أثر المسلسلات التركية على الثقافة والمجتمع العربي

تأثير المسلسلات التركية على المجتمع العربي يعد من المواضيع الحيوية التي تعكس التلاقي بين الحضارات وتبادل الأفكار والمعارف بين المجتمعات العربية. فإن هذا التفاعل يُعتبر أساسيًا لتعزيز التطور والنمو بين الدول المختلفة.

يساهم هذا الانفتاح في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي، ويُعتبر الإعلام من أهم الأدوات لنشر الثقافات والمعلومات بين الدول. وقد تمكنت بعض المسلسلات والأفلام من تحقيق هذا الهدف في مجتمعنا العربي من خلال الشاشة الصغيرة.

في هذا المقال، سنستعرض تأثير المسلسلات التركية على المجتمع العربي.

المسلسلات التركية وتأثيرها على المجتمع العربي

  • تعتبر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية من الوسائل الفعالة التي تستخدمها البلدان لترويج ثقافاتها وأخلاقياتها وكافة العادات الاجتماعية التي ترغب في تصديرها للعالم.
  • تُعد المسلسلات التركية من أبرز الأعمال التي استحوذت على اهتمام كبير ورضا غير مسبوق في الدول العربية، حيث أصبحت تُخصص لها أوقات لمشاهدتها وتبادل قصصها بين المشاهدين.
  • تُفسر بعض الآراء الظاهرة غير العادية لشعبية هذه المسلسلات التركية بذلك التركيز على الجوانب الرومانسية والعاطفية التي تعكس ما يفتقده الكثيرون في حياتهم اليومية.
  • تحتوي هذه الأعمال على مناظر طبيعية خلابة ومعالم سياحية قد تكون غير معروفة للبعض، بالإضافة إلى بعض التقاليد الاجتماعية التي تشترك في الكثير من جوانبها مع الثقافة العربية.

المسلسلات التركية والجانب الاجتماعي

  • بدأت القنوات الفضائية بعرض المسلسلات التركية منذ عام 2006، وكانت نسب المشاهدة في البداية منخفضة مقارنةً بالأعمال الأخرى.
  • ومع مرور الوقت، شهدت هذه المسلسلات ارتفاعًا ملحوظًا في نسب المشاهدة، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة في المجتمع العربي.
  • في 15 سبتمبر 2008، ارتفع عدد الدول التي تستورد المسلسلات التركية إلى 22 دولة منذ بدء تصديرها.
    • كما أنها حققت أرقامًا قياسية في نسب المشاهدة في العالم العربي واليونان والبرازيل.
  • تجاوزت إيرادات بيع المسلسلات التركية حوالي ثلاثة ملايين دولار سنويًا، حيث يتم عرض حوالي 18 مسلسلًا تركيًا في مناطق مختلفة من شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
    • تحظى هذه الأعمال بقبول واسع في دول مثل مصر والإمارات وسوريا والعراق والأردن ولبنان وإيران.

نسب المشاهدات للمسلسلات التركية

  • حقق المسلسل التركي “نور” حوالي 85 مليون مشاهدة، حيث كانت نسبة المشاهدات بين الشبان والشابات من فئة المراهقين، من بينهم ما يقارب 50 مليون من الإناث.
  • أما مسلسل “سنوات الضياع”، فقد حقق بدوره نسبة مشاهدة وصلت إلى 67 مليون مشاهدة.
    • ويُعتبر هذا المسلسل ثالث أكثر المسلسلات مشاهدة بعد “نور”.

الآثار السلبية والضرر الناجم عن المسلسلات التركية في المجتمع العربي

بينما تؤدي المسلسلات التركية دورًا في تلبية الجوانب العاطفية والرومانسية التي يفتقدها بعض أفراد المجتمع العربي، إلا أن لهذه الأعمال أيضًا تأثيرات سلبية واضحة، منها:

  • من المفترض أن تعكس هذه المسلسلات مجتمعًا إسلاميًا، ومع ذلك، فهي لا تعكس القيم الإسلامية بدقة.
    • تقدم مجموعة من الصور والمشاهد التي تخالف تعاليم الدين، مثل مشاهد تناول المشروبات الكحولية خلال رمضان، وعلاقات غير شرعية.
  • تحتوي على مشاهد تتجاهل القيم الأسرية واحترام الوالدين.
    • مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على السلوكيات الأخلاقية في المجتمع.
  • لا يمكن القول إن جميع المسلسلات العربية خالية من العيوب، بل هناك أعمال تحتوي على مشاهد تعتبر غير مقبولة.
    • إلا أن العديد من المسلسلات التركية تتضمن محتوى قد يتسم بالإباحية.
  • تم تصنيف هذه المسلسلات على أنها علمانية، مما أثر على فكر الشباب وزاد من إقبال السياحة نحو تركيا.
    • وقد أصبح القصر الذي تم تصوير مسلسل “نور” فيه وجهة سياحية، حيث يُسجل زيارة له الكثيرون.

مشكلات أخرى مؤثرة سلبًا على المجتمع العربي تشمل:

  • تقليد الشخصيات في المسلسلات دون التفكير في الجوانب السلبية أو الإيجابية.
    • هل هذه الأعمال تساهم في تطوير الشخصية العربية أم لا؟
  • كما أن النساء العربيات بدأن في تقليد الأزياء التركية بشكل ملحوظ بغض النظر عن مدى ملاءمتها للعادات والتقاليد.

ردود أفعال المجتمع تجاه المسلسلات التركية

تتعدد ردود الأفعال المتباينة بين المشاهدين عند متابعة هذه الأعمال التركية، وتشمل:

  • حققت المسلسلات التركية نسب مشاهدة مرتفعة ومثيره للاهتمام بين الجماهير.
    • حتى أن بعض الآباء أطلقوا أسماء شخصيات المسلسلات على مواليدهم.
  • قام بعض الأردنيين بتسمية أبنائهم بأسماء شخصيات المسلسلين “نور” و”سنوات الضياع”، مما أثار جدلاً كبيرًا.
    ولم يعد اسم “نور”، “مهند” أو “لميس” مجرد أسماء شائعة بل أصبحت رموزًا محبوبة.
  • تشهد مكاتب الأحوال المدنية في عمان زيادة في تسجيل الأسماء المرتبطة بهذه الشخصيات.
    • وقد سجل اسم “مهند” بطل مسلسل “نور” أعدادًا كبيرة من التسميات الجديدة في الوثائق الرسمية.
  • أما اسم “لميس” فقد حقق 13 تسجيلًا في الشهر الأول من العام الحالي وزادت أعداد تسجيله إلى 106 خلال شهر يونيو الماضي.
  • في المقابل، كان حظ اسم “يحيى” أقل dibandingkan dengan “مهند”، لكن سرعان ما شهد إقبالًا كبيرًا من العائلات.

السلبيات الناتجة عن التأثيرات المفرطة للمسلسلات التركية

أثر الدراما التركية بشكل سلبي على المجتمع العربي، وخصوصا في العلاقات الزوجية:

  • أفادت بعض التقارير الصحفية بوجود حالات طلاق عديدة نتجت عن مشاهدة المسلسلات التركية.
    • على سبيل المثال، حصلت أربع حالات طلاق في سوريا بسبب مسلسل “نور”.
  • تسببت هذه الأعمال في تفاقم المشاكل الزوجية، مما أثر على الترابط الأسري بشكل سلبي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *