اسم ملك الموت
أوضح العلماء أن الاسم الشائع لملك الموت المعروف بـ(عزرائيل) لم يرد لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة، بل تم تداوله في بعض الآثار والإسرائيليات. لذلك، لا يمكن الجزم بمسمى ملك الموت ما إذا كان عزرائيل أو غيره. وعندما تطرق القرآن الكريم لذكر ملك الموت، اكتفى بإطلاق مسمى “ملك الموت” فقط، كما قال الله تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ). لذا، يُفضل أن يسمي المسلم ملك الموت بالاسم الذي أطلقه الله –عز وجل– تجنباً لاستخدام أسماء لم يثبت أصلها.
الإيمان بملك الموت
يؤمن أهل السنة والجماعة بوجود ملكٍ موكّلٍ من الله –عز وجل– لقبض أرواح البشر عند انتهاء أعمارهم، ثم يتم إعادتها إلى أجسادهم بعد دفنهم. وقد أشار العلماء إلى أن ملك الموت يمتلك قدرة هائلة وفرصاً تمكنه من قبض الأرواح بسهولة وفي أماكن متعددة من الأرض في آن واحد. حيث وصف ابن عباس خطى ملك الموت بأنها تمتد ما بين المشرق والمغرب، بينما قال مجاهد: “حُوِيت له الأرض، فجُعلت له كالأداة التي يأخذ منها ما يشاء”. وأوضح ابن جرير الطبري أن الله –عز وجل– جعل لمَلَك الموت أعوانًا مختلفين يتولى تنفيذ عملية قبض الأرواح بأمر منه، مما يضفي صفة الفعل إليه مباشرة.
تذكّر الموت
حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على ضرورة تذكّر الموت وعدم الغفلة عنه في حياتهم اليومية، حيث أن ذكر الموت يساعد على الاستقامة ويشجع على أداء الطاعات، كما يُذّكر بانتهاء لذّات الحياة الدنيا. وقد تم تحديد بعض الأعمال في الإسلام التي تُساعد في تذكّر الموت بين الحين والآخر، مثل زيارة القبور، وحضور مجالس العلم والوعظ، والتفاعل مع أخبار الصالحين، والزهد في متاع الدنيا. وقد اتبع الصحابة الكرام توجيهات النبي -صلى الله عليه وسلم- وتناصحوا فيما بينهم حول هذا الأمر حتى روى ابن عمر -رضي الله عنهما- قوله: “إذا أمست فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء”.