تعريف علم النفس الاجتماعي ومصادره يعتبر من المجالات الأساسية في دراسة العلاقات البشرية. تتأسس الحياة الاجتماعية على التفاعل والتعاون بين الأفراد في المجتمع، مما يساهم في تحقيق التعايش والرفاهية، حيث يسعى الإنسان إلى تأمين متطلباته اليومية.
في هذا السياق، يحتاج الإنسان إلى نظام اجتماعي يعمل على تنظيم علاقاته مع الآخرين، مما يؤدي إلى ظهور سلوكيات اجتماعية متنوعة تعكس طبيعة المجتمع. ومن هنا يجب التعرف على مفهوم علم النفس الاجتماعي ومراجعه.
تعريف علم النفس الاجتماعي
يُعرف علم النفس الاجتماعي بأنه فرع من فروع علم النفس، وقد شهد القرن العشرين العديد من التعريفات العملية لهذا التخصص. ولكن هذه التعريفات تتفاوت بناءً على الاتجاهات التي يتم دراستها، حيث يركز بعضها على الجماعات بينما يهتم البعض الآخر بالأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، يهتم هذا العلم بدراسة الأفراد في سياق الجماعة، ومن أهم التعريفات المستخدمة:
- أولًا، علم النفس الاجتماعي يُعرّف بأنه دراسة السلوك العام للجماعات والتفاعلات المتبادلة بين الأفراد والجماعات.
- تعريف آخر لعلم النفس الاجتماعي بحسب العالم “بوينج”، هو تفاعلات الأفراد مع البيئة وفهم الآثار السلبية الناتجة.
- عالم آخر، “مصطفى فهمي”، عرّف علم النفس الاجتماعي كدراسة سلوكيات الأفراد وتفاعلاتهم عند التواصل مع الجماعة.
- وهنالك تعريف يشير إلى أن علم النفس الاجتماعي يقوم بدراسة الأنماط السلوكية للجماعات والأفراد، بما يشمل المواقف الاجتماعية المختلفة والاستجابات المترتبة عليها.
- أيضًا يشمل دراسة الخصائص النفسية للجماعات والنمط السلوكي للتفاعلات الاجتماعية، مثل العلاقة بين الأهل والأبناء داخل الأسرة.
مصادر علم النفس الاجتماعي
تعتمد أسس علم النفس الاجتماعي على عدة مصادر رئيسية، ومنها:
أولًا: علم الاجتماع، الاقتصاد، والسياسة
- تعد هذه المجالات من المصادر الأساسية التي ساعدت في بناء علم النفس الاجتماعي، حيث توجه الباحثين إلى أهمية دراسة سيكولوجيا الجماعات الصغيرة وأنماطها.
- تساهم هذه المجالات في فهم تأثير علم الاقتصاد والسياسة على السلوكيات الاجتماعية، مما يسهل تحليل التفاعلات الاجتماعية في مختلف المواقف.
- كما تساعد في التعرف على الأنماط العامة للسلوك، مثل تلك التي تحدث أثناء عمليات البيع والشراء والانتخابات.
- وهناك تصنيفات خاصة بالناس بناءً على خصائصهم.
ثانيًا: علم النفس
- يعتبر علم النفس من المراجع المهمة لعلم النفس الاجتماعي، حيث يسهم في دراسة تأثير الدوافع النفسية على السلوك الاجتماعي.
- مثلاً، هناك أبحاث تتعلق بروح المنافسة وكيف تؤثر على السلوك، وكذلك دراسة مدى تأثير عادات المجتمع ونظمه على سلوك الأفراد.
ثالثًا: موضوعات علم النفس الاجتماعي
يساهم علم النفس الاجتماعي في معالجة العديد من القضايا والمواضيع، ومنها:
- دراسة سلوكيات الأفراد، سواء كانت سلوكيات طبيعية أو شاذة، ضمن جماعة معينة.
- تحليل وقياس الآراء والميول العامة، وفهم العوامل المؤثرة فيه بشكل إيجابي أو سلبي.
- دراسة طبيعة العلاقات بين الأفراد داخل الجماعة، بما في ذلك توزيع الأدوار والمهام.
- بالإضافة إلى اتخاذ القرارات والقيادة وما ينجم عنها من آثار.
- دراسة الاتجاهات والقيم وتأثيرها على السلوك الإنساني.
علم النفس الاجتماعي والفلسفة
- يُعتبر علم النفس الاجتماعي جزءًا من الفلسفة الاجتماعية، وتركز هذه الفلسفة على الطبيعة البشرية.
- من الفلاسفة المعنيين بهذا المجال، أفلاطون وأرسطو، حيث كانت آراؤهم تنطلق من فهم السلوك الإنساني.
- رأى أفلاطون أن السلوك الإنساني عبارة عن نتيجة لتفاعلات الأفراد مع مجتمعهم.
- وأكّد أن شدة هذه التفاعلات تحدد سلوك الفرد، وتؤثر على المجتمع ككل.
- كما أشار إلى دور المؤسسات الاجتماعية في تقليص التغيرات في الطبيعة البشرية.
- أما بالنسبة لأرسطو، فقد رأى أن تفسير السلوك الإنساني يرتبط بالوراثة والعمليات البيولوجية، مما يجعل من الصعب إحداث تغييرات جوهرية في المجتمع.
أهمية علم النفس الاجتماعي
- يساعد علم النفس الاجتماعي على فهم سلوك الأفراد والجماعات، مما يُعتبر ضروريًا في التفاعلات الاجتماعية.
- على سبيل المثال، يحتاج المعلم إلى فهم شخصيات الطلبة لضمان تحسين العلاقات بينهم.
- كما يساعد في فهم آليات الإقناع والمشاركة والتنافس بين الأفراد.
- يحتاج المختصون الاجتماعيون إلى فهم فلسفة المجتمع وسلوكياته من أجل تحليل العلاقات الاجتماعية.
- ويقوم علم النفس الاجتماعي بربط سلوكيات الأفراد ببعضها، مما يُمكنهم من فهم سلوكهم وسلوك الآخرين.
- كما يتيح هذا العلم للأفراد التعرف على أنماط السلوك المختلفة والتفاعل بكفاءة مع الآخرين.
الأهمية العملية المباشرة لعلم النفس الاجتماعي
- يتعامل الجميع مع المجتمعات ولذلك فإن دراسة علم النفس الاجتماعي ضرورة، بما في ذلك المعلمين الذين يحتاجون إلى فهم سلوك الطلبة.
- فهم العلاقات والتفاعلات الاجتماعية يكون أساسيًا في المناهج التعليمية.
- يدرك الاختصاصيون الاجتماعيون أهمية علم النفس الاجتماعي في دراسة التنظيات الاجتماعية والتوجيه الاجتماعي.
- كما يتعلق الأمر بالممارسات بمجال الأعمال، مما يساعد على تعزيز العلاقات الإنسانية في بيئة العمل.
- يتعاون الفرد العادي مع علم النفس الاجتماعي لفهم سلوكيات الآخرين، مما يساعد في تحسين علاقاتهم.
الأهمية العالمية لعلم النفس الاجتماعي
- يساهم علم النفس الاجتماعي في معالجة القضايا المستقبلية من خلال التحذير من الأزمات المشكلات.
- كما يشجع على البناء الإيجابي للمستقبل ويوفر الحلول للمشاكل الاقتصادية والسياسية.
- يهدف علم النفس الاجتماعي إلى إنشاء مجتمع عادل يتاح فيه الفرص لجميع الأفراد، وينشر القيم والمبادئ العليا.
- كما يساعد الأفراد على فهم سلوكيات الجماعة والطريقة المثلى للتفاعل معها.