. يزيد التهاب المهبل البكتيري من خطر الإصابة بمضاعفات، مثل:
- الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs).
- الولادة المبكرة، التي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل، مما قد يتسبب بمشاكل صحية للطفل.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة، أي ولادة طفل يزن أقل من 2.26 كيلوغرام، مما قد يؤدي أيضاً إلى مشاكل صحية للطفل.
تشمل أعراض التهاب المهبل البكتيري:
- حكة في المنطقة المحيطة بالمهبل.
- ألم أثناء التبول.
- إفرازات مهبلية رقيقة بلون أبيض مائل إلى الرمادي.
التهابات المسالك البولية
تحدث التهابات المسالك البولية (Urinary tract infection) عند دخول بكتيريا غير مألوفة إلى الإحليل أو المسالك البولية، مما يتسبب بالعدوى. تعد التهابات المسالك البولية شائعة خلال الحمل بسبب ضغط الجنين على المثانة. من الضروري استشارة الطبيب عند وجود أي أعراض تدل على التهاب المسالك البولية لتلقي العلاج المناسب، حيث إن ترك الحالة دون علاج قد يؤدي لمضاعفات خطيرة، منها:
- عدوى الكلى.
- الولادة المبكرة.
- تعفّن الدم.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب التهابات المسالك البولية في تأثيرات صحية إضافية ناتجة عن انتقال العدوى إلى الكلى، مثل:
- قلة الصفائح الدموية (Thrombocytopenia).
- تجرثم الدم، وهو انتقال البكتيريا إلى مجرى الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تحلل الدم الحمراء.
- متلازمة ضيق النفس الحاد عند البالغين.
- فقر الدم.
- مقدمات الارتعاج (Preeclampsia).
- الإصابة بعدوى طويلة الأمد.
عدوى المكورات العقدية من المجموعة ب
نادراً ما تتسبب عدوى المكورات العقدية من المجموعة B (Group B streptococcus) في أعراض على الحامل، لكنها قد تؤدي لمضاعفات خطيرة للجنين في بعض الحالات. يتزايد خطر انتقال هذه العدوى للطفل في ظروف معينة، مثل:
- الولادة المبكرة.
- نزول ماء الرأس مبكرًا.
- إصابة الأم بالحمى أثناء الولادة.
- إصابة الأم بعدوى بكتيريا المجموعة ب خلال فترة الحمل.
أنواع أخرى من الالتهابات
فيما يلي بعض الأنواع الأخرى من الالتهابات التي تؤثر على كل من الحامل والجنين:
- فيروس زيكا: يمكن أن يسبب فقدان الحمل أو تشوهات خلقية، وينتقل عبر لدغات البعوض.
- الداء الخامس: قد يتسبب في الإجهاض أو فقر الدم للجنين.
- الأمراض المعدية: مثل الإيدز، الهربس، التهاب الكبد، والزهري.
- داء المقوسات: قد يؤدي لتشوهات خلقية وإعاقة ذهنية.
- الكلاميديا: يمكن أن تسبب التهاب الرئتين وعدوى العين.
- الفيروس المضخم للخلايا: قد يتسبب في إعاقة ذهنية وتشوهات خلقية عند الولادة، حتى لو لم يضر الحامل كثيرًا.
- السيلان: يمكن أن يؤدي إلى ولادة مبكرة وعدوى للعين قد تؤدي إلى العمى في بعض الحالات.
- عدوى الليستيريا: قد تؤدي إلى الإجهاض، أو تشوهات خلقية، أو ولادة جنين ميت.
خلاصة المقال
تتعرض الحوامل لمجموعة متنوعة من الالتهابات خلال فترة الحمل، بعضها يكون بسيطاً وسهل العلاج، بينما قد تتسبب أنواع أخرى في تأثيرات سلبية على صحة الأم أو الجنين أو كليهما. لذلك، من الضروري أن تستعين الحامل بطبيب عند ظهور أي أعراض تدل على حدوث عدوى، أو عند الشعور بالقلق ازاء أي علامات قد تظهر خلال الحمل.
فيديو حول التهابات الحمل وتأثيرها على الجنين
شاهد الفيديو للتعرف على مزيد من التفاصيل حول الالتهابات أثناء الحمل.